بحفل جامع لكلّ من فرقة "بَارَانسَا دِيل جِيكُو" الإيطاليّة وصالح الباشا ونعمان لحلو من المغرب جرى، في الساعة الأولى من اليوم الاثنين، إسدال الستار على الشقّ الفنّي من فعاليات الدورة ال12 من المهرجان الدولي للثقافة الأمازيغيّة الذي نظّم من طرف جمعية "فاس سايس" ومركز "جنوب شمال"، على مدى ثلاثة أيّام، بمدينة فاس. واستُبق الاختتام الرسميّ للتظاهرَة بإعلان المنظّمين، وشركائهم في جمعية "فاس سايس" ومؤسسة "روح فَاس"، جملة من التوصيات التي خلصت إليها الجلسات الأكاديميّة الستّ، بحضور خبراء مغاربة ودوليّون، متّصلة بشعار هذه السنة المحدد في: "الأمازيغيّة وثقافات المتوسّط: العيش المشترك". وصول الشق الموسيقي من برمجة المهرجان الدوليّ للثقافة الأمازيغيّة إلى نهايته جرى بتقديم فنّاني "برانسَا دِيل جيكُو" باقة من أغانيهم المرتبطة بالموسيقى الشعبيّة لجنوبإيطاليا، مازجة بين عذوبة النغمات وخفّة الرقصات لتقديم جوّ احتفاليّ مبهر لقاصدِي فضاء العروض ب"بَاب المَاكينَة" في فاس. المجموعة الموسيقيّة الإيطالية غنّت للسعادة من العاصمة العلميّة للمغرب؛ وقدمت عروضا نسجت على ضوء دراسة للتقاليد التي راكمتها ساكنة إيطاليا المطلّة على البحر الأبيض المتوسّط، مرتكزة على تجريب تداخل في النغمات بين آلات نفخ تقليديّة وأخرى وتريّة تساير عتاد ضبط الإيقاعات. حضور الموسيقى الأمازيغيّة في اليوم الأخير من المهرجان كان لمنطقة سوس وأغاني الفنّان صالح الباشا، المراكم تجربة غنائيّة مستمرّة منذ عقود.. وحضرت خلال هذه الفقرة جماليّة الألحان، التي قدّمها "ابن حَاحَا"، مخلوطة بوضوح الصور الشعريّة التي تفضي إليها الكلمات المتغنّى بها في إطار "فنّ الروايْس". وحرص "الرّايس الباشا"، المستلم درعا تكريميّا خلال التظاهرة، مثلما عهد عنه ضمن مثل هذه الحفلات الحيّة التي تلاقيه بالجمهور، على تقديم أغانيه الوازنة التي تتنوّع مواضيعها بين الابتهال والمحبّة، مرورا بالنضال من أجل نيل الحقوق والحفاظ على المكاسب؛ وهو ما صفق له كثيرا جمهور "باب المَاكِينَة". أمّا المتألّق نعمان لحلو فكان له وقع خاصّ على الحاضرين الذين طلبوا أداء حيّا لعدد من أغانيه الناجحة التي اشتهر بها خلال مشواره الفنيّ الممتدّ على المسافة بين مصر والمغرب، ومنها و"بلادي يا زين البلدان" و"الشاون" و"دار الضمانة" و"مراكش" و"الدار القديمة".. بينما خصّ نعمان الراحل محمّد الحيانِي بحضور رمزيّ حين أدّى، بطلب طفل من وسط الجمهور، رائعَة "بَارد وسخُون". وكان لافتا للانتباه حديث الفنان لحلو أمام جمهوره في فاس بقوله: "أشكر منظمي هذا المهرجان الجميل على دعوتهم التي تجعلنِي أكسر حظرا فرض عليّ منذ 20 عاما حتّى لا أغنيّ في مواعيد مماثلة بفاس"؛ مختارا أسلوب التلميح وهو يضيف: "مْنْعُونِي 3 ديَال النّاس، وَاحْد جْرَاوْ عْلِيه وجُوجْ مَازَالين"؛ ثمّ أعقب ذلك بأداء أغنيّة "احْنَا اوْلاَدْكْ يَا تَافيلاَلْت". وكان الختم مع تكريم الفنان المغربي نعمان لحلو، حيث تسلم درعا تذكاريا من موحي الناجي، مدير المهرجان، فيما تكلفت فاطمة بناني عن جمعية فاس سايس بتكريم المايسترو أحمد الشرقاني، وسط تصفيقات من حضروا لباب الماكينة في أخر سهرات المهرجان الدولي للثقافة الأمازيغية.