اهتزت جماعة حد واد زباير بإقليم تازة على وقع جريمة قتل مروعة راحت ضحيتها طبيبة شابة كانت تشتغل بالمستشفى الإقليمي الغساني بفاس، بعدما تم العثور على جثتها مقطعة الأطراف ومدفونة في حديقة منزل. وتعود تفاصيل القضية إلى أيام قليلة مضت، حين تقدم طبيب عام، يعمل بنفس المستشفى، رفقة والد زوجته، بإشعار لدى مصالح الأمن بفاس يفيد باختفاء زوجته في ظروف غامضة. على الفور باشرت السلطات الأمنية تحرياتها، واستدعت أقارب وأسرة الطبيبة المختفية للاستماع إليهم. ومع توالي الأبحاث، تمكنت الفرق الأمنية من تحديد الموقع الجغرافي لآخر إشارة صادرة عن هاتف الضحية، والتي قادتهم إلى منطقة حد أولاد زباير بتازة. وزادت الشكوك حدة بعد اكتشاف آثار دماء في سيارة الزوج، تبين من خلال التحاليل أنها تعود للزوجة المختفية. لكن التطور الأخطر في مسار التحقيق ظهر عندما تأكد أن الزوج غادر التراب الوطني متوجها إلى فرنسا بعد فترة وجيزة من بلاغه، الأمر الذي اعتُبر محاولة واضحة للفرار وإبعاد الشبهة عنه. وبعد الاستعانة بكلاب بوليسية مدربة، انتقلت المصالح الأمنية إلى منزل في المنطقة ذاتها، حيث عُثر على جثة الطبيبة مدفونة بعناية تحت التراب، وقد تعرضت لاعتداء جسدي عنيف وتم تقطيع أطرافها، ما يرجح فرضية القتل العمد مع سبق الإصرار. مصادر مطلعة أكدت أن السلطات الأمنية تعمل حاليًا على استكمال الإجراءات القانونية لإصدار مذكرة توقيف دولية في حق الزوج المشتبه فيه، بهدف تسليمه إلى العدالة لمتابعته بتهم القتل العمد، والتمثيل بجثة،وإخفاء معالم الجريمة. وقد خلفت هذه الجريمة المروعة صدمة كبرى في الأوساط الطبية والمجتمع المحلي، وسط دعوات بتوفير حماية أكبر للنساء وتغليظ العقوبات على مرتكبي مثل هذه الأفعال الوحشية.