''السيسي قائد للانقلاب العسكري على الشرعية في مصر''. هكذا وصفت قناتي القطب العمومي حكم عبد الفتاح في مصر '' . هذا التوصيف يعتبر مفاجئا و سابقة من نوعه خصوصا انه صدر من قناتين عموميتين رسميتين وفي آن واحد و هو ما يجعل المتتبع للشأن السياسي و للعلاقة بين البلدين يطرح علامات استفهام بدل علامة استفهام واحدة. لماذا صمتت هاتين القناتين لمدة سنتين و نصف بالتمام و الكمال دون أن تنبسا ببت شفة حول الموضوع, علما أن المغرب و المغاربة تقلوا في السنة الفارطة أكثر من ضربة تحت الحزام من الإعلام المصري و من أزلامه ممن يصفون أنفسهم بالفنانين و المثقفين؟ في نظري المتواضع, أرى أن هذه الخرجة الاعلامية لم تكن اعتباطية و أن الموقف الذي عبرت عنه القناتين ناتج عن انزعاج المغرب ''بشكل غير رسمي'' من التقارب بين مصر و الجزائر و ما قد يترتب عنه في الكواليس من التخطيط لإضعاف المغرب عبر اعتراف مصر بجمهورية الخيام البالية الوهمية. الاعلام الرسمي لم يكن ليتحرك إذا لو لم تكن هناك مؤامرة تحاك ضد المغرب و مصالحه ألإستراتيجية خصوصا أنه إلى وقت قريب كان رفع شعار ''رابعة'' يجر صاحبه إلى العدالة. الاعلام المصري لم يتأخر بدوره في التفاعل مع هذه الخرجة الاعلامية, و ربط الواقعة باللقاء الذي جمع الملك محمد السادس بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان, و بموقف حزب العدالة و التنمية ''الحزب الحاكم'' في المغرب من النظام المصري الحالي الذي عبر عنه في موقعه الرسمي تحت عنوان: »القناتان الأولى والثانية تحدثان المفاجأة وتعلنان ما وقع بمصر انقلاب عسكري« (المصري الان: http://www.almasryalyoum.com/news/details/618688#). عموما لا يجب الانبهار بهذه الخرجة الاعلامية و اعتبارها انجازا قوميا عظيما, لعاملين اثنين اولهما أنه إلى حدود الساعة لم يصدر أي موقف رسمي من وزارة الخارجية المغربية تتراجع فيه عن دعمها الذي ابدته آنفا لخارطة الطريق ومطامح الاستقرار في مصر. و العامل الثاني يكمن في كون أنه لا يوجد في السياسة عداوة دائمة ولا صداقة دائمة وانما مصالح دائمة و هو ما يجسده بشكل جلي التقارب الحالي الحاصل بين قطر و مصر برعاية من العربية السعودية. وقبل ذلك كانت المملكة قدْ أبدت دعمها لخارطة الطرِيق، ومطامح الاستقرار في مصر، قبل حصول تغير في رؤية الرباط للأوضاع في مصر، باعتبار أن القناة الأولى الرسمية المغربية لا تنطق إلا بما يتوافق مع السياسية الرسمية للدولة.