اجتماع تنسيقي لأغلبية مجلس النواب يثمن "الانتصارات" الدبلوماسية ويؤكد "أولوية" الحق في الصحة    بنك المغرب والمؤسسة المالية الدولية يوقعان شراكة لتعزيز الشمول المالي الفلاحي بالمغرب    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الانخفاض    فرحات مهني يكتب: الجزائر الإيرانية    يوفنتوس يكتسح العين بخماسية نظيفة قبل مواجهة الوداد    بنهاشم بعد مواجهة مانشستر سيتي: لعبنا بشجاعة وخرجنا بدروس ثمينة رغم الخسارة    لقجع: المغرب ملتزم بجعل كأس العالم 2030 نموذجا للاندماج والاستدامة البيئية    رحيمي وحركاس وبنعبيد ضمن قائمة أغلى اللاعبين العرب في مونديال الأندية    ست ميداليات منها ذهبيتان حصيلة مشاركة الرياضيين المغاربة في ملتقى تونس للبارا ألعاب القوى    إدارة سجن بني ملال تنفي ادعاءات توفير "ظروف استثنائية" لنزيلة متهمة بالنصب    إيران تستهدف مستشفى بجنوب إسرائيل ونتانياهو يتوعدها بدفع "ثمن باهظ"    الصين تدفع نحو مزيد من الانفتاح السياحي على المغرب: سفارتها بالرباط تتحرك لتعزيز توافد السياح الصينيين    ندوة علمية تناقش موضوع النخبة المغربية في زمن التغيير    بيب غوارديولا في تصريح أعقب مواجهة الوداد الرياضي المغربي، إن "المباراة الأولى في دور المجموعات دائما ما تكون صعبة    بعد هدف الزرهوني.. أعمال شغب خطيرة تُوقف "ديربي طرابلس" في الدوري الليبي    غامبيا تجدد دعمها لمخطط الحكم الذاتي لتسوية قضية الصحراء المغربية    كيوسك الخميس | إسبانيا تشيد ب"التنسيق النموذجي" مع المغرب في إطار عملية مرحبا    عمال أوزون يحتجون بالفقيه بن صالح بسبب تأخر صرف الأجور ومنحة العيد    مجموعة العمل من أجل فلسطين تعقد ندوة صحفية تحضيرا لمسيرة وطنية الأحد بالرباط    برلمان أمريكا الوسطى يُجدد دعمه الكامل للوحدة الترابية للمغرب ويرد على مناورات خصوم المملكة    برلمان أمريكا الوسطى يجدد دعمه للوحدة الترابية للمغرب ردا على المناورات    أجواء حارة في توقعات طقس الخميس    اصابة دركي اصابات بلغية في عملية لاحباط عملية للتهجير السري وتوقيف 30 حراكا    مربو الدجاج يثمنون توجه الحكومة لإعفاء الفلاحين الصغار ويدعون لإدماجهم الفعلي في برامج الدعم    ياسين بونو يهدي الهلال تعادلا ثمينا أمام ريال مدريد رياضة    كارثة صامتة .. ملايين الهكتارات العربية على وشك الضياع    طنجة.. سيارة تدهس "مقدّم" بعدما دفعه متشرد نحو الطريق    صواريخ إيران تُشرد 2000 عائلة إسرائيلية    إطلاق الهوية الجديدة ل "سهام بنك" خلفًا ل "الشركة العامة المغربية للأبناك"    خدش بسيط في المغرب ينهي حياة بريطانية بعد إصابتها بداء الكلب    كومنولث دومينيكا تجدد تأكيد دعمها لمخطط الحكم الذاتي المغربي في الصحراء    الأمم المتحدة/الصحراء.. سيراليون تجدد تأكيد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية    المغرب يستعد لإحصاء وطني جديد للماشية ويعد بشفافية دعم الكسابة    انتخاب المغرب نائبا لرئيس المجلس العلمي لاتفاقية اليونيسكو حول حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه    فطيمة بن عزة: برامج السياحة تقصي الجهة الشرقية وتكرس معضلة البطالة    نشرة إنذارية.. طقس حار وزخات رعدية مصحوبة ببرد وهبات رياح    الأحمر ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    مباحثات رئيس مجلس النواب و"سيماك"    معرض باريس الجوي.. مزور: 150 شركة طيران تتوفر على وحدة إنتاج واحدة على الأقل بالمغرب    السيّد يُهندس