قنصلية المملكة بكورسيكا تحتفي بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    "أونسا" ترد على الإشاعات وتؤكد سلامة زيت الزيتون العائدة من بلجيكا    المنتخب المغربي للفتيان يسحق كاليدونيا الجديدة ويعزز آمال التأهل    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    الركراكي يوجه الدعوة لآيت بودلال لتعويض غياب نايف أكرد    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    في العودة إلى العتاد النقدي القديم المطلوب للتغيير    التجمع الوطني للأحرار بسوس ماسة يتفاعل مع القرار التاريخي لمجلس الأمن حول الصحراء المغربية    أولمبيك الدشيرة يقسو على حسنية أكادير في ديربي سوس    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    بعد حكيمي.. إصابة أكرد تربك الركراكي وتضعف جدار الأسود قبل المونديال الإفريقي    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    بنكيران: النظام الملكي في المغرب هو الأفضل في العالم العربي    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المغرب يودع أحد رجالات المقاومة والاستقلال
بنعبد الله الوكوتي .. المجاهد القادم من جبال بني يزناسن
نشر في التجديد يوم 18 - 01 - 2011

الفقيد بنعبد الله الو كوتي من مواليد شهر ذي الحجة سنة 1431 موافق التاسع عشر من يوليوز 1923 لعائلة علمية وصوفية كبيرة، بمدشر يبعد عن مدينة أبركان ب15 كيلومترا عند بداية جبل فغال أعلى قمة في جبال بني يزناسن.
يقول عن نفسه حفظت القرآن في سن مبكرة، وأخذت دروسي في المسجد بأبركان على فقيهين كانا يتطوعان بإعطاء دروس في الفقهيات وقواعد النحو.
التحق المجاهد بنعبد الله سنة 1944 بجامعة القرويين لمتابعة دراسته، التي قضى فيها تسع سنين، وافق ذلك العام الجدل الكبير داخل الحركة الوطنية، كان أساسها تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، فالتحق بحزب الاستقلال الذي كان يمثل التوجه الإسلامي الذي يجد فيه أبناء تلك المنطقة ذواتهم ويرتاحون لهم.
من القرووين إلى الكفاح المسلح
البداية الفعلية العلنية للراحل الكبير كانت في عام 1952 حيث صلى رحمه الله إماما بالناس في مسجد القصبة بفاس، وذلك لما طلب من الإمام أداء صلاة الغائب على المناضل العمالي التونسي فرحات حشاد، فما كان من الفقيه إلا ''الفرار'' من المسجد كما يقول الراحل.
بعد تخرجه من جامعة القرويين سنة 1953 انخرط مباشرة في العمل المباشر وبذلك اسس رفقة آخرين منظمة اليد السوداء في نفس السنة، وارتفاع وثيرة عمليات المحتل تجاه المغرب وتجلى في سلسلة عمليات ضد المجاهدين و ترحيل محمد الخامس وإجلاس بنعرفة على العرش والسعي بمبايعته، وبعد سلسلة عمليات ضد المحتل وأذنابه جاءت عملية الاعتقال الأولى.
الاعتقال الأول بالقنيطرة والترحيل إلى بركان، كانت نقطة ضعف الفقيد الوحيدة كما يحكي عن نفسه أثناء التحقيق معه والاعتقال هو ''الكي الكهربائي'' الذي قال عنه، ''والكي الكهربائي دائما كان هو الذي ينفذ معه صبري، ولا أطيق معه الاستمرار، فأفضل الموت على تحمله''.
الفرار من سجن أبركان و الهجرة
بعد انتقالهم من المعتقل إلى السجن، وبعد الفرحة باجتماع الإخوان داخل زنزانة واحدة ستة عشر رجلا، حيث الدفء والراحة، يقول ''كان احتفالنا كبيرا بهذا الانتقال، فكان بمثابة انتقال من جهنم إلى الجنة''.
ولأن النفوس الأبية ترفض القعود، لجأ الراحل المجاهد إلى الفرار من السجن، لاستكمال مهمة المقاومة والتحرير، ودبرت العملية بتنسيق مع المناضلين خارج السجن.
