يران غير صديقة أصابت وزير الوظيفة العمومية، الرفيق محمد مبديع، من قناة أستاذ الرياضيات العضو الناشط فيسبوكيا في العدالة والتنمية، محمد الشقيري، الذي اتهم الوزير بتضييع وقت الصلاة والجماع في وقت واحد، وقال في تدوينة، أصبحت مشهورة في العالم الأزرق وحديث الناس في المقاهي: «إن إضافة ساعة إلى توقيت المملكة تفسد على الناس دينهم ودنياهم»، أما فساد الدين فقد أرجعه الشقيري إلى تأخير صلاة الظهر والعشاء وتفويت الجماعة في صلاة العصر، وأما تضييع الدنيا فإن إضافة ساعة إلى توقيت المملكة تفسد على الناس الوقت المفضل للجماع، وهو، حسب أستاذ الرياضيات «العبقري»، بعد صلاة العشاء وبعد صلاة الفجر، ولا توقيت آخر. ولأن توقيت الخروج من المسجد بعد صلاة العشاء يكون في العاشرة فلا يبقى لمنتصف الليل إلا ساعتين، فهل نجعلهما لمتابعة جديد الأخبار، أم لصلاة الوتر، أم للجماع أو للغسل (معضلة كبيرة هذه!)، أما أم المعارك، حسب الأستاذ الشقيري، فهي أن جماع ما بعد الفجر متعذر هو الآخر لأن المسلم يغادر المسجد في السابعة، ولا يبقى أمامه إلا تناول الفطور وتهييء الأطفال للمدرسة، أما الجماع والغسل فيضيع كما ضاع في الليل مع متابعة جديد الأخبار وصلاة الوتر.. «يا للخسارة الفادحة»! التعليق على هذا الموضوع لا يصلح صراحة إلا بطريقة واحدة، وهي النكتة والكاريكاتير، لكن الأمر لا يخلو من فائدة إذا علقنا جديا على شطحات الشقيري، الذي أصبغ على دردشته الفيسبوكية طابعا دينيا، وغلف الأمر كله بطابع الخوف على الدنيا والدين من ساعة إضافية لم ير فيها صاحبنا إلا أنها تضيع على المؤمن والمؤمنة الأوقات النموذجية للجماع، وهنا نقول لصاحبنا: أولا: التهجم على وزير الوظيفة العمومية والسخرية منه لأنه «لا يتوفر على الوقت للصلاة ولا للجماع»، أمر يتنافي والذوق العام والأخلاق الحسنة، وهذا مس صريح بالحياة الخاصة للوزير التي لا تعني أحدا في شيء، ولا يجوز الاقتراب منها مادامت لا علاقة لها بأداء وظيفته الوزارية، إلا إذا أثبت الشقيري، بالدليل والبرهان الذي يحسن استعماله في درس الرياضيات، أن فحولة مبدع وورعه من عدمهما يؤثران في أداء الحكومة ووتيرة العمل داخلها! آنذاك سنبحث عن حل طبي وروحي لوزيرنا في الوظيفة العمومية. ثانيا: أستاذ المعادلات الرياضية بحث موضوع زيادة الساعة إلى التوقيت الإداري للمملكة من الوجهة «النكاحية»، ونسي الفوائد الاقتصادية لإضافة ساعة في بلاد تستورد الطاقة من الخارج بالعملة الصعبة، فالساعة الإضافية توفر معدل استهلاك مدينة متوسطة من الطاقة كل يوم، وبإضافة ساعة تستفيد البلاد من ضوء الشمس إلى الحدود القصوى في الصيف، وهذا مفيد لاقتصاد معطوب مثل اقتصادنا. هناك أيضا فائدة أكبر لم يلتفت إليها صاحبنا، وهي الاقتراب من التوقيت الأوروبي، الذي يضيف هو الآخر ساعة في مارس، فهذه المرونة «الوقتية» لها فائدة اقتصادية كبيرة على حياة البلاد ومقاولاتها، وهذا، للأسف، لم تره عين الشقيري المولعة فقط بتوقيت الجماع النموذجي، إن كان هناك أصلا توقيت نموذجي للشهوة الجنسية… فإذا قارنا بين المصالح فأيها أرجح يا أستاذ الرياضيات.. دخول المرء باكرا إلى غرفة النوم، أم دخول البلاد في الوقت المناسب إلى منطق العصر وضروراته؟ ثالثا: الموضوع الذي تناوله أستاذ الرياضيات الشقيري ليس دينيا ولا فقهيا، ولا دخل للآيات والأحاديث فيه. موضوع توقيت الجماع كله يدخل تحت عنوان الحياة الخاصة لكل فرد ومزاجه وذوقه واستعداده واختياره، وليس من حق أحد أن يفتي فيه، أو يحشر أنفه في غرف نوم العباد، فلا الدين ولا العرف ولا القانون، ولا حتى الذوق، يقبل هذا النوع من التعليقات… الأمر كله مزحة «حامضة» ضررها أكثر من نفعها، وغدا سنجدها في القنوات الأجنبية والمواقع العالمية في باب «صدق أو لا تصدق.. عضو ‘‘البي جي دي'' في المغرب خائف من الساعة الإضافية على نشاطه الجنسي، ويدعو المغاربة إلى إسقاط وزير الوظيفة العمومية»!