مسلسل شارع الأعشى في كتاب    أفلام قصيرة تتبارى على ثلاث جوائز بالمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة    إيران: سيطرنا على أجواء الأرض المحتلة اليوم وبداية نهاية أسطورة الدفاع للجيش الصهيوني    السعودية تدعو إلى ارتداء الكمامة في أداء العمرة    مسرح رياض السلطان يحتضن أمسيات شعرية موسيقية من الضفتين وقراءة ممسرحة لرواية طنجيرينا وأغاني عربية بإيقاعات الفلامينغو والجاز والروك    فجيج بين ازيزا النادرة والتربية العزيزة.. حكاية واحة لا تموت    دورة تكوينية وورشات فنية لفائدة الأطفال والشباب بالمركز الثقافي لمدينة طانطان    أردوغان: "نتنياهو تجاوز هتلر في جرائم الإبادة"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    التوفيق : تكلفة الحج تشمل خدمات متعددة .. وسعر صرف الريال عنصر حاسم    ورزازات تحدث تحولا نوعيا في التعامل مع الكلاب الضالة بمقاربة إنسانية رائدة    وزير الأوقاف: خدمات واضحة تحدد تكلفة الحج الرسمي وتنسيق مسبق لضبط سعر الصرف    برنامج "مدارات" يسلط الضوء على مسيرة المؤرخ والأديب الراحل عبد الحق المريني    الصويرة ترحب بزوار مهرجان كناوة    خبير يعرف بالتأثير الغذائي على الوضع النفسي    وزارة الأوقاف تحدد موعد قرعة الحج    وزارة الاوقاف تصدر إعلانا هاما للراغبين في أداء مناسك الحج    برلماني يطالب بالتحقيق في صفقات "غير شفافة في مستشفى ابن سينا الجديد        







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المغرب يودع أحد رجالات المقاومة والاستقلال
بنعبد الله الوكوتي .. المجاهد القادم من جبال بني يزناسن
نشر في التجديد يوم 18 - 01 - 2011

الفقيد بنعبد الله الو كوتي من مواليد شهر ذي الحجة سنة 1431 موافق التاسع عشر من يوليوز 1923 لعائلة علمية وصوفية كبيرة، بمدشر يبعد عن مدينة أبركان ب15 كيلومترا عند بداية جبل فغال أعلى قمة في جبال بني يزناسن.
يقول عن نفسه حفظت القرآن في سن مبكرة، وأخذت دروسي في المسجد بأبركان على فقيهين كانا يتطوعان بإعطاء دروس في الفقهيات وقواعد النحو.
التحق المجاهد بنعبد الله سنة 1944 بجامعة القرويين لمتابعة دراسته، التي قضى فيها تسع سنين، وافق ذلك العام الجدل الكبير داخل الحركة الوطنية، كان أساسها تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، فالتحق بحزب الاستقلال الذي كان يمثل التوجه الإسلامي الذي يجد فيه أبناء تلك المنطقة ذواتهم ويرتاحون لهم.
من القرووين إلى الكفاح المسلح
البداية الفعلية العلنية للراحل الكبير كانت في عام 1952 حيث صلى رحمه الله إماما بالناس في مسجد القصبة بفاس، وذلك لما طلب من الإمام أداء صلاة الغائب على المناضل العمالي التونسي فرحات حشاد، فما كان من الفقيه إلا ''الفرار'' من المسجد كما يقول الراحل.
بعد تخرجه من جامعة القرويين سنة 1953 انخرط مباشرة في العمل المباشر وبذلك اسس رفقة آخرين منظمة اليد السوداء في نفس السنة، وارتفاع وثيرة عمليات المحتل تجاه المغرب وتجلى في سلسلة عمليات ضد المجاهدين و ترحيل محمد الخامس وإجلاس بنعرفة على العرش والسعي بمبايعته، وبعد سلسلة عمليات ضد المحتل وأذنابه جاءت عملية الاعتقال الأولى.
الاعتقال الأول بالقنيطرة والترحيل إلى بركان، كانت نقطة ضعف الفقيد الوحيدة كما يحكي عن نفسه أثناء التحقيق معه والاعتقال هو ''الكي الكهربائي'' الذي قال عنه، ''والكي الكهربائي دائما كان هو الذي ينفذ معه صبري، ولا أطيق معه الاستمرار، فأفضل الموت على تحمله''.
