لم يفوت نشطاء أمازيغ فوز حزب العدالة والتنمية بصدارة انتخابات السابع من أكتوبر، وتعيين الملك محمد السادس لأمينه العام رئيسا للحكومة، دون توجيه انتقادات لاذعة للحزب الإسلامي، وصلت إلى درجة نعت بنكيران ب"الفاشي"، مع الدعوة إلى تنزيل التجربة المصرية أثناء عزل الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي. الناشط الأمازيغي منير كجي اختار وصف عبد الإله بنكيران، بالتزامن مع تعيينه رئيسا للحكومة، ب"الفاشستي الدهماء"، مضيفا أن لقاء جمعه به هذا الأسبوع بمقر السفارة الإسبانية بالرباط، في حفل وطني، وزاد: "كان هدفي الأساسي من ملاقاته هو تقديم من أحرق صورته ذات 16 يناير 2016 أمام المقر الجهوي لحزب العدالة والتنمية بأكادير، نتيجة سبه لأمازيغ سوس". ونقل كجي حوارا عابرا ب"الدارجة" جمعه برئيس الحكومة الذي بادره السؤال: "نتا هو؟.. نعم أنا هو! ما زال كاينا أسباب انك تكرهني؟"، ليتابع كجي: "مازال غادي نحرق صورتك"، ليرد بنكيران وهو يلقي ضحكته المعهودة: "الله اسامحك". أما رشيد زناي فوجه تهنئة لمن أسماهم "الأمازيغ الأحرار" على ما وصفه ب"الانتصار"، في إشارة إلى نسبة المشاركة الضعيفة في اقتراع السابع من أكتوبر، والتي حددتها وزارة الداخلية في 43%، مضيفا: "بلغت نسبة العزوف عن الانتخابات أكثر من 70%..هذه رسالة قوية للدولة"، بتعبيره. وأضاف الناشط الأمازيغي في حائطه على موقع "فيسبوك": "لتعلم الدولة أننا ساخطون على الوضعية التي وصلت إليها البلاد في جميع المستويات، من تعليم وصحة وقضاء .. وأننا رافضون لهذه المسرحية التي تمارس على الشعب الأمازيغي كل خمس سنوات"، مشددا على أن موقفه يأتي "احتجاجا على شرعنة نظام سياسي مستبد وبائد قائم على مراكمة الثروة والسلطة والتنصل من هموم المواطنين ومعاناتهم اليومية"، وفق تعبيره. عصيد: قوة الشارع ستسقط الحكومة الكاتب والناشط الحقوقي أحمد عصيد قال إن المغاربة سيعيشون خمس سنوات أخرى صعبة وثقيلة مع الحكومة القادمة التي سيقودها حزب العدالة والتنمية، مضيفا أن "القوة الوحيدة التي يمكن أن تواجه هذه الحكومة وتقف أمام سلطة صناديق الاقتراع هي قوة الشارع". واستدل الناشط الأمازيغي، في تصريح لهسبريس، على موقفه بالتجربة المصرية، ومرحلة إسقاط نظام الرئيس المعزول محمد مرسي، إثر حراك 30 يونيو 2013، بقوله: "في مصر، رغم صناديق الانتخاب برزت قوة الشارع واستطاعت أن تغير المعادلة"، موضحا أن الديمقراطية "ليست دوما صناديق الاقتراع، بل هي السياسة التي يحكم بها في السلطة". وتساءل عصيد: "هل يمكن للحكومة القادمة أن توقظ الشارع المغربي من سباته .. وهي التي نهجت تدابير خطيرة في السابق؟"، وزاد: "مع إعادة تنفيذ تلك التدابير في السنوات الخمس القادمة سنصبح أمام وضعية صعبة .. لقد رأينا كيف تم تمرير القوانين الهزيلة في البرلمان وهي التي التفت على الدستور"، ليشدد على أن "الاستمرار في هذه السياسة الحكومية قد يساعد على إيقاظ الحس الديمقراطي لدى الشارع المغربي بالضغط لحماية المكتسبات". في مقابل ذلك، كشف عصيد أن تصدر حزب العدالة والتنمية لانتخابات السابع من أكتوبر التشريعية يعد أمرا متوقعا، مبررا موقفه بقدرة الحزب الإسلامي الحفاظَ على كتلته الناخبة من خلال "التأطير الدائم عبر الجمعيات التابعة لحركة التوحيد والإصلاح التي تعد بالمئات والآلاف، والمنتشرة في عدد كبير من المدن القرى، والممولة تمويلا جيدا من المال العام، عبر وزارة العلاقات مع المجتمع المدني التي أتاحت للحزب خلق جمعيات أخرى". وتابع الناشط الحقوقي ذاته انتقاد العمل المدني لحركة التوحيد والإصلاح بالقول إن "الجمعيات المقربة من حزب العدالة والتنمية تتلقى أيضا تمويلا خارجيا، خاصة من قطر، بعد ما كشفه القيادي السابق في الحركة الأمين بوخبزة"، فيما أورد أن فوز "إخوان بنكيران" الانتخابي جاء أيضا "لأن عديدين من الناس البسطاء صوتوا عليه باعتباره 'محكوار'"، مضيفا: "الحزب استغل بشكل بشع أيضا العمل الخيري بتوزيع الأكباش والمواد الغذائية عوض برنامجه الانتخابي".