تراجع الإقبال على اختيار مدينة سبتةالمحتلة كنقطة عبور عبر معبر "تاراخال" بالنسبة للجالية المغربية المقيمة بالخارج في إطار عملية "مرحبا 2023" مقارنة بالسنة الماضية، وفق ما أكدته بيانات الحماية المدنية الإسبانية. وأبر فرانسيسكو رويز بوادة، المدير العام للحماية المدنية، أن عدد المسافرين إلى المغرب انطلاقا من ميناء الجزيرة الخضراء عبر سبتةالمحتلة انخفض بنسبة 7 إلى 10 في المائة مقارنة بالأرقام المسجلة السنة الماضية. وعزا المسؤول الإسباني ذاته هذا المستجد إلى انخفاض عرفته، هذا الموسم، تكلفة العبور من ميناء الجزيرة الخضراء إلى ميناء طنجة مباشرة، إذ لم يعد الفارق الإضافي عن سعر الرحلة عبر سبتةالمحتلة يشكّل سوى 10 في المائة، بينما كان يصل في السابق إلى نحو 50 في المائة. وفي غياب الحافز المالي الذي كانت تعتمده السلطات الإسبانية في الجذب نحو محطة التوقف بسبتةالمحتلة، يختار العديد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، خلال هذا الموسم، التوجه إلى طنجة مباشرة. من جانب آخر، يدفع الاختناق الذي تشهده المدينةالمحتلة في معبر "تراخال"، وعدد ساعات الانتظار في ساحة لوما كولمينار التي تصل إلى ما يزيد عن 10 ساعات في ظروف صعبة، المسافرين، لاسيما الأسر المكونة من مسنين وأطفال، إلى اختيار وجهات بديلة وإن بأسعار أعلى. تجدر الإشارة إلى أن تخفيف أسعار رحلات مغاربة العالم كان من بين ما دعا إليه أعضاء المهمة الاستطلاعية حول "عملية مرحبا" بمجلس النواب، إذ شددوا على ضرورة تفعيل إجراءات للمساهمة في إعداد بواخر مغربية لمغاربة العالم تجنبا للاحتكار وللتخفيف من الأسعار المرتفعة التي يؤدونها خلال سفرهم على متن بواخر أجنبية، فضلا عن الاستثمار في هذا الجانب قبل حلول السنة المقبلة. وتعد عملية "مرحبا" من بين أكبر عمليات عبور الجاليات نحو بلدانها الأصلية في العالم سنويا؛ وهي العملية التي عرفت تدفق أكثر من 3 ملايين من المغاربة المقيمين في الخارج السنة الماضية، 52 في المائة منهم ولجوا المغرب عبر المعابر البحرية، بزيادة 198 في المائة مقارنة بسنة 2021، و4 في المائة مقارنة بسنة 2019.