في إطار الاحتفال باليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج، والذي يخلد هذه السنة تحت شعار "شبابنا في الخارج، طاقات، تحديات ورهانات المستقبل"، نظمت عمالة إقليمبركان لقاءا تواصليا مع أفراد الجالية المغربية المقيمة ببلاد المهجر والتابعة لنفوذ الإقليم، وذلك من أجل الوقوف على اهتماماتهم وانشغالاتهم والبحث عن السبل الكفيلة لتسهيل اندماجهم في أوراش التنمية. وأكد عبد الحق الحوضي، عامل إقليمبركان، على دعمه الكامل لكل المبادرات الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأفراد الجالية، وكذا الالتزام بالوقوف إلى جانبهم وخدمة قضاياهم والعمل على تذليل كل الصعاب التي قد تحول دون تمكينهم من إنجاز مشاريعهم. ومن جملة التدابير المتخذة في هذا الصدد، أشار عامل إقليمبركان إلى خلق الشباك الوحيد الذي يتولى دراسة ملفات مشاريعهم الاستثمارية، ومنحهم الرخص المتعلقة بهذه المشاريع داخل أجل 48 ساعة بعد وضع ملفاتهم، بالإضافة إلى إحداث الخلية الإقليمية على مستوى العمالة التي تم وضعها رهن إشارتهم؛ حيث توصلت بما يفوق 200 شكاية همت في مجملها القضايا ذات الطابع الإداري وتم إنجازها في حينه. وبالموازاة مع ذلك، تم إحداث مكاتب فرعية لدى الإدارة الترابية والمصالح الخارجية لتلقي الشكايات والبن فيها في حدود الاختصاصات الموكولة لها. عامل الإقليم ذكر بالقيمة التي يحتلها هذا اليوم الوطني الذي يحتفى به منذ سنة 2003، والمتمثلة في توطيد الروابط بين المغاربة المقيمين بالخارج وبلدهم الأم وخلق فضاء للحوار بين المهاجرين ومختلف الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية، والذي يعتبر كذلك فرصة للتطرق لانجازات وتطلعات المغاربة الذين يعيشون في بلدان المهجر، وتسليط الضوء على مساهمتهم القيمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدهم الأصلي. وبهذه المناسبة تمت قراءة الفاتحة ترحما على روح المرحوم محمد الصايم، رئيس مؤسسة هولندا لمساعدة المهاجرين العائدين، واستحضار مناقبه والاعتراف بالخدمات الجليلة التي قدمها خلال مساره الجمعوي وانخراطه في الدفاع عن حقوق العمال المغاربة المقيمين بهولندا. وتطرقت مداخلات كل من نائب رئيس المجلس الإقليمي، ورئيس بلدية بركان، ورئيس المحكمة الابتدائية، إلى الجهود المبذولة من طرف كل الفاعلين لتحسين بنيات استقبال وتوجيه المغاربة المقيمين بالخارج، وتسوية ملفاتهم العالقة، وحل المشاكل التي تعترضهم أثناء فترة مقامهم بأرض الوطن بأسرع ما يمكن، وتبسيط المساطر الإدارية المرتبطة بقضاياهم، مشيرين، في هذا الصدد، إلى خدمة الشباك الإلكتروني الذي يسمح لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج بالتوصل بوثائق الحالة المدنية بالنسبة للمسجلين في مكاتب الحالة المدنية بإقليمبركان دون تحمل عناء ومشقة وتكاليف التنقل إلى مكاتب الحالة المدنية داخل المغرب وقنصلياته بالخارج. من جهتهم تطرق أفراد الجالية إلى مجموعة من القضايا التي تهم مغاربة العالم عامة، والشباب المهاجرين خاصة، والذين رغم الظروف العصيبة التي مروا بها في أرض الغربة، إلا أن كثيرين منهم استطاعوا، بفضل ثقافاتهم وكفاءاتهم، أن يقتحموا مختلف المجالات السياسية، والرياضية، والاجتماعية وغيرها، وتمكن عدد كبير منهم من تبوء مناصب عليا همت مراكز القرار في عدد من الدول المتقدمة، في حين اقتحم البعض الآخر عالم المقاولة والمؤسسات المالية والاقتصادية والتكنولوجيا الحديثة، كما برزت نجوم رياضية تهافتت عليها أعرق الأندية العالمية، دون إغفال دور هؤلاء الشباب المتميز في إنعاش الاقتصاد الوطني والتنمية المحلية. وتمحورت مداخلات عدد كبير من مغاربة العالم حول ضرورة تقوية الأداء العمومي لخدمة الجالية، والتنسيق بشأن قضاياها والتواصل معها والإنصات إليها، وتحسين الخدمات الإدارية الموجهة لفائدتها وكذا تحسيسها بالتطور الايجابي التي تعرفها المملكة في جميع المجالات، وحثها على المساهمة في الأوراش التنموية بشكل عام.