نظّمت "جمعية دكالة" أمس السبت، بحضور عدة فعاليات من المجتمع المدني المحلي والجهوي، بفضاء مؤسسة عبد الواحد القادري بالجديدة، حفلا تكريميا علميا وإنسانيا للكاتب المغربي المصطفى اجماهري، تحت عنوان: "دفاتر الجديدة من أجل ذاكرة جمعية". وأوضح المنظمون أنه "ظهر جليا من خلال الحفل التكريمي ومن خلال ارتسامات الحاضرين، وأيضا من خلال ما راج في الشارع الجديدي، أن مشروع 'دفاتر الجديدة' نجح خلال ثلاثة عقود في تلبية الحاجات المعرفية لقراء المدينة والجهة، رغم كونه، في الأصل، مشروعا تطوعيا وشخصيا مموّلا على نفقة الباحث". وأوضحت سمية نعمان كسوس أن "المصطفى اجْماهْري اختار العمل على المدى الطويل في صمت وبتواضع قلّ نظيره بين الباحثين"، وهو ما أكده أيضا عدد من الجامعيين في شهاداتهم المسجلة بتقنية الفيديو، التي قُدمت في بداية اللقاء، وهمّت محمد بنهلال، باحث مشارك بجامعة إيكس أون بروفانس، ولوران فيدال، مؤرخ فرنسي، وجوهر فينيتزونز، أنتربولوجي، ولطيف لديد، باحث بجامعة لوكسمبورغ... وبعد الاستماع إلى مجموع الشهادات المصوّرة كان موعد الحاضرين مع مائدة مستديرة خُصصت لإلقاء الضوء على "تجربة كتابية تجذرت في واقع المدينة والجهة، وكذا في الحقل الثقافي المغربي بشكل عام، هي تجربة 'دفاتر الجديدة'"، وشاركتْ فيها، بالإضافة إلى سمية نعمان كسوس، الوزيرة نزهة الصقلي، وهناء الشريكي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة شعيب الدكالي، وأوليفيي روفول، ممثل رئيس جمعية قدماء مازغان، وعبد الواحد مبرور، العميد السابق لكلية آداب الجديدة. وبعد تقديم هذه المداخلات تفاعل معها من الحضور عبد الكريم بن الشرقي، والفنان عبد الله بوهلال، وبرنوصي سلطاني، الأستاذ بجامعة غرونوبل، الذين عبروا بدورهم عن تقديرهم لمشروع "خدم ذاكرة المدينة وساهم في تحقيق منفعة عامة لصالح الناشئة بشكل خاص". ومما جاء في كلمة سمية نعمان كسوس أنها متابعة لأعمال المصطفى اجْماهْري، سواء منها الصادرة على شكل كتب أو مقالات، ومعجبة باستماتته المخلصة في البحث والإنتاج، متجاوزا مختلف العراقيل التي قد يجدها الباحث في طريقه، مشددة على أن "هذا الباحث يعمل بكثير من الصدق والتواضع، حتى إنه أصبح الآن بالنسبة لمدينة الجديدة اسما لا يمكن تجاوز أعماله في كل بحث أو مشروع تربوي أو علمي". وبدورها أكدت نزهة الصقلي أنها تتابع أعمال المصطفى اجماهري ودراساته منذ عشرين سنة أو يزيد، وتعرفت عليه عن قرب حينما قدمت كتابه الصادر تحت عنوان "شهادات نساء الجديدة"، مبرزة أن "المصطفى اجماهري استفاد من نصيحة الباحث عبد الكبير الخطيبي، حين أدرج كتاباته في إطار مشروع أسماه 'دفاتر الجديدة'، وهو ما حقق له الانتشار والتراكم، خاصة أن الكاتب تحمّل بنفسه تكاليف النشر والتوزيع، ما طبع مشروعه بالجدية والمهنية". وتناولت السوسيولوجية هناء الشريكي، الأستاذة بجامعة شعيب الدكالي، تجربة "دفاتر الجديدة" في ملء الفراغ البحثي المحلي والجهوي، مُركزة القول على الكتاب الصادر تحت عنوان "الطبابة والأطباء في الجديدة"، إذ أشارت إلى أن "هذا الكتاب يعد من البحوث القليلة في مجال الصحة بالمغرب، خاصة أنه يبدأ من الحقبة البرتغالية مرورا بالقرن التاسع عشر ثم الحماية الفرنسية وصولا إلى فترة الاستقلال". وأعطى مسير اللقاء العميد عبد الواحد مبرور الكلمة لأوليفيي روفول، المزداء بالجديدة في الخمسينيات، حيث عبر عن سعادته بالمشاركة في هذا الاحتفاء المستحق ل"كاتب منفتح على مختلف مكونات النسيج البشري لمدينة الجديدة والمنطقة". يشار إلى أن اللقاء اختتم بتوجيه الشكر لجمعية دكالة على تنظيمها هذه اللحظة الخاصة بالاعتراف والعرفان، تلاها تسليم هدايا تذكارية للباحث وأخذ صور معه.