استقبل حزب النهضة والفضيلة وفدا جزائريا يضم رجال أعمال وجامعيين وسياسيين ونشطاء مجتمع مدني، في بيت حمزة الكتاني، عضو الأمانة العامة للحزب. وتندرج زيارة الوفد الجزائري، حسب بلاغ الحزب، في سياق "الجهود الرامية إلى إعادة الدفء إلى العلاقات المغربية الجزائرية، وتمتين الروابط الأخوية بين الشعبين، عبر فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ 1994، والتسريع باستكمال بناء المغرب العربي". محمد خليدي، الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، الذي حضر اللقاء رفقة وفد قيادي مهم، أعطى نبذة عن تاريخ الحزب ومشروعه الإسلامي وأهدافه وغاياته وبرامجه التي تضع في أولويتها ضرورة المضي في مسلسل البناء المغاربي، الذي بدأ في مرحلة مبكرة من تاريخ الكفاح الوطني لشعوب المنطقة، ويشكل لقاء طنجة سنة 1954 أهم محطاته. وأكد خليدي، على أن المؤامرة التي تعرض لها مشروع بناء المغرب العربي، استهدفت ضرب الأسس التي قام عليها الكفاح المشترك بين الشعوب، من خلال تشكيل قيادة تحرير موحدة لطرد الاستعمار، وكانت نواتها الأساسية جزائرية مغربية ساهم فيها كل من الدكتور عبد الكريم الخطيب وأحمد بن بلة ومحمد بوضياف وغيرهم. لقد حان الوقت، يضيف خليدي، ليساهم المجتمع المدني والفاعلون السياسيون في استكمال البناء المؤسساتي للمغرب الكبير، خصوصا وأن ما يجمع شعوب المنطقة من تاريخ ولغة ودين وحضارة يؤهلها للتحول إلى قوة إقليمية ودولية هائلة، على غرار أوربا التي تفتقد لمثل هذه المقومات. من جهته، ثمن حمزة الكتاني، "المجهود الذي قام به الإخوة الجزائريون، وتجشمهم عناء التنقل من الجزائر إلى المغرب، بغية المساهمة في تقريب وجهات النظر وفتح الحدود المغلقة بين البلدين، مشددا على قيمة الحوار وأهميته في تذليل العقبات التي تحول دون التقارب بين الشعبين الشقيقين، داعيا إلى استمرار هذا الحوار وتعدد اللقاءات من أجل فتح نافذة يتفاعل من خلالها كل طرف مع الآخر ويفهمه". وأضاف الدكتور الكتاني أن الشعبين الجزائري والمغربي "تربطهما حدود واحدة ودين واحد وهم مشترك، وقبائل مشتركة مثل القنادسة والسنوسيين وأولاد سيدي الشيخ، ومستقبل مشترك، وتجمعهما أواصر الأخوة والمصاهرة العائلية، داعيا إلى إنشاء جمعيات وهيئات جهوية وقبائلية، تحفظ الموروث المشترك بين البلدين". وفي اللقاء الذي حضره أيضا صاحب المبادرة الأستاذ عبد القادر سعيد، وأحمد السنوسي الوزير السابق وممثل المغرب في الأممالمتحدة، والمحلل السياسي الدكتور طارق اتلاتي، تناول الكلمة رئيس الوفد الجزائري محمد بوفراش موضحا الدور الذي أن يلعبه المجتمع المدني في استثمار ما يجمع الشعبين الجزائري والمغربي وتجنب ما يفرقهما، والبحث عن سبل التقريب بين الشعبين، مقترحا في هذا الإطار تنظيم قافلة للأخوة بينهما، تنطلق في قطار أو سفينة أو على شكل حافلات، تدشن لزيارات متبادلة بين الإخوة المغاربة والجزائريين الأشقاء، وتحمل رسائل التضامن والتكافل بين الشعبين. وذهبت نعيمة صالحي رئيسة حزب العدل والبيان الجزائري، في نفس الاتجاه، مضيفة أن كلمة البيان الواردة في اسم الحزب هي إحالة على بيان اندلاع الثورة الجزائرية في نونبر 1954، وهي الثورة التي ساهمت فيها كل شعوب المغرب العربي. وفي ختام اللقاء، تم الاتفاق على وضع استراتيجية مشتركة للتعاون بين منظمات المجتمع المدني في كلا البلدين، والأحزاب السياسية، من أجل ردم الهوة بينهما، والدفع أساسا في اتجاه إعادة فتح الحدود.