الفرار من سجن أبركان و الهجرة
بعد انتقالهم من المعتقل إلى السجن، وبعد الفرحة باجتماع الإخوان داخل زنزانة واحدة ستة عشر رجلا، حيث الدفء والراحة، يقول ''كان احتفالنا كبيرا بهذا الانتقال، فكان بمثابة انتقال من جهنم إلى الجنة''.
ولأن النفوس الأبية ترفض القعود، لجأ الراحل المجاهد إلى الفرار من السجن، لاستكمال مهمة المقاومة والتحرير، ودبرت العملية بتنسيق مع المناضلين خارج السجن.
وفي أوائل شهر غشت سنة 1954 وجد المجاهد الوكوتي نفسه خارج أسوار سجن بركان أيضا خارج منطقة النفوذ الفرنسي وداخل المغرب الذي تحتل إسبانيا وبالضبط في ''رأس كبدانة''.
تأسيس جيش التحرير
بعد وصوله بدأ العمل داخل مثلث ''رأس كبدانة'' و ''زايو'' و ''الناظور''، شرع في توسيع العمل بالمنطقة الشمالية وفي هذا يقول،''فبعد أن كان النشاط خاصا بالناحية الشرقية، أخذنا نبحث عن الطرق الموصلة إلى فتح جبهات أخرى جديدة، وفي نهاية 1954 بدأ التنسيق على مستوى الشمال فكان اللقاء الأول بسانية الرمل بمدينة تطوان، لقيادة المنطقة الشمالية في أفق توحيد العمل المسلح، ومن أبرز العمليات التي أخلفت صدى واسعا بلغ صداها أن أعلنت عنها الإذاعة البريطانية عملية أبركان في صيف 1955 وذلك باستهداف مقهى يتجمع فيه كبار المعمرين، وباعتباره مشرفا على العملية قال معبرا عن شعوره ''ولم يعد الإخوان إلا بعد يومين أو ثلاثة بقيت خلالها أعيش على أعصابي إلى رجع الفريق سالما''.
وعن البناء التنظيمي لتكوين جيش التحرير فيقول'' يتلخص فيما يلي : الطليعة المدنية، والطليعة العسكرية تكون من عشرة أفراد، وقائد الثلاثين قائد ثلاث مجموعات من الطليعة العسكرية، قائد الرحى وهو قائد عشرة من قادة الثلاثين، ثم القيادة العامة''.
مرحلة العمل السياسي
بعد عودة محمد الخامس شرع البعض يصفي حساباته، فقرر بنعبد الله الوكوتي ومن معه حل الفرقة وإدماجها في الجيش المغربي الوليد، رغم وجود صراعات كبيرة، فأسس مع رفيقه في النضال عبد الكريم الخطيب و المحجوبي أحرضان حزب الحركة الشعبية في أكتوبر,1957 ليخوضوا صراعا ضد الحزب الوحيد فتم اعتقالهم في 1958 لتتلوه مظاهرات عمت مناطق الشمال المغربي فتم انتزاع سراحهم مع إقرار ظهير الحريات العامة الذي نص على التعددية السياسية في المغرب وقد عقد حزبه مؤتمره التاسيسي في 9 نوفمبر .1959
شاركت الحركة الشعبية في أول انتخابات عرفها المغرب، فانتخب نائبا لرئيس أول برلمان مغربي سنة1963 والذي لم يكن غير صديقه الدكتور الخطيب ، ولم يكن يفارقه حتى في القرارات المصيرية فكان من جملة من رفض في عام ,1965 قرار فرض حالة الاستثناء وحل البرلمان. وفي يناير ,1967 انفصل عن الحركة الشعبية وأسسا حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، بعد انسحابهما من حزب الحركة الشعبية.
احتضان الإسلاميين
وفي عام 1996 احتضن رفقة الدكتور الخطيب الإسلاميين في حركة التوحيد والإصلاح بعدما أخفقت محاولاتهم للحصول على الترخيص بإنشاء حزب، ففتح لهم أبواب حزبه الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، والتي تحولت عام 1999 إلى حزب العدالة والتنمية وقد تولى منصب رئاسة المجلس الوطني للحزب إلى ,2004 التي اعتذر فيها عن مواصلة العمل بسبب ظروفه الصحية ليستمر في الرئاسة الشرفية للحزب إلى أن توفته المنية يوم الأحد 11 صفر 1432 الموافق 17 يناير 2011 .