وفي أوائل شهر غشت سنة 1954 وجد المجاهد الوكوتي نفسه خارج أسوار سجن بركان أيضا خارج منطقة النفوذ الفرنسي وداخل المغرب الذي تحتل إسبانيا وبالضبط في ''رأس كبدانة''.
تأسيس جيش التحرير
بعد وصوله بدأ العمل داخل مثلث ''رأس كبدانة'' و ''زايو'' و ''الناظور''، شرع في توسيع العمل بالمنطقة الشمالية وفي هذا يقول،''فبعد أن كان النشاط خاصا بالناحية الشرقية، أخذنا نبحث عن الطرق الموصلة إلى فتح جبهات أخرى جديدة، وفي نهاية 1954 بدأ التنسيق على مستوى الشمال فكان اللقاء الأول بسانية الرمل بمدينة تطوان، لقيادة المنطقة الشمالية في أفق توحيد العمل المسلح، ومن أبرز العمليات التي أخلفت صدى واسعا بلغ صداها أن أعلنت عنها الإذاعة البريطانية عملية أبركان في صيف 1955 وذلك باستهداف مقهى يتجمع فيه كبار المعمرين، وباعتباره مشرفا على العملية قال معبرا عن شعوره ''ولم يعد الإخوان إلا بعد يومين أو ثلاثة بقيت خلالها أعيش على أعصابي إلى رجع الفريق سالما''.
وعن البناء التنظيمي لتكوين جيش التحرير فيقول'' يتلخص فيما يلي : الطليعة المدنية، والطليعة العسكرية تكون من عشرة أفراد، وقائد الثلاثين قائد ثلاث مجموعات من الطليعة العسكرية، قائد الرحى وهو قائد عشرة من قادة الثلاثين، ثم القيادة العامة''.
مرحلة العمل السياسي
بعد عودة محمد الخامس شرع البعض يصفي حساباته، فقرر بنعبد الله الوكوتي ومن معه حل الفرقة وإدماجها في الجيش المغربي الوليد، رغم وجود صراعات كبيرة، فأسس مع رفيقه في النضال عبد الكريم الخطيب و المحجوبي أحرضان حزب الحركة الشعبية في أكتوبر,1957 ليخوضوا صراعا ضد الحزب الوحيد فتم اعتقالهم في 1958 لتتلوه مظاهرات عمت مناطق الشمال المغربي فتم انتزاع سراحهم مع إقرار ظهير الحريات العامة الذي نص على التعددية السياسية في المغرب وقد عقد حزبه مؤتمره التاسيسي في 9 نوفمبر .1959
شاركت الحركة الشعبية في أول انتخابات عرفها المغرب، فانتخب نائبا لرئيس أول برلمان مغربي سنة1963 والذي لم يكن غير صديقه الدكتور الخطيب ، ولم يكن يفارقه حتى في القرارات المصيرية فكان من جملة من رفض في عام ,1965 قرار فرض حالة الاستثناء وحل البرلمان. وفي يناير ,1967 انفصل عن الحركة الشعبية وأسسا حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، بعد انسحابهما من حزب الحركة الشعبية.
احتضان الإسلاميين
وفي عام 1996 احتضن رفقة الدكتور الخطيب الإسلاميين في حركة التوحيد والإصلاح بعدما أخفقت محاولاتهم للحصول على الترخيص بإنشاء حزب، ففتح لهم أبواب حزبه الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، والتي تحولت عام 1999 إلى حزب العدالة والتنمية وقد تولى منصب رئاسة المجلس الوطني للحزب إلى ,2004 التي اعتذر فيها عن مواصلة العمل بسبب ظروفه الصحية ليستمر في الرئاسة الشرفية للحزب إلى أن توفته المنية يوم الأحد 11 صفر 1432 الموافق 17 يناير 2011 .
