خبير مغربي يكشف انفجار نيزك كبير في سماء طاطا

أكد الخبير المغربي، الدكتور عبد الرحمان إبهي، رئيس مختبر دراسة البلورات والمعادن، ورئيس قسم علم الفلك بالنادي العلمي بجامعة ابن زهر، أن حجرا نيزكيا سقط في منطقة "تغيرت"، التي تبعد ب 15 كلم عن مدينة فم الحصن بإقليم طاطا، يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي على الساعة العاشرة و30 دقيقة ليلا.
وأفاد الأستاذ الباحث والمهتم بجمع النيازك، في تصريحات لهسبريس، أنه "منذ ذلك الحين والمواطنون يحجون بالمئات للمنطقة، وشرعوا في البحث عن شظايا هذا النيزك إلى أن عثر أحد القاطنين بالمنطقة على 22 غرام، ليتم الاتصال بكلية العلوم بجامعة ابن زهر بمدينة أكادير".
وأوضح إبهي أن مجموعة من سكان المنطقة، لاحظوا الحجر النيزكي يدخل الغلاف الجوي المغربي حيث اتخذ لونا ازرقا وهّاجا، وسمعوا 5 انفجارات قوية على ارتفاعات عالية وفقاً لحسابات أولية بناء على سرعة بلوغ الصوت للمشاهد، ما أثار انتباه سكان المنطقة، مضيفا أن مهتمين اتصلوا به قصد الاستفسار عن نوع هذا النيزك.
وأبرز إبهي أنه بعد التفحص والقيام بالتحاليل الأولية بالمختبر التابع لجامعة ابن زهر، من المحتمل أن يكون النيزك الذي سيطلق عليه اسم "فم الحصن" من نوع "ُEucrite" وأن له أهمية علمية نابعة من كونه قد تشكّل أثناء تكون الشمس، ولم يتأثر بالعوامل الداخلية أو الخارجية مثل الأرض.
وبالتالي، يضيف المتحدث، "يمكن أن يعطينا فكرة على مراحل تكوين المجموعة الشمسية"، باعتبار أن هذا النوع من النيازك يأتي من حزام الكويكبات، وبالضبط من كويكب اسمه "فيسطا" الذي يوجد في مدار بين زحل والمريخ، وذلك نتيجة تصادم هذه الكويكبات مع بعضها البعض، حيث تعطي شظايا متجهة نحو مدار الأرض، يشرح إبهي مضيفا "هكذا نحصل على قطع صخرية سماوية دون تكلفة المهمة الفضائية الباهظة الثمن".
ودعا الخبير المغربي إلى إنشاء متحف جهوي أو وطني لحفظ الأحجار النيزكية التي بات المغرب وجهة مفضلة لسقوطها، والتي تعتبر مادة يمكن الاشتغال عليها في الأبحاث والدراسات العلمية ذات الصلة دون تكاليف.
وأورد المتحدث أن لهذا النيزك أهمية علمية كبيرة، لهذا يرتقب إرسال بعثة علمية مكونة من باحثين وطلبة من جامعة ابن زهر، إلى عين المكان للكشف عن بقايا هذا النيزك التي قد تكون متواجدة في ضواحي "تغيرت".
يُشار إلى أن هسبريس كانت أول منبر إعلامي كشف عن سقوط نيزك مريخي حظي بمتابعة إعلامية وعلمية مهمة، في أواخر سنة 2011 بالقرب من "تيسنيت" بِطاطا، بالجنوب الشرقي للمملكة، وبيعت قطع منه بمبالغ مالية كبيرة.