المصدر: عن كتاب صفحات من تاريخ جيش التحرير للراحل الوكوتي
****
الدكتورالخطيب يتحدث عن الوكوتي رحمهما الله
لقد كانت مساهمة بنعبد الله الو كوتي فعالة في إنشاء جيش التحرير المغربي، إذ كان سباقا إلى الاتصال مع القبائل الريفية وتأسيس الخلايا الأولى. فمهد بذلك الطريق أمام الإخوان الذين أشرفوا على مركز الناظر بعد ذلك. وغيابه عن الميدان خلال فترة اندلاع الثورة أحدث ارتباكا على سير المعار في المنطقة الشرقية،
كتاب ''صفحات من تاريخ جيش التحرير''.
**
محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح: الوكوتي كان ثاني اثنين ممن رحب بمشاركة أبناء الحركة الإسلامية في العمل السياسي
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وأن يجعل عمله الصالح أنيسا له في القبر وشفيعا له يوم القيامة.
يذكر جميع أعضاء حركة التوحيد والإصلاح عند المحطات الأولى للدخول للعمل السياسي من خلال حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية إذ كان هذا الرجل، رحمه الله، ثاني اثنين إلى جانب الدكتور عبد الكريم الخطيب رحمه الله إذ رحبا بأبناء الحركة وفتحا أبواب هذه المشاركة من خلال حزبهما للمساهمة في ميدان من ميادين التدافع الحقيقية.
وكنا نجد في الرجل إلى جانب الترحيب بأبناء الحركة تأكيده على أن دخول الشباب المتدين إلى الحزب تطويرا وتجديدا وتقويته وتوسعه، وكان يعبر عن انشراحه لرؤية ومعاصرة هذا التحول والتطور الإيجابي، حزبا يملؤه أبناء الحركة الإسلامية.
أسأل الله مرة أخرى أن يرحمه ويلحقنا به مسلمين.
***
عبد الإله بنكيران: الوكوتي بقي على العهد إلى آخر لحظة في عمره
الوكوتي رحمه الله زعيم ورجل مؤمن وملتزم وشريف ونزيه، وبقي على العهد إلى آخر لحظة في عمره، أنصفه التاريخ لأنه مر مع الدكتور الراحل عبد الكريم الخطيب في فترة صعبة ثم بقي حتى التقى بإخوان الخطيب الذين جاؤوا من بعده للحركة الإسلامية وسره ذلك غاية السرور وكان إذا تحدث عن هذا الموضوع بكى.
وبموته نفقد رمزا من رموزنا وزعيم من زعمائنا الكبار، وهو ولي من أولياء الله عز وجل حسب ظني، والظن بالله جميل، و''إنا لله وإنا إليه راجعون''.
نرجو من الله أن يتولاه برحمته ويسكنه فسيح جناته، ويكون لأهله من بعده ويكون لنا معهم، وأن يخلفه فينا الخير وما ذلك على الله بعزيز.
هو صديق شخصي وحبيب إلى القلب، وكان رحمه الله مناصرا لي بدون تحفظ، ولا بد لنا أن نعترف بأننا قصرنا في حقه من حيث الزيارة والتفقد في مراحله الأخيرة، فنسال الله له المغفرة والرحمة.
***
محمد يتيم: فقدنا معلمة من معالم النضال الوطني والسياسي
ماذا عسى مثلي أن يقول في حق شخصية من وزن المرحوم بنعبد الله الوكوتي، فهو شخص لا يذكر إلا بخير، وكان اسمه دائما مقترنا باسم الخطيب فهو رفيقه في الكفاح الوطني ورفيقه في الكفاح السياسي وهو من رجالات المقاومة وأعضاء جيش التحرير، وقد أبلى البلاء الحسن إلى جانب الراحل الخطيب في الكفاح ضد المستعمر، وكان من المتصدين للنزعات العلمانية التي ظهرت بالمغرب في فترة الاستقلال، وضد ساسة إقامة نظام الحزب الوحيد، وكان قد أدى هو والدكتور الخطيب ثمن ذلك اعتقالا.
