بعث عدد من ركّاب ومستعملي القطار الرابط بين مدينتي الجديدةوالدارالبيضاء شكاية، مرفوقة بلائحة توقيعات، إلى كل من وزير النقل والتجهيز واللوجيستيك وعامل إقليمالجديدة ومدير المكتب الوطني للسكك الحديدية، للمطالبة بالتدخل ورفع الضرر الذي يلحقهم بشكل متكرر بمحطة الجديدة. وأشار المحتجون في مراسلاتهم، التي حصلت هسبريس على نسخ منها، إلى أنهم يعانون مما وصفوه ب"الكابوس الحقيقي" نتيجة الأعطاب المتكررة للقطار الذي ينطلق صباحا من الجديدة في اتجاه الدارالبيضاء، ما يترتب عنه الكثير من التداعيات السلبية من قبيل تعطيل مصالح المسافرين وعدم التحاقهم بمقرات أعمالهم في الأوقات المحددة. وأضاف المشتكون أنهم يتعرضون للمساءلة من طرف أرباب أعمالهم أو الخصم من مرتباتهم بسبب التأخر الناتج عن أعطاب القطار وعدم توفره في الوقت المحدد والمشار إليه في برنامج الرحلات، خاصة في الشهر الماضي حيث تفاجأ المسافرون بعدم توفر القطار لثلاث مرات، ما دفعهم إلى الاحتجاج داخل محطة الجديدة. وكان العشرات من المسافرين قد احتشدوا، في أوقات سابقة، في وقفات احتجاجية عفوية داخل المحطة، بسبب تأخر القطار الذي يؤمن الرحلة اليومية من الجديدة إلى العاصمة الاقتصادية في تمام الساعة السادسة والنصف صباحا، ما دفع بعض المسافرين حينها إلى انتظار أزيد من ساعة ونصف لانطلاق الرحلة، فيما اختار البعض الآخر البحث عن وسيلة أخرى للسفر. واستنكر المحتجون حينها لامبالاة المسؤولين المحليين والمركزيين أمام التأخر الذي بات يتكرر بشكل يومي لدقائق عديدة، تصل أحيانا إلى الساعات، حيث يتسبب ذلك في "تعطيل مصالح عدد من الموظفين والطلبة وباقي الركاب، خاصة إذا تعلق الأمر بمسافر متوجه إلى مطار محمد الخامس"، حسب تعبير المتضررين. وأوضح المحتجون الذين احتشدوا فوق سكة القطار أن أغلبهم من الزبناء الحاصلين على بطاقات الاشتراك في خدمات المكتب الوطني للسكك الحديدية التي لم تعد تحقق مبتغاهم، مشيرين إلى أنهم اشتركوا في تلك الخدمات من أجل تأمين رحلاتهم اليومية بشكل منتظم، عوض البقاء داخل المحطة في انتظار قطار قد يأتي بعد دقائق وقد لا يتوفر رغم مرور الساعات. وأكد أحد المسافرين المنتظمين أن التأخر يهمّ كلا الاتجاهين بين الجديدةوالدارالبيضاء، إضافة إلى المدة الطويلة التي يستغرقها القطار لقطع حوالي 90 كيلومتر، حيث يتطلب ذلك أزيد من ساعة ونصف، مطالبا في نفس الوقت بضرورة إضافة قطارات أخرى خاصة في الفترة الصباحية التي تعرف ضغطا مهما وتزايدا كبيرا في عدد المسافرين. وبموازاة مع مراسلة المسؤولين، لجأ نشطاء إلى مواقع التواصل الاجتماعي لإسماع صوتهم، حيث عملوا على فتح حساب فيسبوكي خاص بالموضوع، والذي قال عنه مُسيّرُه، في تصريحه لهسبريس، أن العملية جاءت بناء على اتفاق عقده رُكاب القطار الصباحي الرابط بين الجديدةوالدارالبيضاء بصفة منتظمة، كلَبِنة أولى من أجل تأسيس جمعية المسافرين من جهة، ولفت انتباه المسؤولين إلى مشكل التأخرات المتكررة للقطار.