في إطار الجهود الرامية إلى غرس قيم الوسطية والاعتدال في نفوس الناشئة، ونبذ العنف والتطرف، أطلقت الرابطة المحمدية للعلماء جيل "الأطفال الرواد"؛ وذلك في لقاء احتضنه مقرها بالرباطد، بحضور جمع من الأطفال "الراود" والمهتمين بقضايا الطفولة. وأبرز أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في كلمة بالمناسبة، أهمية البناء التربوي والقيّمي للناشئة، مشددا على أهمية طرُق اكتساب المعرفة الصحيحة التي تؤهل أجيال الطفولة للقيام بالأدوار المنوطة بهم حالا ومستقبلا. وأكد عبادي أن ربط الأطفال بالقصص المرسومة والحكي، التي تراهن على بناء قيم قائمة على الريادة والتفكير الإبداعي وتعمل على تهذيب خيال ووجدان الناشئة، بات اليوم يكتسي أهمية قصوى في ظل تنامي دعوات التطرف والإرهاب. ودعا الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء إلى التركيز على البعد المتسم بالرسم والحكي القصصي المتصل بألعاب الفيديو والقصص المرسومة الحاملة للنظر الاستشرافي والمستقبلي الذي يجعل طفولتنا تتوق إلى عالم أفضل، متخلقة بأخلاق التسامح والبناء، ولا مكان فيه للعنف والإقصاء والكراهية. من جانبها، أكدت عائشة عبد الله، ممثلة مؤسسة "فونز فيتا"، على أهمية إعطاء الأطفال واليافعين الآليات التي تمكنهم من الإبداع، وإطلاق العنان لخيالهم، وغرس القيم الإسلامية البانية لديهم، من خلال سلسلة من القصص وألعاب الفيديو، مقدمة النموذج بما أنتجته حول الإمام أبي حامد الغزالي، وما أنجزته الرابطة المحمدية من قصص للأطفال حاملة لقيم نبيلة مصدرها الإسلام. وخلال هذا اللقاء، جرى توقيع اتفاقية شراكة بين الرابطة المحمدية للعلماء في شخص أمينها العام، أحمد عبادي، وبين ممثلة مؤسسة "فونز فيتا"، عائشة عبد الله. وتنص الاتفاقية على تبادل الخبرات والتجارب في مجال القصص الموجهة إلى الأطفال واليافعين، وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال لدى الناشئة، وغرس القيم البانية، المسعفة في تحقيق السلم والوئام، ونبذ العنف والتطرف. اللقاء عرف أيضا تقديم مشروع قصص مصورة أنجز حول كتاب "إحياء علوم الدين" للإمام الغزالي، والسيرة النبوية للقاضي عياض المالكي. كما قدم مجموعة من الأطفال "الرواد"، التابعين لنوادي وحدة "الفطرة" بالرابطة المحمدية، مداخلات باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، همت بالأساس عرض دور نوادي الفطرة، ومشاريعها المنجزة والمستقبلية، والهادفة إلى تحصين أجيال المستقبل من خطر الأفكار المتطرفة، وغرس القيم النبيلة المستقاة من روح الشريعة الإسلامية السمحة، في سبيل تحقيق مختلف تطلعات واهتمامات الناشئة باعتبارهم رجال الغد وقادة المستقبل.