تنتشر خلال كل شهر رمضان مجموعة من السلوكيات غير المعتادة، أو ما يطلق عليه ب »الترمضينة »، حيث تجد سب هنا وشتم هناك، ومشادة كلامية قد تصل للعراك، فهذا يهدد الآخر بالقتل، ودماء تسيل في الطرقات والأحياء. مظاهر تتكاثر خلال هذا الشهر الكريم، بالرغم من الدلالة الرمزية التي يحملها هذا الشهر لدى المسلمين . ويعرف رمضان عند المسلمين بشهر الصيام والقيام و حيث يمسك فيه الصائم عن شهوتي البطن و الفرج، ويعمل على التقرب لله بالاجتهاد في العبادات والذكر و التهجد و تلاوة القرآن ، زيادة على أنه شهر مميز في السنة حيث تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد فيه الشياطين. و موسما لترسيخ كل معالم التسامح و الإخاء، و نبذ كل أنواع العنف و النشاز الأخلاقي. غير أن هذا الشهر المميز في ثقافة المسلمين يشهد الكثير من مظاهر العنف التي تلقي بظلالها على أجوائه ، حيث يلاحظ ارتفاعا مهولا في نسب العنف الذي يصطلح عليه ب »الترمضينة »، والتي يعنى بها حالة نفسية يكون فيها الفرد غاضبا أو غير قادر على تحمل سلوكيات معينة تصدر عن الآخرين . ما يحدث كل يوم في محيطنا من مظاهر عنف تزامنا مع حلول هذا الشهر، يجعل المرء يربط بين الصيام و »الترمضينة »، باعتبارها نتيجة لتحولات سلوكية ونفسية يشعر بها بعض الصائمين بسبب عدم قدرتهم على التحكم في أفعالهم، بفعل انقطاعهم عن بعض المواد التي أدمنوها( مخدرات، تدخين، قهوة) و قلة النوم .فإمساكهم عن تعاطي ما اعتادوه حتى لو كان الأمر لا يتعدى ساعات قليلة بالإضافة إلى قلة النوم يجعل منهم ألغاما معدة للانفجار في أي لحظة.