ذرفت المطربة المغربيّة لطيفة رأفت الدموع، ليل أمس بمدينة فاس، حين خصّها بتكريم فجائي من لدن جمعية فاس سايس ومؤسسة روح فاس ومركز جنوب شمال، ضمن فعاليات سهرات الدورة 11 من مهرجان فاس الدولي للثقافة الأمازيغيّة، وقالت رأفت، من على خشبة "باب الماكينَة" وأمام الوافدين على حفلها، إنّها لم تكن تنتظر هذه الالتفاتة الراقية.. وزادت: "أن أكرّم بمدينَة فاس وعلَى أيدِي الأمازيغ هو شيء يبكي فرحا". وتلقت أيقونة الأغنية المغربية العصريّة درعا تكريميا من لحسن رفيع وموحَى الناجي، باسم منظّمي المهرجان المقام بشراكة مع جهة فاس بولمان والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغيّة، حيث أبدت صاحبة "مْغْيَارَة" تأثرا كبيرا، مُقدِمَة على وعد الجمهور المغربي بتقديم أغنيَّة أمازيغيَّة له. وقالت لطيفة رأفت إنّها لم تقبل على الغناء بالأمازيغيّة من قبل من منطلق تفاديها لأي تطفل على ما لا تفهم أو ما لا تتقنه.. وأضافت ضمن تصريح لهسبريس: "صديقتي عائشة تشنويت تحاول تعليمي كلمات من هذه اللغة الأصيلة، إضافة لمفردات تساعدني على غنائها، لكني لم أتمكّن من لذلك.. وقد أغني يوما ما بالامازيغيّة، إن أطال الله العُمر.. خاصّة بالريفيَّة التي تتواجد من بين ألسن هذه اللغة التي نفتخر بها". أولى سهرات دورة العام 2015 من مهرجان فاس للثقافة الأمازيغيّة، الموعد البالغ نسخته ال11 بقلب العاصمة العلميّة للمملكة، كانت على إيقاع أحواش التي قدّمتها عزفا ورقصا فرقَة "تيزويت | النَّحلَة" القادمة إلى "باب الماكينَة" من عاصمَة الورود قلعَة مكّونَة. وحرصت ذات الفرقة الأمازيغيَّة المراكمة لما يزيد عن نصف قرن من العطاء الفنّيّ والبذل الإبداعي، عبر شبابها المجدّد في لوحات العزف والتعبير الجسدي، إمتاع الجمهور الوافد من فاس والنواحي بفرجة الجنوب الشرقي المازجة بين الصوت العذب والإيقاع المضبوط، من جهة، والحركات الموزونة لرقص الذكور والإناث، من جهة ثانيَّة. الموسيقى الدوليّة ضمنت لها تواجدا برفع الستار عن الشق الموسيقي من مهرجان فاس الدولي للثقافة الأمازيغية، برسم هذا العام، من خلال مجموعة LENACAY التي شدّت الرحال للموعد من قلب العاصمة الكاتالونيّة برشلُونَة.. عارضَة على جمهور الFIFCA طبقا فنيا يمتدّ من إيبيريا حتّى أمريكاالجنوبيّة. معزوفات الفلامينكُو لLENACAY، وهي المنسوجَة بمزج ما بين موروث الماضي وتحديث الشباب على منوال قيثارتين، إحداهما كهربائيّة، مسنودَة بالإيقاع الفريد لل"كَاخُونْ"، تمكّنت من الظفر بتفاعل جمهور "باب الماكينَة".. خاصّة وأن سحر الموسيقي قد اجتمع بعذب الغناء ورشاقة الرقص. أمّا نجمة السهرة، المطربة المغربيّة لطيفة رأفت، فقد لبّت طلبات جمهورها الغفير التي نهلت من ريبرتوارها الغنائيّ الثريّ بقطع خالدة لاقت صنوف النجاحات، وذلك قبل سويعات من الإعلان عن جديدها الموسيقي الخاص بهذا العام.. وأوردت ذات الفنانة، في تصريحها لهسبريس، أنها كانت ترغب في عرض جديدها بنفس الحفل، قبل أن تستدرك: "الجمهور ينبغي أن يستمع للمنتوج الموسيقي، أول مرّة، بعيدا عن الأداء الحيّ، وذلك حتى يتمكّن من استيعابه بما يليق به". "أنا فرحة جدّا بتواجدي على منصّة بَاب الْمَاكِينَة في مدينة فاس، فهذه الخشبة يعتز بالمرور فوقها كل فنان من المحيط إلى الخليج، لا المغاربة فقط.. فهذا المكان وسمٌ تاريخيٌّ ضمن مسيرة كل مبدع غنائيّ.." تقول لطيفة قبل أن تسترسل: "حضوري إلى المهرجان الدولي للثقافة الأمازيغيّة هو شرف لي، وأعتز بضمّ التواجد في موعد بثقل كبير إلى مساري الفني.. أمّا فاس فأنا أعشقها لأنها مدينة دالة بقوّة على المغرب كحال مجموعة من المدن العريقة مثل مراكش أيضا، وأبعث لكل العالم، من مدينة السلام والعلم والفقه والثقافة والعراقة والجمال، رسالة حبّ صادقة".