إضراب يشل بروكسل ومواجهات بين متظاهرين مقنّعين والشرطة

شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل، صباح اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، توتراً كبيراً تخلله وقوع مواجهات بين متظاهرين مقنّعين وقوات الشرطة على مستوى جادة "باشيكو"، خلال الإضراب الوطني الذي دعت إليه النقابات العمالية الكبرى احتجاجاً على الإجراءات التقشفية التي أعلنتها حكومة "أريزونا" الفدرالية.
ووفقاً لوكالة الأنباء البلجيكية "بيلغا"، فقد تدخلت وحدات مكافحة الشغب لتفريق المحتجين بعد تسجيل اشتباكات محدودة أسفرت عن إصابات طفيفة بين المتظاهرين وبعض عناصر الأمن، بينما تم توقيف عدد من المشاركين. كما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المجموعات التي حاولت تجاوز الطوق الأمني.
الإضراب، الذي شاركت فيه نقابات CSC وFGTB وCGSLB، جاء للتنديد بارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية، إضافة إلى رفض الإصلاحات المقترحة في نظام التقاعد وزيادة ضريبة القيمة المضافة. وقدرت الشرطة عدد المشاركين بنحو 80 ألف شخص، في حين تحدث المنظمون عن تجاوز العدد 100 ألف متظاهر.
المسيرة انطلقت من محطة الشمال في اتجاه محطة الجنوب، وسط حضور لافت لشخصيات سياسية من أبرزها رئيس الحزب الاشتراكي بول مانييت، ورئيس حزب العمال راؤول هيديبو، ورئيس الوزراء الأسبق إليو دي روبو، الذين انتقدوا بشدة سياسة الحكومة التي "تدفع الطبقات الوسطى والعمالية نحو الهشاشة"، على حد تعبيرهم.
وشلت الحركة في العاصمة بشكل شبه كامل، حيث توقفت معظم خطوط النقل العام، وألغيت غالبية الرحلات الجوية من مطاري بروكسل وشارلوروا، فيما تأثرت خدمات البريد والموانئ والسجون والمستشفيات بدرجات متفاوتة. وأكدت النقابات أن هذه التعبئة "ليست سوى بداية"، ملوّحة بتصعيد أكبر في حال تجاهل الحكومة مطالبها الاجتماعية.