في خضم الاستعدادات الحزبية للانتخابات البرلمانية التي سيعرفها المغرب في شهر أكتوبر المقبل، قال إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن حزبه لا يمكن أن يتحالف مع الأحزاب التي لا يتقاسم معها المرجعية نفسها، مبرزا سعي "البّام" إلى تصدر الانتخابات المقبلة. وحدد العماري، خلال حلوله ضيفا على مدرسة "HEM" بالدار البيضاء، عددا من المعايير التي على أساسها يمكن لحزب "الجرار" أن يعقد تحالفاته الانتخابية، وهي "الحفاظ على الهوية المغربية، وأن الدستور الذي توافق عليه جميع المغاربة يجب أن يبقى محترما لأنه لا يعقل أن يتم الحديث عن المناصفة في الدستور ونأتي للتطبيق فلا نجد تجليا لهذا المبدأ"، بحسب العماري الذي شدد، أيضا، على أن الحزب الذي سيتحالف معه يجب أن يكون متفقا على مسألة "فصل المساجد عن السياسة". الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أضاف أنه سيتحالف مع الأحزاب التي تتوافق معه على "ما يمكن أن نقدمه للشعب المغربي، لأنه إذا لم نتفق في مسألة التعليم وكيفية إصلاحه، فكيف سنتفق على تأسيس تحالف"، معتبرا أن التحالفات التي وقعت في المغرب "لم يكن فيها هذا الوضوح"، في إشارة إلى التحالف الحكومي الحالي الذي عرف تعديلات قبل الوصول إلى صيغته النهائية. وكشف العماري أن حزبه يشتغل حاليا على وضع رؤيته للعديد من القضايا الكبرى في المغرب، بما فيها التعليم والصحة والبطالة والشباب، "وسنعرض هذه الرؤية خلال الفترة المقبلة، وإذا لم نجد من يتقاسمها معنا فسنبقى في المعارضة إلى يوم يبعثون"، وفق تعبير المتحدث الذي، مع ذلك، لم يخف رغبة حزبه وسعيه إلى الحصول على المركز الأول في الانتخابات التشريعية المقبلة، وهو "مطلب مشروع لجميع الأحزاب" وفق تعبير الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة. رئيس جهة طنجة- تطوان- الحسيمة شدد على أن "الولوج في المغرب غير مرتبط بطبيعة النظام، سواء كان ملكيا أو جمهوريا"، معتبرا أن الذين يطالبون بالملكية البرلمانية، عليهم أن يعوا أن هذا النظام هو نتيجة لسيرورة، "ودستور 2011 فيه العديد من الأمور المميزة التي طبقنا منها القليل، وهذا لا يعني أن الحكومة لا تريد أن تطبقه". وعدد العماري الأمور التي تغيرت مع الدستور الحالي، "ومنها أنه في السابق كان الملك مقدسا، الآن الدستور لا ينص على كون الملك مقدسا. وتمت إزالة ظهير كل ما من شأنه الذي كان يقف وراء اعتقال السياسيين، وفي السابق عندما كنا نتحدث عن الملك كنا نتحدث همسا فقط"، معتبرا أن كل هذه الأمور "لا تنفي أنه يجب أن نزيد في السرعة، وأن نطالب بإصلاحات أكبر، والسياسي هو الذي يرى الظروف والزمان والمكان التي يوجد فيها ويتعامل على أساسها"، بتعبير الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة.