متغيرات كبيرة تعيشها مدينة الجديدة في السنين الأخيرة حولتها من مدينة هادئة مطلة على المحيط الأطلسي إلى قطب صناعي يعج بالحركة والدينامية ويستقطب الآلاف من اليد العاملة التي استطونت المدينة بحثا عن فرص شغل. هذا التحول الديمغرافي والصناعي المفاجىء لم تواكبه استراتيجية لحل المشاكل الكبرى التي شهدتها المدينة حيث تحولت أغلب شوارع المدينة إلى فضاء لطابور يومي من السيارات التي تتسبب في اختناق مروري، أما خلال الصيف الذي يعرف توافد الزوار والسياح من كل حدب وصوب فالطامة أكبر، وفي محاولة محتشمة من القائمين على شؤون المدينة لحل المشكل ولو بشكل جزئي تم فتح شارع جبران خليل جبران الذي تغنى بذكره المسؤولون كأطول شارع بالمدينة يربط المدخل الشمالي انطلاقا من طريق البيضاء إلى طريق سيدي بوزيد، مما سيمكن الشاحنات ووسائل النقل الثقيلة المتوجهة صوب ميناء الجرف الأصفر من المرور من هذا الشارع وتخفيف الضغط على وسط المدينة، إلا أن فتح هذا الشارع تحول مع مرور الوقت إلى خطر داهم يقض مضجع ساكنة التجزئات السكنية والدواوير المحاذية له، حيث أكدت مصادر من عين المكان تسجيل حوادث سير مميتة بشكل دائم أبطالها سائقون منعدمو الضمير يسيرون بسرعة جنونية وكأنهم بالطريق السيار.
ورغم نداءات واستغاثات واحتجاجات الساكنة والتي كانت آخرها الوقفة الإحتجاجية التي نظمها سكان دوار كور الحاج عباس وقطعهم للطريق لساعات بعد مقتل إمرأة في حادثة سير بنفس الشارع، لازالت الأمور على حالها ويكتفي رجال الأمن بوضع آليات مراقبة السرعة بين الفينة والأخرى، وهي تدابير وإجراءات لاترقى لطموحات الساكنة المحاذية لهذا الشارع الذي يستحق أن يدخل كتاب "كينس" للأرقام القياسية في عدد حوادث السير المسجلة به.
وعليه فإن المواطنين سكان التجزئات والدواوير المحاذية لشارع جبران خليل جبران ينتظرون تدخل السيد عامل إقليمالجديدة المؤتمن على سلامة أرواح رعايا صاحب الجلالة من أجل إيجاد حلول جذرية للحد من حوادث السير بهذا الشارع حقنا لدماء المواطنين البسطاء.