آيت الطالب: العرض الصحي بالمغرب لا يستجيب لتطلّعات المواطنين

قال وزير الصحة خالد آيت الطالب، إنّ تشريح الوضع الحالي للمنظومة الصحية ببلادنا أظهر محدوديتها رغم تعاقب مجموعة من الإصلاحات التي عرفتها والتي لم تساهم في تحقيق إقلاع حقيقي بالقطاع الصّحي الوطني، إذ ظلّ يطبعها على الدوام نقص حاد في الموارد البشرية، وغياب التّوازن الجهوي في توزيعها، وعدم تكافُئ العرض الصّحّي الذي لا يستجيب لتطلّعات المواطنين، وضُعف حكامتها ومحدودية تمويل القطاع الصّحّي؛
وأشار الوزير في رده جوابه عن الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أن البرنامج الإصلاحي الهيكلي للمنظومة الصّحية الذي تشتغل عليه الوزارة، جاء لِيُترجم التزام السّلطات العمومية من خلال بنود القانون-الإطار رقم 09.21 المتعلق بالحماية الاجتماعية بإصلاح المنظومة الصحية الوطنية وتأهيلها وبمراجعة النّصوص التشريعية والتّنظيمية المتعلّقة بالحماية الاجتماعية وبالمنظومة الصّحية الوطنية، وبتعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض في أجل أقصاه نهاية 2022؛
و يُعدّ القانون المذكور حسب الوزير بمثابة الّلبنة الأساسية والإطار المرجعي لتنفيذ الرؤية الملكية السّديدة في مجال الحماية الاجتماعية، وتحقيق الأهداف النبيلة التي حددها جلالة الملك نصره اللّه لتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية.
ومن شأن هذا الإصلاح تفادي الضّغط على النّظام الصّحّي الوطني، في شِقيه العام والخاص، بعد توسيع التغطية الصّحية الأساسية لتغطي مستقبلا 22 مليون مستفيد جديد وفق الجدولة الزمنية والمحاور المحددة في الخطب الملكية السامية.
ويتضمّن هذا الإصلاح المرتقب يضيف آيت الطالب محاور مهمّة تمس جانب تثمين الموارد البشرية ونظام الوظيفة العمومية الصّحّية وتأهيل العرض الصّحّي عبر تدعيم البعد الجهوي وأجرأة البرنامج الطبي الجهوي وتأهيلالمؤسّسات الصّحية واعتماد مقاربة جديدة لصيانة البنايات والمعدّات الطّبية، وإقرار إلزامية احترام مسلك العلاجات، وفتح الباب أمام الاستثمار الأجنبي.
كما يستهدف الإصلاح اعتماد حكامة جديدة بالمنظومة الصّحية تتوخّى تقوية آليات التّقنين وضبط عَمل الفاعلين وتعزيز الحكامة الاستشفائية والتّخطيط التّرابي للعرض الصّحّي، وكذا، تطوير النّظام المعلوماتي بإحداث نظام معلوماتي مندمج لاستغلال جميع المعطيات الأساسية الخاصة بالمنظومة الصّحّية بما فيها القطاع الخاص وتدبير الملف الطبي المشترك للمريض وتحسين نظام الفوترة بالمؤسّسات الاستشفائية.