شهدت العاصمة الفرنسية باريس، يوم الأحد 11 ماي 2025، مظاهرة حاشدة ضد الإسلاموفوبيا، شارك فيها الآلاف استجابةً لدعوة عدد من التنظيمات التي نددت بتصاعد مظاهر العداء للمسلمين في فرنسا، كما جاءت الوقفة لتخليد ذكرى أبوبكر سيسي، الذي قُتل يوم 25 أبريل داخل مسجد بإقليم لو غار جنوب البلاد. وردد المتظاهرون، الذين قدّر عددهم من قبل الشرطة ب3700 شخص، بينما تحدث المنظمون عن 15 ألف مشارك، شعارات قوية مناهضة للتمييز العنصري ضد المسلمين، من بينها: "لا، لا للإسلاموفوبيا" و"ليس النساء المحجبات، ولا المسلمون، بل ريتايو من يجب عزله"، في إشارة إلى وزير الداخلية جيرالد دارمانان وريتايو الذي يُتهم بتغذية خطاب الكراهية ضد المسلمين. كما رفعت لافتات كتب عليها: "العنصرية تبدأ بالكلمات وتنتهي مثل أبوبكر"، في تذكير بمأساة الضحية. وحضر التظاهرة عدد من قادة حزب "فرنسا الأبية" (La France Insoumise)، ضمن تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة"، من بينهم جان-لوك ميلانشون، إيريك كوكريل، لويس بويار، أوريلي تروفى وآيمريك كارون، والذين شددوا على أن الجريمة التي راح ضحيتها أبوبكر سيسي تمثل دليلاً مأساوياً على تصاعد العداء ضد المسلمين في فرنسا. وفي كلمة خلال الوقفة، ندد النائب إيريك كوكريل بالوضع الراهن قائلاً إن "الإسلاموفوبيا تتصاعد بشكل لا جدال فيه، إلى درجة أن تؤدي إلى قتل رجل في مكان للعبادة"، محمّلاً وزير الداخلية مسؤولية خلق مناخ يشجع على التمييز، ومؤكداً للمسلمين في فرنسا أن "لن نتخلى عنكم". وبحسب إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية، فقد سجلت فرنسا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2025 زيادة بنسبة 72% في الأعمال المعادية للمسلمين مقارنةً بالفترة ذاتها من عام 2024، مع إحصاء 79 حالة. من جهته، عبّر ياسين بنيتو، الأمين العام لتجمع RED Jeunes وأحد منظمي المسيرة، عن قلقه من "الخوف الدائم" الذي بات يسيطر على أفراد الجالية المسلمة، محمّلاً خطاب بعض الساسة الفرنسيين مسؤولية نشر مناخ من العداء والتطبيع مع الكراهية. وشهدت مدن فرنسية أخرى تحركات مماثلة، حيث خرج نحو 400 متظاهر في ليل، و200 في ليون، و150 في مارسيليا، في وقت تتزايد فيه الدعوات لمحاسبة المسؤولين عن تغذية الإسلاموفوبيا، ولتحرك السلطات من أجل حماية المواطنين المسلمين ووضع حد لتنامي الاعتداءات ضدهم.