بعد التوقيع بالأحرف الأولى، في يوليوز الماضي بالصخيرات، على المقترح الأممي القاضي بإنهاء الأزمة الليبية بين مختلفات الفرقاء السياسيين في البلد المغاربي، حل بالرباط فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، الذي تم تعيينه نتيجة للمشاورات المستمرة لاستكمال الحلقات الأخيرة من جلسات الحوار الليبي بالمغرب. وحمل السراج، الذي تصدر لائحة حكومة الوفاق بليبيا المعلن عنها مطلع أكتوبر بالصخيرات، على لسان مبعوث الأممالمتحدة الأسبق، برناردينو ليون، كرئيس للوزراء، رسائل إيجابية ثمنت الدور المغربي في الحوار، حيث عبّر عن رغبة الليبيين في الاقتداء بالنموذج المغربي "لبناء الدولة الليبية الحديثة". المسؤول الليبي توقف عند الدور الذي تلعبه الرباط في إنجاح مسار "بناء ليبيا جديدة تنعم بالاستقرار"، خاصة بعد جولات الحوار التي استضافتها الصخيرات، وأثمرت اتفاقا سياسيا شاملا، حددت على إثره المؤسسات التي ستقوم بتدبير الشأن الليبي خلال مرحلة انتقالية تمتد على 12 شهرا، في الوقت الذي أعلن فيه السراج استعداده مواصلة المصالحة السياسية "طبقا لمخرجات حوار الصخيرات". المغرب، وعلى لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، لم يخف تفاؤله إزاء المرحلة القادمة، خاصة بعد تعيين مبعوث أممي جديد هو مارتن ليون، مشيرا إلى أن أبرز المؤشرات تتركز في كون "الظروف مواتية على مستوى الفاعلين من الإخوة اللبيين لتدبير النقط المتبقية"، و"لأن الوضع في ليبيا وفي المنطقة ككل لا يحتمل التأخير خاصة أمام التصاعد الخطير للممارسات الإرهابية". وأكد المغرب توفقه في نقل النزاع الليبي "من المواجهة الميدانية إلى طاولة الحوار وإلى بناء جسور الثقة بين الأطراف"، حيث أضاف مزوار أن جلسات الحوار التي استضافتها الصخيرات "مكنت من الخروج من منطق الإقصاء إلى منطق المصالحة والشراكة في تدبير الشأن الليبي"، مضيفا: "لمسنا طوال هذا المسلسل رصيد الثقة والتقدير اللذين يحظى بهما المغرب عند الليبيين". وتابع مزوار أن المغرب ترجم دعمه الثابت لتسوية الأزمة الليبية، بالحرص على وحدتها وسيادتها، "عبر الوقوف على مسافة واحدة من كل الفرقاء، والعمل إلى جانب الأممالمتحدة على التقريب بين وجهات النظر"، مؤكدا أن المرحلة القادمة تتطلب استكمال مخرجات حوار الصخيرات "بحل نهائي وتشكيل حكومة توافق وطني تعيد ليبيا إلى دورها الحيوي كدولة فاعلة في بناء الاتحاد المغاربي وتحقيق الاستقرار والتعاون في المنطقة". مزوار شدد على أن الحوار سيحرص على "تمكين الجميع، وبدون استثناء، من الاندماج في العملية والمشاركة الفعلية في المصالحة على قاعدة التوافق والديمقراطية وحقوق المواطنة المتساوية"، موردا أن الليبيين "برهنوا رغم حجم الصعوبات على روح وطنية عالية وإرادة قوية للخروج بليبيا من الوضعية الصعبة التي تجتازها".