المثير للجدل في سوق الكرة المستديرة العالمية لسنة2010 المقامة بجنوب أفريقيا هو هذه الضجة الكبرى ،التى تخلقها معشوقة الجماهير في كل مكان، وبالأخصبجنوب أفريقيا ،حيث تعتبر الفوفوزيلا أداة من الأدوات التعبيرية عن الفرحة ، وتشجيع الفريق الوطني، ابتداء من الطريق المؤدية إلى الملعب ، وانتهاء بالإعلان عن نهاية المباراة ، وعودة الجماهير إلى مقرات سكناهم. هذه العادة التقليدية التي تدخل في إطار ثقافة جنوب أفريقيا، والتي تعتبر من تراث الأمة التي تحفل به كباقي العادات والتقاليد الأخرى. فلا يخلو بيت جنوب أفريقي من آلة الفوفوزيلا كأداة للتعبير عن الفرحة بطريقة تنم عن انتفاخ الأوداج ، والنفخ فيها لإصدار صوت لو اجتمع العديد منها، كما نلاحظ ذلك في الملاعب التي تنتظم فيها مباريات كأس العالم على اختلاف مشاربها داخل رقعة البلد لصمت الآذان. هذا الضجيج المثار من وقع النفخ فيها أثر بالسلب ليس على أسماع العديد من اللاعبين داخل رقعة الملعب، مما جعل مستواهم الفني يتراجع ، بل كذلك على الجماهير الآتية من مختلف أنحاء المعمور، وهذا سبب من الأسباب الذي جعل العديد من الفرق تقدم شكايات في الموضوع للجهات المنظمة، والتي أخذت على عاتقها برفع الشكاوى إلى الشركة المنتجة لمثل هذه الآلات للتخفيض من أثر الضوضاء التي تحدثها الفوفوزيلا، بحيث استجابت للطلب ، ومع ذلك لا زال صوتها المدوي له وقع كبير عندما تتحد الفوفوزيلات وتعلن تضامنها مع أصحابها المهووسين بالنفخ وإحداث الضجيج. فإذا كانت جنوب أفريقيا تعرف هذا النوع من الأدوات التي تعتمدها في تشجيع أبطالها وفرقها الوطنية، فالمغاربة كذلك لهم من الأدوات ما يثير المشاهدين والمتفرجين مما تحدثه من إيقاعات كالطبل والغيطة إضافة إلى "زعطوط". فبالرغم من أن هذه الأدوات يتم توظيفها في مناسبات الأفراح و الأعراس ، فكذلك يتم اعتمادها في تشجيع الفرق الرياضية، في شتى الملتقيات والمنتديات، وفي شتى المواسم و المهرجانات.. فلو اعتمدنا الغيطة أو " زعطوط" كأداة مماثلة ل " الفوفوزيلا" في تشجيع الفرق الرياضية ، والأبطال الرياضيين بالطريقة التي يعتمدها سكان جنوب أفريقيا، لانتشعت سوق الغيطة و"زعطوط" ، ولأصبحت المقاولات المغربية و الأجنبية تتنافس للظفر بسوق الإنتاج عبر دفاتر تحملات تلتزم بكل الضمانات الضرورية ، سواء المتعلقة منها بجودة المنتوج أو بضمان حقوق وواجبات العمال والعاملات. ولانتعشت كذلك الفرق الموسيقية المختصة بمصاحبة الهدايا التي يقدمها العريس للعروسة بمناسبة حفل الزفاف ، بحيث ستنشط الحركة على مدار العام وليس الاقتصار فقط على فصل الصيف.. لكم أخواتي إخواني القراء أن تتصوروا مشهدا كالتالي : مقابلةفي كرة القدم كديربي الدارالبيضاء ( الرجاء و الوداد)، وجمهور يملأ جنبات الملعب مصطحبا معه الغيطات و الزعاطيط لتشجيع فريقه. و الكل ينفخ في كيره. فهل سيطير طير محلقا في الأجواء معلنا عن فرجة لعبة كرة القدم، أم سينذر بإقدام صمم بالآذان لكل من ألقى بمؤخرته على كرسي مدرج ملعب يسعى المتعة ؟ فالدول الأفريقية التي تجمع بين المغرب وجنوب أفريقيا تتقاطع في الكثير من العادات والتقاليد، ومن بين هذا التقاطع الفوفوزيلا ، والغيطة وزعطوط ، إضافة إلى الإيقاع الكناوي مع باقي دول القارة المتخامة للمغرب. فهل ستصبح هذه الأدوات علامة من العلامات المميزة لدول أفريقيا رغم هوة المسافة بين الشمال والجنوب. وهل سيكون لكل قطر أداته التشجيعية والتحفيزية لفرقه الرياضية..؟.