تظهر آثار الزمن على الأعمدة والتماثيل وشعار النبالة على الفيلا، التي تقع في "جالزينانو تيرمي" في "فينيتو"، على مسافة أقل من ساعة بالسيارة جنوب غرب مدينة فينيسيا الإيطالية. يمتد سحر الماضي العريق إلى حديقة "فالسانزيبيو" المصممة بشكل فني والواقعة أمام الفيلا؛ حيث تزخر هذه الحديقة بالمجاري المائية وأحواض الأسماك والنوافير والآبار، وقد تم تخطيط هذه الحديقة بواسطة المهندس المعماري "لويجي بيرنيني" خلال القرن السابع عشر، وترمز إلى المسار الروحي للإنسان من أجل التطهير والخلاص، ولا تزال الأسوار العشبية لهذه المتاهة مقصوصة بشكل بديع كما كانت في السابق. لؤلؤة تلال يوجانيان يتم الترويج لفيلا "بارباريجو" باعتبارها "لؤلؤة تلال يوجانيان"، ولقد كانت هذه التلال في السابق بمثابة الملاذ الآمن وقاعة عرض بالنسبة للأرستقراطيين الأثرياء بمدينة فينيسيا. وعندما تشتد حرارة الصيف في المدينة ذات البحيرة وتصبح لا تطاق، يفر الصفوة والأثرياء إلى التلال الخضراء حيث يتم تشييد المباني على مساحات كبيرة من الأراضي، ولقد تم حفر قناة باتاجليا في أواخر القرن الثاني عشر بالفعل، والتي تعتبر جزءا من نظام القنوات الذي يمتد على نطاق واسع، والذي لا يزال يربط مدينة فينيسيا بمدينة ببادوا حتى الآن. وقد أبحر الفنانون والتجار عبر هذه القنوات، التي تصطف عليها المباني الرائعة مثل قلعة "كاستيو ديل كاتايو"، التي تزخر بقاعاتها ذات اللوحات الجدارية البديعة أو فيلا "مولين"، ويمكن للسياح حاليا مشاهدة الجسور التاريخية والأقفال القديمة والمنازل الملونة في "باتاليا تيرمي" أو المسارات الثلاثية لحيوانات الجر. حلقة تلال يوجانيان ينطلق راكبو الدراجات حاليا على ضفاف القناة المستقيمة، بهدف الوصول إلى "حلقة تلال يوجانيان"، التي تمتد لمسافة 60 كلم تقريبا، وتمر حول "كولي إيجاني" كما تنطلق بالإيطالية، ويسير الطريق بشكل صاعد في منطقة "مونته سيريو". وترتفع تلال يوجانيان فجأة مثل التلال الضخمة، وقد كان في هذه المنطقة قبل 30 إلى 40 مليون سنة خليج بحري بين جبال الألب وجبال الأبينيني، ولقد تعرضت هذه المنطقة لانفجارات بركانية ضخمة تركت وراءها تلالا من الحمم البركانية بعد كل ثوران بركاني. ويطلق بعض الأشخاص على هذه المرتفعات اسم جبال، مثل جبل "مونته فندا" الذي يمتاز بجانبه الجنوبي المشمس والجاف والجانب الشمالي الأكثر رطوبة، ويصل ارتفاعه إلى 600 م، ويصل ارتفاع التلال المجاورة إلى 200 و300 م، وتعتبر المحمية الطبيعية لتلال يوجانيان، التي تم تدشينها في 1989، بمثابة جنة لعشاق التجول وركوب الدراجات. خلوة الفرنسيسكان يمكن للسياح التنزه في خلوة الفرنسيسكان السابقة في سانتا دومينيكا حيث يمكنهم الاستمتاع بإطلالة رائعة على وادي بو، كما يمكنهم اجتياز المسار الممتد لمسافة 41 كلم ويصل ارتفاعه إلى 2000 م، بالإضافة إلى إمكانية ركوب الدراجات الكهربائية لاجتياز الطرق الضيقة والمتعرجة ما بين التلال. وغالبا ما يفكر السياح، الذين يسافرون إلى تلال يوجانيان، في جوانب الاستمتاع بالعافية حيث تجعل الينابيع الساخنة والطمي المعدني من أصل بركاني هذه المنطقة واحدة من أكبر مراكز "السبا" في أوروبا، وتعتبر مدينتا أبانو تيرمي ومونتيجروتو تيرمي من المدن الرائدة في هذا المجال، ويمكن استعمال طين الفانجو الساخن للتخلص من الشد العضلي والمفاصل المجهدة. وبعد الحرب العالمية الثانية، انتشرت الفنادق في مدينتي أبانو تيرمي ومونتيجروتو تيرمي بشكل عشوائي وبدون أي نسق معماري في أغلب الأحيان، وقد وصل عدد الفنادق إلى أكثر من 100 فندق في وقت الذروة، وظهر شعار "فانجو في الصباح وتانجو في المساء" من هذه المنطقة. ومع ذلك، هناك منافسة شرسة من مراكز الاستجمام في جمهورية التشيك وبولندا والمجر بتكلفتها الأرخص، بالإضافة إلى التخفيضات في نظام الرعاية الصحية الإيطالي، وهو ما جعل الحياة هنا أكثر صعوبة، وتظهر نتائجه بوضوح على المركز الحراري لتلال يوجانيان. وعند التجول في شوارع مدينتي أبانو تيرمي ومونتيجروتو تيرمي، يلاحظ السياح الجص المتهالك والنوافذ الفارغة وأطلال الفنادق المهجورة وسط انتشار النباتات، ويعتبر فندق "جراند أوتيل أورولوجيو" خير مثال على ذلك. وقد اجتمع الصفوة والأثرياء في المبنى البديع في وسط منطقة المشاة في أبانو تحت ثريات الكريستال الرائعة وهم يتمايلون على إيقاع رقصة الفالس، ولكن فندق "جراند أوتيل" أصبح مهجورا منذ سنوات.