لم ترق جنازة محمد السويسدي إلى مستوى مسار وتضحيات الفنان، على نحو ما علمت "فبراير.كوم" من أصدقاء الراحل. وكان أبرز عنوان لجنازته، حسب نفس المصادر، في مقبرة الشهداء في الدارالبيضاء هي الفوضى! "لقد كان علينا أن نستدعي الشرطة كي تتدخل لتسهيل مرور جثمانه. فالكثير من محبيه تجمعوا بشكل أقفل الطريق أمام جنازته..أما نوع الخيمة التي استعملت استعدادا لتنظيم جنازته، فلا يمكن إلا أن نقول أنها كانت من النوع الرديء.." والعبارات لأحد أصدقاء العائلة، الذي يضيف أن نوعية الحضور الرسمي كانت باهتة. فعدا رفاقه وصديقاته من الفنانين والفنانات، فإن الإعتراف الرسمي كان باهتا، ولا يليق بعطاء صاحب الصوت الرخيم، الذي تعرض في فترة الإحتقان السياسي ومجموعته الفنية للكثير من المضايقات، فقد روى، غير ما مر، كيف كان وأعضاء مجموعته يفرون من خشبة المسرح وهم يركضون، حتى لا يتيحون للبوليس السري فرصة اعتقالهم، مثلما وضح الراحل كيف سبق للبوليس أن استدعاهم للتحقيق معهم حول معاني الكلمات التي يختارونها. وقد غادر الفنان بيته المتواضع في الحي المحمدي مخلفا وراءه غصة في القلب وحزنا على عائلته، التي لم تر بعين الرضى نهاية فنان من هذا الحجم، خصوصا وأنه ظل متعففا.