قبالة البوابة الرئيسية لمقر التلفزيون المغربي، رفع العاملون والصحافيون والتقنيون شعارات تطالب بالتغيير في الجهاز الذي يطلق عليه في المغرب “القطب الإعلامي العمومي”، واستمرت التظاهرات 3 ساعات خلال صباح امس الجمعة 11-3-2011، بحضور قدره المنظمون ب 200، من العاملين في التلفزيون المغربي، إلى جانب ممثلين من المجتمع المدني غير الحكومي، وتنسيقية جهة الرباطسلا لحركة 20 فبراير، ومن المكتب النقابي للقناة الثانية المغربية. واستخدم العاملون في التلفزيون المغربي مكبرات الصوت للاحتجاج على الأوضاع العامة للإعلام الإذاعي والتلفزيوني، الذي لا تزال الدولة تتحكم فيه، وفق تعبيرهم، مطالبين بالانتقال به إلى المرحلة الجديدة التي دخلها المغرب عقب خطاب الملك محمد السادس ليلة الأربعاء الماضي، الذي أعلن فيه عن الشروع في إصلاحات دستورية غير مسبوقة في تاريخ البلاد منذ نصف قرن. وكان الشعار الأبرز في الوقفة أن الصحافيين يريدون تحرير الأخبار، إضافة إلى المطالبة برحيل المسؤولين عن تردي الخدمة الإعلامية في التلفزيون والإذاعة، وعن تسميم المناخ العام للعمل داخل المؤسسة. وفي رأيه، يرى عبد الغني جبار، صحافي في التلفزيون المغربي ومقدم نشرات الأخبار، أن وقفة الجمعة أتت للمطالبة بإصلاح جذري وشامل في الإعلام العمومي المغربي، ليتماشى مع التطورات التي يعرفها المغرب حاليا، وليكون الإعلام العمومي المغربي عاكسا للتعددية، لأنه اليوم إعلام حكومي فقط، فالأرقام الرسمية تتحدث عن تخصيص 72 في المائة من زمن التلفزيون خلال العام 2010، لبث الأخبار الحكومية فقط. ويضيف جبار أن هناك أحزابا سياسية، ومنظمات من المجتمع المدني، مقصية تماما من الحضور في التلفزيون، بالرغم من وجود اتفاق ما بين الدولة ومؤسسة التلفزيون، يؤكد على ضرورة فتح المجال أمام التيارات السياسية المختلفة. ومن جهة ثانية، كشف جبار أن هنالك حوارا مفتوحا مع رئاسة القطب الإعلامي العمومي، التي عبرت عن حسن نيتها في المضي قدما في سبل الإصلاح، إلا أنها اشتكت من وجود جيوب داخلية للمقاومة لا تريد الانتقال إلى مرحلة جديدة داخل مؤسسة التلفزيون العمومي المغربي. وفي قراءته لوقفة امس الاحتجاجية، يعتبر محمد العوني الصحافي في الإذاعة المغربية أن الشعار الأساسي هو الوصول إلى إعلام عمومي ديمقراطي، للتمكن من نقل وعكس ما يروج داخل المجتمع المغربي في المرحلة الراهنة من تعبيرات عن مطالب للتغيير والإصلاح. وعلى الصعيد الداخلي لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون المغربي، يشير العوني إلى وجود مطالب تحسين المناخ العام للعمل المهني، لتلبية حقوق المواطنين المغاربة في الإعلام عامة، لذا يرى الصحافي المغربي ضرورة التوقف عن استعمال آليات قديمة في إدارة التلفزيون عبر تهميش الكفاءات وصرف ميزانيات ضخمة على أمور لا علاقة لها بتاتا بالمهنة، فضلا عن الحد من المناصب الإدارية على حساب من المهن الصحافية