وفي بداية الستينات لجأت السلطات إلى عمليات انتخابية غير ديمقراطية لتزييف الإرادة الشعبية فرفضها، كما رفض حالة الاستثناء التي فرضت في المغرب، كما عرف بكونه مناضلا نزيها شريفا من أجل إقرار حياة سياسية ديمقراطية حقيقية، وعرف عنه أنه من الذين احتضنوا أبناء الصحوة الإسلامية إلى جانب الدكتور الخطيب.
هو إذا شخصية وطنية كبيرة، ورغم أن عامل السن وعامل المرض قد فعل فعلته، فقد ظل الوكوتي مناضلا حرا إلى آخر رمق في حياته، وكان حريصا على حضور كل اللقاءات التي ينظمها حزب العدالة والتنمية ومجلسه الوطني، وأحيانا كان يحضر في حالة مرض وإرهاق كبير إلا أنه كان يصر على الكفاح والنضال، وفقدانه هي خسارة رجل وطني كبير، وهو معلمة من معالم النضال الوطني والسياسي المعاصر.
****
د. محمد خليل: كان رحمه الله كان لا يخاف في الله لومة لائم
كان رحمة الله عليه من أقطاب المقاومة وجيش التحرير، وقام بأعمال كبيرة خصوصا في المنطقة الشرقية، وفي المنطقة التي كانت خاضعة لجيش التحرير بالشمال رفقة أبطا آخرين.بعد ذلك، قام المرحوم إبان سيطرة الحزب الوحيد آنذاك بمقاومة هذه الفكرة رفقة بعض المناضلين وعلى رأسهم الدكتور الخطيب، ناضلوا من أجل التعددية وحتى لا يبقى الحزب الوحيد، فتعرض حينها عدد من المناضلين للاعتقال والاختطاف نتيجة لرفضهم فكرة الحزب الوحيد كالخطيب والوكوتي وأحرضان الذين ألقي عليهم القبض في سجن عين قادوس، ومع ذلك استمروا في نضالهم وكانوا سببا في إصدار ظهير الحريات العامة التي يجيز حق التعددية.
بنعبد الله الوكوتي يمثل أولا رجلا للصمود والمبادئ، وكان لا يخاف في الله لومة لائم، وظل صامدا رغم الضغوط والإغراءات.
فهو إنسان لا يعرف الانهزام للمزايدات والمساومات والتنازل ولو ذرة على المبادئ، وهو يعتبر مثل قوي للصمود والثبات على المبادئ، وبرجوعنا للعديد من الأدبيات التي يتبناها حزب العدالة والتنمية، فسنجد أن المرحوم بنعبد الله الوكوتي كان وراءها.لقد كان يناضل من أجل المبادئ الإسلامية والمبادئ الديمقراطية ومن أجل احترام الدستور واحترام الملكية، بواسطة قلمه من خلال جريدة ''المغرب العربي''، وخسارته هي خسارة كبيرة للمغرب.
****
د. إدريس الكتاني: المغرب يفقد قطبا آخر من أقطاب المقاومة
لقد كان من قدماء المقاومين بالمغرب، ومن الملتزمين، وكان صديقا للدكتور الخطيب رحمه الله، كما كان صديقا لي، وعرفت عنه مشاركته في جميع المواقف والنضالات الوطنية بإخلاص وتفاني وصدق.
وكان رحمه الله قد أطلعني على مذكراته في المقاومة وراجعتها له قبل أن يقوم بطبعها، وهي مهمة جدا لتأريخها لفترة المقاومة في المغرب أثناء الاستعمار. وهذه المذكرات هي من الكتابات الصادقة الوطنية التي سجلت حركة المقاومة المغربية في بدايتها وكان من الأصدقاء والعاملين مع الدكتور الخطيب في هذا الميدان رحمهم الله.
برحيل الوكوتي يفقد المغرب قطبا آخر من أقطاب المقاومة في الجيل الأول للحركة الوطنية في أوج الاستعمار الفرنسي، وقد سجل ذكرياته في المقاومة وقليل من فعل ذلك، لهذا يعتبر خسارة كبيرة.
