في مقابل تأكيد الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة حكيمة الحيطي، خلال افتتاح ورش وطني حول "20 سنة من مراقبة البيئة والتنمية المستدامة"، على أن مراقبة البيئة تطوّرت بالمغرب، أشار سكان عدد من الدواوير بإقليم خريبكة إلى أنهم يعيشون وضعيا بيئيا خطيرا واستثنائيا، وينذر بوقوع كارثة بيئية وصحية إذا استمرت الأحوال على ما هي عليه. نفايات الطريق والصرف الصحي سكّانٌ من دوار أولاد الشيخ علي بالجماعة القروية أولاد عبدون، وفي تصريحاتهم لهسبريس، أكّدوا أن الطريق المعبدة الوحيدة التي يسلكونها من مدينة خريبكة إلى دواويرهم الواقعة في اتجاه مركز مريزيك أصبحت بمثابة مطرح عشوائي للنفايات، يستغله مجهولون لرمي الأزبال بمختلف أنواعها، خاصة مخلفات البناء وجثث الحيوانات ونفايات أخرى صلبة. وأكّد ذات المتضررين إلى أن الطريق تصبح في بعض الأوقات شبه مقطوعة بسبب كثرة الأزبال، ما يدفع بعض مستعمليها إلى التطوع من أجل تنظيفها وتحريرها، مشيرين إلى أنهم لم يعودوا يطيقون الروائح الكريهة للجثث والنفايات التي تزداد يوما بعد يوم، إضافة إلى توافد الكلاب الضالة على المنطقة بأعداد كبيرة، "كما يتم استغلال هذا الوضع الشاذ من طرف اللصوص وقطاع الطرق لتنفيذ مخططاتهم الاجرامية". ويعيش سكّان نفس الدوار وضعا بيئيا أكثر خطورة، حسب تصريحاتهم، والذي يتمثل في "انحباس قناة للصرف الصحي، قادمة من ثكنة عسكرية مجاورة، حيث تجمّعت المياه الراكدة قرب الدوّار، ما تسبب في انتشار الحشرات بمختلف أنواعها وأحجامها، وانبعاث روائح كريهة طوال اليوم، خاصة مع هبوب الرياح في اتجاه المساكن، إضافة إلى انتشار البعوض الذي أضر بالصغار قبل الكبار". وأشار عدد من المتضررين إلى أن المياه الآسنة التي تُخلّفها الثكنة العسكرية تتسرب إلى مياه الآبار والفرش المائية بالمنطقة، ما أثار استنكار السكّان الذين لم يجدوا بديلا عن شرب مياه آبارهم المحاذية للقناة، مبدين تخوّفهم من إمكانية تعرض صحتهم وصحة أبنائهم وسلامة مواشيهم للخطر، "وذلك في غياب أية تدابير وقائية من طرف المسؤولين". تعدّد المشاكل وغياب الحلول وشدّد المكّي الطاسّة أحد سكان المنطقة على أن المسؤولين عن الشأن المحلي والإقليمي لم يأخذوا مطالب الساكنة بعين الاعتبار رغم عشرات المراسلات، مطالبا في نفس الوقت برفع الضرر الواضح والبيّن، وإيجاد حل لقناة الصرف الصحي والنفايات المتراكمة على جنبات الطريق بين المدينة والدواوير، والتي تعرف حركية كبيرة طوال الأسبوع نظرا لربطها بين خريبكة ومريزيك وباقي المناطق. وأوضح ذات المتحدث أن من بين المشاكل الأخرى التي ترخي بظلالها على المنطقة، تواجد ممر سككي بمحاذاة الدوار، يشكل بدوره خطرا كبيرا على سلامة السكان، خاصة أولئك الذين يرغبون في جلب مياه الشرب من إحدى السقايات المجاورة للسكة، حيث تعلق حوافر دوابّهم بين قضبان السكة الحديدية، في مناسبات عديدة، إذ يتدخل المتطوعون في سباق مع الزمن من أجل تخليص الدابة قبل وصول القطار. وعن الإجراءات التي قام بها المتضررون، فقد أشار عدد منهم إلى أنهم عمِلوا منذ سنة 2004 على مراسلة مختلف السلطات المحلية والإقليمية المعنية بالبيئة من جهة، والمسؤولة على حفظ صحة وأمن وسلامة الساكنة من جهة أخرى، كما قاموا بمراسلات تذكيرية في أوقات لاحقة، "إلا أن واقع الحال يشير إلى أن المراسلات وجدت طريقها إلى سلة المهملات عوض مكاتب المسؤولين"، وفق تعبير السكّان.