قصتها معقدة. فيها شيء من سوء الحظ وتكالب المشاكل وازدحام التبعات دفعة واحدة. فأن يسقط ابنك الطفل من الدرج، ويرفض زوجك أن يأخذه للطبيب وتضطرين أنت الأم الحامل أن تأخديه للعلاج، فيما طفلك الثاني يحتاج رعاية. وبما أنك معسرة تقصدين "الجبيرة" لجبر كسره، ويعيد ابنك السقوط من جديد، وتتدهور حالته الصحية ثم يفارق الحياة، وينتهي بك الأمر في السجن، بعدة تهم، الأولى أنك حامل بمولود ثالث من زواج غير موثق لأنك لا تملكين الأوراق التبوثية للقيام بإجراءات الزواج، والثانية تهمة قتل ابنك.. ولا تنتهي مشاكلك هنا، لأن ستعجزين عن اقناع جيرانك بالإدلاء بشهادة في حقك وأنت التي كنت تعتنين بابنك وأنك لم تكوني لتعنفيه، وأن ما حدث هو سقوط ابن يلعب ليس إلا، وحجة الجيران في عدم الشهادة، أنهم صعقوا بأن جارتهم لا تربطها بزوجها عقد زواج شرعي ! هنا شيء غلط بل هناك أشياء غلط، ولعل هذه القصة السيزيفية التي أمامكم لا تخلو من دروس ومن عبر. كيف نتزوج وننجب وكيف نعتني بأطفالنا؟ هذه مسؤوليات تحتاج تربية ومساعدة وتحمل مسؤلية عدة أطراف، الزوج والزوجة. هل تعلمنا في بيوتنا كيف نتحمل مسؤولياتنا؟ هل علمتنا المدرسة؟ هل وهل.. هناك أسئلة كثيرة، لكن جزء من الأجوبة على لسان هذه الشابة التي تعيش وضعا مأزوما. هي أم غارقة في السجن والغبن والبؤس.