*************
في بلاغ ل''المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير
الوكوتي طيلة مسيرته الحياتية والجهادية مثال للوطني الغيور والمقاوم الجسور
ذكرت ''المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير'' في بلاغ لها، أن أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير ودعت بقلوب خاشعة وأفئدة مكلومة قبسا وعلما من أعلام ورموز وصناع ملحمة العرش والشعب المجيدة، المقاوم بنعبد الله بن محمد الوكوتي الذي لبى داعي ربه أمس الأحد.وبهذه المناسبة، يتقدم المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بأصدق عبارات التعازي والمواساة لعائلة الفقيد الصغيرة والكبيرة في الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، ضارعا إلى المولى العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان وجزيل الثواب وأن ينزله منزل صدق مع اللذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا.
والتحق الفقيد، الذي ازداد سنة 1924 بتانوت بإقليم بركان، بالعمل التحرري بمدينة فاس، حيث كان طالبا بجامعة القرويين ثم ربط الاتصال بأقطاب المقاومة بالدار البيضاء ، ليتم اعتقاله بمدينة القنيطرة ثم بمدينة بركان.
وبعد فراره من السجن، أسس فرقة لجيش التحرير بمسقط رأسه ثم ربط الاتصال بمسؤولي جيش التحرير بالريف خصوصا الشهيد عمر الريفي والمرحوم عبد الكريم الخطيب.وقد كان المقاوم المرحوم بنعبد الله بن محمد الوكوتي طيلة مسيرته الحياتية والجهادية مثالا للوطني الغيور والمقاوم الجسور الذي وشم بجليل أعماله وطيب مكرماته وسامق عطاءاته مسلسل الكفاح الوطني من أجدل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية.
كما يعتبر بحق أحد أقطاب المقاومة وجيش التحرير الذي عرفته ساحة الجهاد بالمنطقة الشرقية ومن مؤسسي خلايا المقاومة ببني يزناسن.وبرورا بالخدمات الجليلية التي قدمها في ساحات الشرف والمقاومة وجيش التحرير ، حظي المقاوم المرحوم بنعبد الله بن محمد الوكوتي بشرف تعيينه من قبل جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه، عضوا بالمجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، كما تم توشيحه بوسام ملكي سام للمكافأة الوطنية من درجة قائد.
محمد خليدي: كان يقول للخطيب، حين تموت أنت يجب أن أموت أنا كذلك
كان رحمة الله عليه رجلا وطنيا ومن مؤسسي الحركة الوطنية بالمغرب، وكان عضوا نشيطا في حزب الاستقلال، قبل أن يساهم في تأسيس الحركة الشعبية التي كانت ترفض فكرة الحزب الوحيد، بقيادة الدكتور الخطيب وأحرضان والوكوتي.وكان له جيش قوي في إطار الحركة الوطنية بالجهة الشرقية، واستطاع أن ينظم تلك المنطقة التي ثارت على الاستعمار الفرنسي، وكانت فكرة الجهاد الإسلامي حاضرة بقوة في كل تحركاته.
وقد رفضت عدد من الحكومات المغربية التعامل مع المرحوم الوكوتي، لأنه كان من أشد المطالبين بقطع جميع العلاقات مع المستعمر وعدم الولاء له، كما رفض الانخراط في الجبهة التي اعتبرها طريقا نحو الحزب الوحيد بالمغرب، وهذا ما كان يرفضه بقوة، وصارت للوكوتي مكانة سياسية كبيرة في المغرب.كان رحمه الله يقول للدكتور الخطيب، حين تموت أنت يجيب أن أموت أنا كذلك، وأجابه الدكتور الخطيب بالمثل، وطلبا من الله أن يتوفاهما معا في وقت واحد، لأنه لا يستطيع أن يعيش بدون الخطيب وكذلك الخطيب لا يستطيع العيش بدون، ذلك أن كفاحهما كان كفاحا مشتركا في الحركة الوطنية، والغريب أنه لا توجد مدة كبيرة بين وفاة الخطيب رحمة الله عليه ووفاة الاستاذ الوكوتي رحمه الله.
لقد كان رجلا قويا، ومن أشد المدافعين عن المشروع الإسلامي، ومن القائلين أن المشروع الاسلامي يجب أن يتحقق، وقد فرح كثيرا بالتحقاق الإخوة في ''التوحيد والإصلاح'' بحزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، وكان يقول ان هذا هو يوم ''عرس''.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.