في المغرب، "صاحبة الجلالة" صارت "صاحبة جلال" ... وكل صحافي عنده ذرة ضمير سيقول كلمة حق في واقعة فيديو مهداوي، لن أقول أضعف الإيمان بالقلب بل أقواه كذلك.. أما اللي ما قال حتى بجوارحه... فربما القلب عنده معطل، ميت أو صاحب جلال.. كثرة الهم كضحك في زمن إعلام يركض وراء "الترند" أكثر من الركض وراء الحقيقة، ظهر حميد مهدوي كمقدّم خدمة طوارئ علي السوتشال ميديا: إعلام إسعافات أولية. ناس لقاو فيه "بديل" ... لأن البديل الوحيد الآخر كان هو الصمت، والصمت مكيعمرش المعدة ولا الضمير. اختلف معه من اختلف، لكن الفيديو الأخير؟ يا سلام... الرجل قلب الطاولة على "الحكماء" اللي تركوا الكاميرا شاعلة، وداروا نفسهم حكماء... بينما كانوا يمثلون مسرحية من نوع "أخلاقيات بدون أخلا"". فضح مهدوي ليس لجنة فقط، بل "قبيلة" الصحفيين. هل هكذا تُدار "تأديبيا" شؤون الصحفي ضمير الشعب؟ هل الأخلاقيات تُطبّق عن طريق الهمس والتآمر؟ يا أخي... حتى برامج الطبخ تلزمها المهنية. والمصيب؟ الفضيحة عبرت المتوسط! تخيّل زميل إيطالي يسألك:"شنو وقع بالضبط" وتجلس تبحث عن شرح... ثم تكتشف أن ما حدث لا يشرح إلا باستخدام كوميديا سوداء. المؤسسة التي يفترض أن تحمي المهنة، ظهرت وكأنها نادي انتقام مليء بنوايا سيئة وميكروفونات تعمل أحسن منهم. بدل حماية حرية التعبير، اختاروا هواية جديدة: الضغط على زميل بتمنى قطع رزقه، حتى يخفت صوته، ومحاولة نزع بطاقته المهنية وكأنها بطاقة تخفيض في سوبرماركت. وفي الأخير؟ الذين يرفعون شعارات حماية الأخلاق ظهروا كأنهم متخصصون في قمعها. والذين يفترض أنهم واجهة البلد، صاروا واجهة فضيحة. نحتاج عقلاء البلد -ومن يستطيع تبليغ الملك منهم-ليوقفوا هذا العبث قبل أن يتحول وجه المغرب إلى "فِلتر" مشوّه في كاميرا تلك اللجنة، بدل أن يكون صور بلد يستحق الاحترام. ملحوظة: لبارح بالصدفة كنت نزلت الصورة المرافقة في الهاتف، في إطار شغف البحث المتواصل على آخر صيحات الكامرات المساعدة على التوثيق/ التسجيل الجيد.. لكن يبدو أن المهم في التوثيق ليس دائما الشكل بل المضمون.. بل إن الشكل السيئ أضحى في لغة الوثائقي التسجيلي أسلوبا واختيارات فنيا ومضمونا أيضا مخرج وثائقي مقيم بإيطاليا