دخل قانون التأديب بتعديلاته الجديدة حيز التنفيذ منذ بداية الموسم الكروي الجاري بعد المصادقة عليه خلال الجمع العام الأخير للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث حملت بنوده العديد من المتغيرات والتعديلات كانت أبرزها تخفيف العقوبات التي تقابل السلوك الخارج عن الإطار الرياضي والذي بات لصيقا بمباريات الدوري المغربي منذ سنوات. و1خذ محتوى نصوص هذا القانون طريقه للتطبيق مع بروز وظهور أولى أعمال العنف والشغب في ملاعب الكرة خلال مجريات سابع مواسم الإحتراف، بعد أحداث ملعب الرباط في الثالث من شهر أكتوبر الجاري وملعب طنجة في فاتح نفس الشهر، إذ كانت أحكام لجنة التأديب التابعة للجامعة مناسبة لدى جل مكونات الشارع الرياضي المغربي والمتداخلين في اللعبة لاكتشاف التعديلات الجديدة والعقوبات المختلفة عن ما ألفه المتتبع خصوصا حينما يتعلق الأمر بشغب وعنف الجماهير. ووجهت إنتقادات لاذعة لمحتوى ومضمون قانون التأديب بعد التعديلات التي طرأت على بعض بنوده، إذ اعتبرها البعض خطوة للتشجيع على العنف والشغب في الملاعب الوطنية، وذلك على اعتبار التخفيف الكبير للعقوبة الذي وضعه المشرع غاية وهدف له أثناء إعادة صياغة النصوص المرتبطة بالعقوبة المترتبة عن أعمال العنف والشغب في الملاعب الوطنية. ويبقى أبرز تعديل طارئ على "عقوبات الشغب" في قانون التأديب، مرتبط بالعقوبة الزجرية التي كانت تنص عليها المادة 63 في القانون القديم، إذ كانت العقوبة تصل لأربع مباريات "ويكلو" في حالة استعمال الشهب النارية وإلقاء المقذوفات ووقوع خسائر وتوقّف المباراة بشكل مؤقّت، في الوقت الذي تنص المادة 105 بعد التعديل على عقوبة مباراة واحدة فقط دون جمهور لنفس الأمر وغرامة مالية قدرها 50 ألف درهم كأقصى عقوبة. وقابلت تساؤلات عدة مضمون هذه التعديلات، تبقى مرتبطة 1ساسا بحماية باقي المتدخلين، إذ من شأن تخفيف العقوبات والإكتفاء بغرامة لا تتجاوز 10 ألف درهم لفريق الجمهور المذنب في العديد من الحالات، أن تكون بمثابة ضوء أخضر من الجامعة للتهجم على رجال الأمن وامطار رؤوس الحكام وباقي المتدخلين بالقارورات، مادام أن المشرع اكتفى بمقابلة هذا الفعل بغرامة مالية بسيطة ( 10 ألف درهم) تؤديها فرق هذه الجماهير، ويشترط أحداثا خطيرة تؤدي لتوقف أطوار المباراة قصد معاقبة الجمهور المذنب بمباراة واحدة "ويكلو". ورغم التعديلات التي تم إدخالها على "عقوبات الشغب" في قانون التأديب، إلا أن المشرع لم يجتهد في إيجاد عقوبات زجرية بديلة "للويكلو" قد تكون ناجعة للردع قصد الحد من ظاهرة العنف داخل وخارج الملاعب الوطنية دون افراغ مدرجاتها من اللاعب رقم 12.