الكتابة عن الرقص تحلينا في المخيل الشعبي إلى العيطة والشيخات وإلى نجاة عتابو والستاتي ولائحة لاتنتهي من بولفارات وشوارع من موازين لاتنتهي. "" كنت وما زلت أؤمن أن مكان الرقص قاعات الحفلات ومواسم الحصاد وجني المحاصيل ولكني لم أكن أعرف أن للسياسة أبوابا للرقص تعبيرا عن شدة الفرح وغيظ الآخرين. أن تتمايل ياسمينة بادو في رقصتها شيء جميل بمناسبة زيارتها إلى حد كارينات البيضاء وأن يتمايل السيد كريم غلاب بملئ جسده أروع ما يكون في ربيع سباتة.فالوزير والوزيرة من حزب الاستقلال لهما حق التمايل كتعبير جسدي ما دامت "الخيمة خرجت عوجا من الأول". لسكان البيضاء هوايات وأخرها هذه الأيام أن ينقلوا فيديوهات عبر هواتفهم النقالة وسيبقى حديث"هز البطن" كما يسميه المصريون للوزيرة حدثا يمكن أن نؤرخ به للانتخابات الجماعية في 12 من يونيو. ولاغرابة أن نضعه في مادة جديدة تعنى بالانتخابات ويكون السؤال فيها: متى رقصت ياسمينة وأبدعت في ذلك ؟ ومتى "شد الحال" غلاب؟ اعتقد أن الرقص والسياسة في المغرب شطحات لاتنتهي ،فلكل واحد شطحته والشطحات التي لاتؤدي بك إلى مكاتب الوزارة واعتلاء منصب وزير أو وزيرة ملعونة بكل الديانات ، لذلك أول درس سيتعلمه الوزراء والوزيرات المحترمات القادمات أن يأخذن دروسا في التقوية من الأستاذة نور، معلمة الرقص المغربي بكل أصنافه. في نشوة رقص الوزيرة ياسمين التي نسيت لتوها مرضاها الذين يعدون بالملايين من المغاربة وتركت لسجيتها في الجدبة،للتعبير عما يختلجها من مشاعر فياضة تجاه رعاياها في كريان البؤس والفقر. حقا فقد زارت وتجشمت الوزيرة ترجلا أن تلج الكاريان لذلك ننصح سكان هذه المنطقة المنكوبة أن يسمى حيهم الشعبي بكريان" مولات الرقصة". ووجب عليهم شكرها وكتابة رسائل للتعبير عن الأواصر الجياشة بين الراقصة ومعجبيها. الآن فهمت لماذا لاتحلق الملائكة فوق الدارالبيضاء،نحمد الله أننا في المغرب غير النافع لازالت ملائكتنا تحلق لماما لتنظر فيما آلت إليه أحوالنا. إبان هذه الحملة الانتخابية رأيت "لهديات" و"الدفوع" و" عبيدات الرمى" وأجواقا من الموسيقيين تجوب الشوارع ولكني لم أكن أتوقع أن السيدة ياسمين بدورها ستهز الأرداف فرحا والأطراف شوقا وشعرا ينسدل عرقا وتصببا للساكنة وقت الانتخابات ليس إلا. حتى لانقول أن وزيراتنا يتكبرن من الكبرياء فهاهن يساهمن بقسط ما توفر لديهن من جمال وثقافة ولباقة أن يجالسن "بنادم ديال الكريان" ويشاركنه الرقص. فهذه الوصلات في نظري قيمة مضافة للديمقراطية المغربية حيث نزلت الراقصة بكل ثقلها بسمة وحبورا لتأدية وصلات مجانية لفن الرقص متناسية برنامجا يمكن أن تطرحه كيف نحارب الأمراض المنتشرة في المغرب؟ والسؤال من يستطيع أن يقدم في العالم العربي وزيرا يرقص ووزيرة تتراقص ، نحن المغاربة من نستطيع أن نصدر بضاعتنا لإخواننا في المشرق العربي وصلات راقية يختلط فيها هز البطن بالسياسة. في المغرب رغم العطالة والأمراض المنتشرة والفتاكة والفقر والبؤس ما أحوجنا لراقصة بهم سياسي أو وزيرة ترقص على إيقاعات الفقر توددا لنيل أصوات البائسين والحائرين والجائعين في هذا الوطن الحزين. وحتى درس أخر في الرقص...