كشفت مصادر خاصة ل»فبراير.كوم»، عن معطيات مثيرة حول المهام التي يقوم بها المستشفى الميداني العسكري المغربي في الحدود الأردنية السورية، وأبانت هذه المعطيات عن الدور الحاسم الذي يلعبه المغرب في هذه النقطة الملتهبة من العالم، والذي يفوق أدوار الدول المعنية مباشرة بالحرب الدائرة في سوريا من دول الجوار، بل أكبر حتى من دور القوى العالمية التي تقود المساعي الدولية لإسقاط نظام بشار الأسد. المصادر الموثوقة أوضحت كيف أن المستشفى الميداني العسكري المغربي يُعتبر الملاذ الأول للسوريين الفارين من بطش الجيش السوري، واللاجئين المكدسين في مخيم «الزعتري» في محافظة المفرق الأردنية. المستشفى العسكري المغربي يستقبل ما يقارب 500 حالة يوميا، ويؤمن خدماته بشكل دائم وعلى مدار أربع وعشرين ساعة، مقابل خدمات متقطعة وبسيطة يوفرها مستشفى فرنسي وآخر إيطالي أردني. ويوفّر المستشفى الميداني المغربي، قاعة للعمليات مجهزة بكل ما تتطلبه الحالات الواردة على المستشفى، حيث تُجرى بشكل يومي عملية جراحية أو عمليات. وعن طبيعة هذه العمليات، قال مصدر عارف بما يدور في مخيّم «الزعتري» والمستشفى المغربي، إنها بالدرجة الأولى عمليات لاستخراج رصاصات أو شظايا قذائف تبقى عالقة داخل أجسام السوريين، بعدما يقوم مُسعفو الجيش الحر بتضميد الجراح وإنقاذ المصابين. كما يتولى المستشفى المغربي مهمة توليد النساء السوريات الحوامل اللواتي تتوافدن عليه، حيث كشف أحد مصادر «فبراير.كوم» أن المستشفى أجرى في أحد الأيام 12 عملية ولادة. وفيما يضم الوفد الطبي المغربي 27 طبيبا متخصصا في مختلف أنواع الأمراض التي يُمكن أن تفد على المستشفى الميداني المغربي، قالت مصادر موثوقة إن الطبيب المتخصص في الدعم النفسي، وهو برتبة عقيد في الجيش المغربي، يُعتبر الأكثر إقبالا وطلبا لخدماته، نظرا للوضعية المتدهورة التي تكون عليها نفسية اللاجئين الهاربين من الحرب. ويواجه الطبيب المغربي المتخصص في الدعم النفسي حالات كثيرة لأشخاص حاولوا الانتحار في مخيم «الزعتري»، وروت مصادر «فبراير.كوم» كيف أن إحدى الحالات الصعبة التي واجهها، هي لأحد الأطفال الذي حاول مرارا الانتحار، بعدما كان قد دخل إلى بيت عائلته ووجد الجميع مذبوحين. فيما روت طفلة أخرى أمام المتخصص المغربي كيف شاهدت والدها وهو يُقتل أمام عينيها، فيما عمدت إحدى دبابات الأسد إلى المرور فوق جسد أحد أقاربها بعدما تم قتله. ووصفت مصادر «فبراير.كوم» كيف أن المستشفى المغربي يتعهد هذا النوع من الضحايا ويوفر لهم بعض الأنشطة الداعمة نفسيا، مثل تمكينهم من أدوات للرسم والتعبير، «لكن بعضهم يأخذ في رسم الدبابات ووجه بشار الأسد، بينما يعمد آخرون إلى رسم بيوتهم التي تم تدميرها أو اضطروا إلى مغادرتها خوفا من القتل». فيما تشمل باقي الحالات النفسية التي تُعرض على المستشفى المغربي، حالات لآباء أو شبان نال منهم اليأس وأصيبوا بالاكتئاب، فيحاولون الانتحار أو يفجرون ضغوطهم عبر ممارسة العنف على أطفالهم وزوجاتهم، «خاصة أن طبيعة السكان المتوافدين على المخيم، تتميّز بالنخوة وعزة النفس، إضافة إلى أن جل عائلات مدينة درعة، كانت تتمتع بمستوى مادي مريح، وبالتالي لم تقوَ على مواجهة الصدمة».