المصدر: عن كتاب صفحات من تاريخ جيش التحرير للراحل الوكوتي
****
الدكتورالخطيب يتحدث عن الوكوتي رحمهما الله
لقد كانت مساهمة بنعبد الله الو كوتي فعالة في إنشاء جيش التحرير المغربي، إذ كان سباقا إلى الاتصال مع القبائل الريفية وتأسيس الخلايا الأولى. فمهد بذلك الطريق أمام الإخوان الذين أشرفوا على مركز الناظر بعد ذلك. وغيابه عن الميدان خلال فترة اندلاع الثورة أحدث ارتباكا على سير المعار في المنطقة الشرقية،
كتاب ''صفحات من تاريخ جيش التحرير''.
**
محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح: الوكوتي كان ثاني اثنين ممن رحب بمشاركة أبناء الحركة الإسلامية في العمل السياسي
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وأن يجعل عمله الصالح أنيسا له في القبر وشفيعا له يوم القيامة.
يذكر جميع أعضاء حركة التوحيد والإصلاح عند المحطات الأولى للدخول للعمل السياسي من خلال حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية إذ كان هذا الرجل، رحمه الله، ثاني اثنين إلى جانب الدكتور عبد الكريم الخطيب رحمه الله إذ رحبا بأبناء الحركة وفتحا أبواب هذه المشاركة من خلال حزبهما للمساهمة في ميدان من ميادين التدافع الحقيقية.
وكنا نجد في الرجل إلى جانب الترحيب بأبناء الحركة تأكيده على أن دخول الشباب المتدين إلى الحزب تطويرا وتجديدا وتقويته وتوسعه، وكان يعبر عن انشراحه لرؤية ومعاصرة هذا التحول والتطور الإيجابي، حزبا يملؤه أبناء الحركة الإسلامية.
أسأل الله مرة أخرى أن يرحمه ويلحقنا به مسلمين.
***
عبد الإله بنكيران: الوكوتي بقي على العهد إلى آخر لحظة في عمره
الوكوتي رحمه الله زعيم ورجل مؤمن وملتزم وشريف ونزيه، وبقي على العهد إلى آخر لحظة في عمره، أنصفه التاريخ لأنه مر مع الدكتور الراحل عبد الكريم الخطيب في فترة صعبة ثم بقي حتى التقى بإخوان الخطيب الذين جاؤوا من بعده للحركة الإسلامية وسره ذلك غاية السرور وكان إذا تحدث عن هذا الموضوع بكى.
وبموته نفقد رمزا من رموزنا وزعيم من زعمائنا الكبار، وهو ولي من أولياء الله عز وجل حسب ظني، والظن بالله جميل، و''إنا لله وإنا إليه راجعون''.
نرجو من الله أن يتولاه برحمته ويسكنه فسيح جناته، ويكون لأهله من بعده ويكون لنا معهم، وأن يخلفه فينا الخير وما ذلك على الله بعزيز.
هو صديق شخصي وحبيب إلى القلب، وكان رحمه الله مناصرا لي بدون تحفظ، ولا بد لنا أن نعترف بأننا قصرنا في حقه من حيث الزيارة والتفقد في مراحله الأخيرة، فنسال الله له المغفرة والرحمة.
***
محمد يتيم: فقدنا معلمة من معالم النضال الوطني والسياسي
ماذا عسى مثلي أن يقول في حق شخصية من وزن المرحوم بنعبد الله الوكوتي، فهو شخص لا يذكر إلا بخير، وكان اسمه دائما مقترنا باسم الخطيب فهو رفيقه في الكفاح الوطني ورفيقه في الكفاح السياسي وهو من رجالات المقاومة وأعضاء جيش التحرير، وقد أبلى البلاء الحسن إلى جانب الراحل الخطيب في الكفاح ضد المستعمر، وكان من المتصدين للنزعات العلمانية التي ظهرت بالمغرب في فترة الاستقلال، وضد ساسة إقامة نظام الحزب الوحيد، وكان قد أدى هو والدكتور الخطيب ثمن ذلك اعتقالا.
وفي بداية الستينات لجأت السلطات إلى عمليات انتخابية غير ديمقراطية لتزييف الإرادة الشعبية فرفضها، كما رفض حالة الاستثناء التي فرضت في المغرب، كما عرف بكونه مناضلا نزيها شريفا من أجل إقرار حياة سياسية ديمقراطية حقيقية، وعرف عنه أنه من الذين احتضنوا أبناء الصحوة الإسلامية إلى جانب الدكتور الخطيب.
