الخط : إستمع للمقال شهدت ولاية غليزان بالجزائر، خلال الأيام الأخيرة، مشاهد لافتة لطوابير طويلة من المواطنين، يتهافتون منذ ساعات الصباح الأولى من أجل الاستفادة من الخرفان المستوردة من رومانيا، في إطار عملية توزيع خاصة بمناسبة عيد الأضحى. وتأتي هذه الخطوة في سياق سعي السلطات الجزائرية لتوفير الأضاحي بأسعار "مدعومة"، وسط ارتفاع الأسعار في السوق المحلية وعجز العديد من الأسر عن شراء أضحية العيد، غير أن العملية تحوّلت سريعا إلى مادة دسمة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتقد رواد المنصات جودة الخراف المستوردة، والإجراءات "المهينة"، التي فُرضت على المواطنين الراغبين في الاستفادة منها. وبحسب ما تم تداوله على نطاق واسع، فإن المواطنين يُجبرون على الوقوف في الطوابير لساعات طويلة، وتقديم ملف إداري يشمل وثائق شخصية، بالإضافة إلى توقيع التزام بعدم إعادة بيع الخروف، قبل الدخول في قرعة لاختيار المستفيدين. فيما يكشف هذا المشهد عن اختلال كبير في إدارة ملف الأضاحي، ويبرز عجز الحكومة الجزائرية عن تأمين الحاجات الأساسية للمواطنين، كما يُعد اللجوء إلى الاستيراد من رومانيا دليلا واضحا على إخفاق السياسات المعتمدة في دعم القطاع الفلاحي وتربية المواشي محليا. وتأتي هذه التطورات في وقت تعيش فيه الجزائر أزمة اقتصادية خانقة أثرت على القدرة الشرائية للمواطن، مما يدفع الكثيرين للبحث عن بدائل أقل تكلفة، وإن كانت على حساب الجودة والكرامة. الوسوم أزمة اقتصادية الجزائر الخراف المستوردة عيد الأضحى