سمحت السلطات المختصة، بشكل استثنائي، للناشط ناصر الزفزافي، أحد أبرز المعتقلين على خلفية احتجاجات الريف، بزيارة والده المريض، في خطوة اعتبرها حقوقيون تحمل بعدا إنسانيا ورسالة إيجابية بشأن إمكانية طي هذا الملف الشائك. وأفاد طارق الزفزافي، شقيق ناصر، عبر تدوينة نشرها على صفحته عبر منصة فيسبوك، أن هذا القرار جاء بعد تقدم ناصر بطلب رسمي لزيارة والده، وهو ما استجابت له الجهات المعنية يوم الجمعة، لتمكينه من التنقل إلى المصحة حيث يرقد والده أحمد الزفزافي. واعتبرت عائلة الزفزافي أن هذه الزيارة تحمل طابعا إنسانيا عميقا، لما لها من أثر نفسي ومعنوي كبير على الوالد المريض، الذي ظل لسنوات يطالب، إلى جانب عائلات أخرى، بإطلاق سراح المعتقلين المرتبطين بحراك الريف. من جانبه، اعتبر رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، إدريس السدراوي، أن هذه الخطوة تؤكد أهمية الحفاظ على الروابط الأسرية، خاصة في حالات صحية حرجة، داعيا إلى المزيد من المبادرات التي تراعي الجوانب الإنسانية والاجتماعية في معالجة الملفات الحقوقية. وشدد السدراوي على أن مطالب الحراك، التي تم التعبير عنها سلميا، كانت تتمحور حول قضايا تنموية مشروعة، من قبيل تحسين أوضاع الصحة والتعليم والشغل، مشيرا إلى أن التعامل مع هذه الملفات يجب أن يتم في إطار حوار مفتوح وشامل يبتعد عن المقاربة الأمنية. كما أشار إلى أن الظروف الوطنية والدولية الراهنة تفرض على المغرب تعزيز مسار الإنصاف والمصالحة، واتخاذ خطوات ملموسة في اتجاه الإفراج عن كافة المعتقلين على خلفية الحركات الاجتماعية، بما ينسجم مع التزامات المملكة في مجال حقوق الإنسان.