لطالما تحدث الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد باسم الشعب التونسي كسائر المعارضين ولطالما رددوا أنهم يعبرون عن نبض المواطنين وعن تطلعاتهم في التغيير الديمقراطي الحقيقي. واليوم وقد تجشم الشباب وحده أعباء المسؤولية وتكفل بنفسه بهذه المهمة ودفع في سبيلها من دمه الكثير نيابة عن جميع الأحزاب السياسية والمنظمات الأهلية يقف التونسيون ذاهلين أمام أمر غريب يضع كلا من الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد في حرج كبير ويعرض رصيد رمزيهما السيدين أحمد نجيب الشابي وأحمد إبراهيم إلى التلاشي ويفقدهما ثقة إن لم نقل احترام آلاف المتظاهرين خصوصا من الشباب. هذا الأمر الغريب يتمثل في: سرعة التجاوب مع عرض الانضمام إلى الحكومة الجديدة قبل اتضاح تركيبتها ودون الرجوع إلى القواعد الحزبية لحسم موضوع المشاركة وطبيعتها. عدم العودة إلى حلفاء الأمس في هيأة 18 أكتوبر أو في التحالف من أجل المواطنة والمساواة للتشاور وتنسيق المواقف المشتركة وضمان حق جميع الأطراف في التمثيل الحكومي التموقع في الحكومة الجديدة والعظ على الحقيبة الوزارية بالنواجذ وإدارة الظهر تماما للشارع التونسي الثائر وصرف النظر عن نبض المتظاهرين ومطلبهم بحل الحكومة الراهنة وإعادة تشكيلها وفق معايير جديدة تضمن حق سائر الأطراف في التمثيل واستبعاد الضالعين في منظومة الاستبداد من الجهاز الحكومي للرئيس المخلوع بن علي. فهل كعكة السلطة أكثر وقعا في نفوس هؤلاء المعارضين مما تحدثه حناجر المتظاهرين المطالبين بتصحيح المسار؟. –