بعد الهجمات الإرهابية التي كان مطار أتاتورك بإسطنبول التركية مسرحا لها، والتي راح ضحيتها 41 قتيلا و239 جريحا، قامت وزارة الخارجية البريطانية بتعديل خريطة الدول الآمنة والمنصوح بزيارتها للبريطانيين. وصنفت الخريطة المنشورة خلال هذا الأسبوع من قبل وزارة الخارجية البريطانية المغرب كأبرز البلدان الآمنة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وعلى الدرجة نفسها مع دول أوروبا الغربية والبلدان الاسكندينافية، وكذا بعض الدول في القارتين الأمريكيتين، إلى جانب جنوب إفريقيا وعدد من الدول الآسيوية. ويبدو أن الهجمات الإرهابية التي عرفتها بعض الدول، وكذا الوضعية الأمنية غير المستقرة التي تعشيها بلدان بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قد خيمت على نصائح وزارة الخارجية البريطانية لمواطنيها؛ إذ اعتبرت مجموعة من الدول غير أمنة ولا ينصح بالسفر إليها على الإطلاق، كما هو الحال بالنسبة لموريتانيا وسوريا والعراق واليمن وليبيا. وحلت بلدان أخرى في درجة ثانية كبلدان أقل خطورة، لعل أبرزها الجزائر ومصر ولبنان والمملكة العربية السعودية والأردن، وهي بلدان لا ينصح بزيارة عدد من مناطقها، نظرا للتهديدات الإرهابية التي قد تواجه زائريها. في مقابل ذلك، جاء المغرب بلدنا منصوحا بزيارته، بالإضافة إلى عدد من البلدان الخليجية كقطر وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والكويت، وهذه بلدان لم تعرف تهديدات إرهابية كبيرة خلال السنوات الأخيرة على عكس البلدان الأخرى. وبالرغم من مرور أشهر على الهجوم الذي عرفه متحف باردو وكذا هجوم سوسة في تونس، إلا أن هذه الأخيرة لا تزال تصنف في قائمة الدول غير المنصوح بزيارتها بالنسبة للبريطانيين، وصنفت في المستوى الثاني ضمن الدول التي تواجهها التهديدات الإرهابية؛ إذ يعود هذا التصنيف أساسا إلى كون أغلبية الضحايا الذين سقطوا في هجوم سوسة من جنسية بريطانية، ما يجعل قطاع السياحة التونسي يعاني جراء انخفاض عدد السياح الأجانب الوافدين على تونس. وصنفت أفغانستان وبوروندي وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا وسيراليون والصومال وجنوب السودان على أنها دول غير منصوح بزيارتها، نظرا للمشاكل الأمنية التي تعاني منها بسبب النزاعات المسلحة والحروب الأهلية التي ترزح تحت وطأتها. وتفيد المعطيات المنشورة على الموقع الإلكتروني للخارجية البريطانية بأن ما يناهز 500 ألف من مواطنيها يزورون المغرب سنويا، ونصحت الراغبين في القدوم إلى المملكة بالأخذ بعين الاعتبار أن هذه الأخيرة بلد إسلامي، ما يقتضي احترام الشعائر والعادات المغربية. وذكّرت بأن آخر هجوم إرهابي تعرض له المغرب كان سنة 2011 بمدينة مراكش.