هو إذا شخصية وطنية كبيرة، ورغم أن عامل السن وعامل المرض قد فعل فعلته، فقد ظل الوكوتي مناضلا حرا إلى آخر رمق في حياته، وكان حريصا على حضور كل اللقاءات التي ينظمها حزب العدالة والتنمية ومجلسه الوطني، وأحيانا كان يحضر في حالة مرض وإرهاق كبير إلا أنه كان يصر على الكفاح والنضال، وفقدانه هي خسارة رجل وطني كبير، وهو معلمة من معالم النضال الوطني والسياسي المعاصر.
****
د. محمد خليل: كان رحمه الله كان لا يخاف في الله لومة لائم
كان رحمة الله عليه من أقطاب المقاومة وجيش التحرير، وقام بأعمال كبيرة خصوصا في المنطقة الشرقية، وفي المنطقة التي كانت خاضعة لجيش التحرير بالشمال رفقة أبطا آخرين.بعد ذلك، قام المرحوم إبان سيطرة الحزب الوحيد آنذاك بمقاومة هذه الفكرة رفقة بعض المناضلين وعلى رأسهم الدكتور الخطيب، ناضلوا من أجل التعددية وحتى لا يبقى الحزب الوحيد، فتعرض حينها عدد من المناضلين للاعتقال والاختطاف نتيجة لرفضهم فكرة الحزب الوحيد كالخطيب والوكوتي وأحرضان الذين ألقي عليهم القبض في سجن عين قادوس، ومع ذلك استمروا في نضالهم وكانوا سببا في إصدار ظهير الحريات العامة التي يجيز حق التعددية.
بنعبد الله الوكوتي يمثل أولا رجلا للصمود والمبادئ، وكان لا يخاف في الله لومة لائم، وظل صامدا رغم الضغوط والإغراءات.
فهو إنسان لا يعرف الانهزام للمزايدات والمساومات والتنازل ولو ذرة على المبادئ، وهو يعتبر مثل قوي للصمود والثبات على المبادئ، وبرجوعنا للعديد من الأدبيات التي يتبناها حزب العدالة والتنمية، فسنجد أن المرحوم بنعبد الله الوكوتي كان وراءها.لقد كان يناضل من أجل المبادئ الإسلامية والمبادئ الديمقراطية ومن أجل احترام الدستور واحترام الملكية، بواسطة قلمه من خلال جريدة ''المغرب العربي''، وخسارته هي خسارة كبيرة للمغرب.
****
د. إدريس الكتاني: المغرب يفقد قطبا آخر من أقطاب المقاومة
لقد كان من قدماء المقاومين بالمغرب، ومن الملتزمين، وكان صديقا للدكتور الخطيب رحمه الله، كما كان صديقا لي، وعرفت عنه مشاركته في جميع المواقف والنضالات الوطنية بإخلاص وتفاني وصدق.
وكان رحمه الله قد أطلعني على مذكراته في المقاومة وراجعتها له قبل أن يقوم بطبعها، وهي مهمة جدا لتأريخها لفترة المقاومة في المغرب أثناء الاستعمار. وهذه المذكرات هي من الكتابات الصادقة الوطنية التي سجلت حركة المقاومة المغربية في بدايتها وكان من الأصدقاء والعاملين مع الدكتور الخطيب في هذا الميدان رحمهم الله.
برحيل الوكوتي يفقد المغرب قطبا آخر من أقطاب المقاومة في الجيل الأول للحركة الوطنية في أوج الاستعمار الفرنسي، وقد سجل ذكرياته في المقاومة وقليل من فعل ذلك، لهذا يعتبر خسارة كبيرة.
*************
في بلاغ ل''المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير
الوكوتي طيلة مسيرته الحياتية والجهادية مثال للوطني الغيور والمقاوم الجسور
ذكرت ''المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير'' في بلاغ لها، أن أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير ودعت بقلوب خاشعة وأفئدة مكلومة قبسا وعلما من أعلام ورموز وصناع ملحمة العرش والشعب المجيدة، المقاوم بنعبد الله بن محمد الوكوتي الذي لبى داعي ربه أمس الأحد.وبهذه المناسبة، يتقدم المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بأصدق عبارات التعازي والمواساة لعائلة الفقيد الصغيرة والكبيرة في الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، ضارعا إلى المولى العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان وجزيل الثواب وأن ينزله منزل صدق مع اللذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا.
والتحق الفقيد، الذي ازداد سنة 1924 بتانوت بإقليم بركان، بالعمل التحرري بمدينة فاس، حيث كان طالبا بجامعة القرويين ثم ربط الاتصال بأقطاب المقاومة بالدار البيضاء ، ليتم اعتقاله بمدينة القنيطرة ثم بمدينة بركان.
وبعد فراره من السجن، أسس فرقة لجيش التحرير بمسقط رأسه ثم ربط الاتصال بمسؤولي جيش التحرير بالريف خصوصا الشهيد عمر الريفي والمرحوم عبد الكريم الخطيب.وقد كان المقاوم المرحوم بنعبد الله بن محمد الوكوتي طيلة مسيرته الحياتية والجهادية مثالا للوطني الغيور والمقاوم الجسور الذي وشم بجليل أعماله وطيب مكرماته وسامق عطاءاته مسلسل الكفاح الوطني من أجدل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية.
كما يعتبر بحق أحد أقطاب المقاومة وجيش التحرير الذي عرفته ساحة الجهاد بالمنطقة الشرقية ومن مؤسسي خلايا المقاومة ببني يزناسن.وبرورا بالخدمات الجليلية التي قدمها في ساحات الشرف والمقاومة وجيش التحرير ، حظي المقاوم المرحوم بنعبد الله بن محمد الوكوتي بشرف تعيينه من قبل جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه، عضوا بالمجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، كما تم توشيحه بوسام ملكي سام للمكافأة الوطنية من درجة قائد.
محمد خليدي: كان يقول للخطيب، حين تموت أنت يجب أن أموت أنا كذلك
كان رحمة الله عليه رجلا وطنيا ومن مؤسسي الحركة الوطنية بالمغرب، وكان عضوا نشيطا في حزب الاستقلال، قبل أن يساهم في تأسيس الحركة الشعبية التي كانت ترفض فكرة الحزب الوحيد، بقيادة الدكتور الخطيب وأحرضان والوكوتي.وكان له جيش قوي في إطار الحركة الوطنية بالجهة الشرقية، واستطاع أن ينظم تلك المنطقة التي ثارت على الاستعمار الفرنسي، وكانت فكرة الجهاد الإسلامي حاضرة بقوة في كل تحركاته.
وقد رفضت عدد من الحكومات المغربية التعامل مع المرحوم الوكوتي، لأنه كان من أشد المطالبين بقطع جميع العلاقات مع المستعمر وعدم الولاء له، كما رفض الانخراط في الجبهة التي اعتبرها طريقا نحو الحزب الوحيد بالمغرب، وهذا ما كان يرفضه بقوة، وصارت للوكوتي مكانة سياسية كبيرة في المغرب.كان رحمه الله يقول للدكتور الخطيب، حين تموت أنت يجيب أن أموت أنا كذلك، وأجابه الدكتور الخطيب بالمثل، وطلبا من الله أن يتوفاهما معا في وقت واحد، لأنه لا يستطيع أن يعيش بدون الخطيب وكذلك الخطيب لا يستطيع العيش بدون، ذلك أن كفاحهما كان كفاحا مشتركا في الحركة الوطنية، والغريب أنه لا توجد مدة كبيرة بين وفاة الخطيب رحمة الله عليه ووفاة الاستاذ الوكوتي رحمه الله.
لقد كان رجلا قويا، ومن أشد المدافعين عن المشروع الإسلامي، ومن القائلين أن المشروع الاسلامي يجب أن يتحقق، وقد فرح كثيرا بالتحقاق الإخوة في ''التوحيد والإصلاح'' بحزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، وكان يقول ان هذا هو يوم ''عرس''.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.