تناولت الصحف الصادرة بأوروبا الغربية اليوم الثلاثاء عدة مواضيع منها على الخصوص رد فعل البلدان الأوروبية على تصريحات الرئيس الامريكي المنتخب، دونالد ترامب، بشأن الاتحاد الأوروبي، ومؤتمر باريس حول الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. ففي إسبانيا، خصصت الصحف أبرز عناوينها لرد فعل أوروبا بعد تصريحات الرئيس الامريكي المنتخب، دونالد ترامب، والسباق نحو زعامة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، والتهديدات الرئيسية لأمن إسبانيا. وكتبت (إلباييس) أن فرنساوألمانيا أكدتا على وحدة أوروبا أمام تصريحات دونالد ترامب الذي انتقد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وأن مصير الأوروبيين بين أيديهم، لاسيما بعد إشادة الرئيس الامريكي المنتخب بالبريكسيت، وتأكيده أن حلف شمال الأطلسي بات منظمة عفا عنها الزمن. أما (إلموندو) فأوردت أن شخصيات من الحزب الاشتراكي، المعارضة للسياسة الحالية للحزب، دعت الأمين العام السابق، بيدرو سانشيز، لدعم ترشيح رئيس جهة الباسك السابق، باتشي لوبيز، لقيادة الحزب، وعدم الترشح للانتخابات التمهيدية لتجنب تشتت الأصوات، خاصة مع الترشح المتوقع لسوزانا دياز، رئيسة جهة الأندلس. وفي سياق آخر نشرت (لا راثون) مقابلة مع مدير مركز الاستخبارات الاسباني، فيليكس سانز رولدان، الذي أكد إن إسبانيا تعاني من هجمات إلكترونية تهدف للتأثير على الرأي العام، على غرارا ما وقع في الولاياتالمتحدة، معتبرا أن عودة الجهاديين الإسبان، بعد الهزائم المتتالية ل"داعش" في الشرق الأوسط، يشكل أكبر تهديد لأمن إسبانيا. وفي ألمانيا اهتمت الصحف اليوم بردود الفعل حول الانتقادات التي وجهها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للدول الأوروبية في تصريحات صحفية. فكتبت صحيفة (إيمدر تسايتونغ) أن "الأجواء ساخنة " بعد تصريحات دونالد ترامب خاصة الانتقادات اللاذعة التي وجهها للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) وإلى بعض شركات صناعة السيارات العالمية خاصة منها الألمانية التي هددها بفرض رسوم تصل نسبتها إلى 35 في المائة من قيمة كل سيارة تدخل إلى السوق الأمريكية. من جانبها اعتبرت صحيفة (ميتلبيريشه تسايتونغ) أن منطقة الغرب هشة ولا أحد يعرف ما سيحصل في الحقيقة إلا أنه ، وفق الصحيفة ، حان الوقت لأن يوقف دونالد ترامب حملاته ويتحول إلى وضعه الطبيعي كرئيس للولايات المتحدةالأمريكية. أما صحيفة (تييريشه فولكسفرويند) فترى أن ترامب ليس لديه حس دبلوماسي وليس له بعد نظر ولا ينتمي لفئة رؤساء الولاياتالمتحدة الذين يتهيؤون لتحمل مسؤولية المنصب في وقت مبكر . ووفق صحيفة (فولكسشتيمه) فإن كل ما قاله ترامب وتعهد به قد توافق عليه حكومته وفي أبعد تقدير يقره الكونغرس ، لذلك على الأوروبيين أن يكونوا في حالة تأهب مشيرة إلى أن أفضل أمر يمكن ان تقوم به الدول الأوروبية هي أن تتكاتف وتوحد جهودها لمواجهة ما قد يأتي من ترامب. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف بانتخاب رئيس البرلمان الأوروبي الجديد اليوم الثلاثاء، حيث تساءلت (لوسوار) عن إمكانية نجاح مرشح اليمين ويمين الوسط للحزب الشعبي الأوروبي بالبرلمان الأوروبي الإيطالي أونطونيو تاجاني، مشيرة إلى أن أن الحزب الشعبي الأوروبي نجح في جلب اهتمام رئيس مجموعة الليبراليين والديمقراطيين غي فيروفستاد ومناهضين أوروبيين بريطانيين من الحزب المحافظين والإصلاحيين. وبالنسبة ل(لاليبر بلجيك) فإن الرهان مفتوح على جميع الاحتمالات، ولا أحد يبدو قادرا على الحصول على الأغلبية المطلقة في الجولة الأولى التي ستنعقد في جلسة مفتوحة بستراسبورغ. من جانبها، اعتبرت (لوفيف) أنه منذ 1979، تاريخ أول انتخابات عن كريق الاقتراع العام بالبرلمان الأوروبي، والحزب الشعبي الأوروبي والاجتماعيين الديمقراطيين يتوصلون إلى اتفاق لتقاسم السلطة، باستثناء الولاية التشريعية من 1999 – إلى 2004 عندما اتفق الحزب الشعبي الأوروبي مع الليبراليين. وفي إيطاليا، واصلت الصحف اهتمامها بالجدل القائم بين روماوبرلين حول الاستخدام المحتمل من قبل المجموعة الايطالية الامريكية " فيات كرايسلر" للسيارات ، لجهاز إخفاء أو خفض الانبعاثات الملوثة. وكتبت صحيفة (لا ريبوبليكا) أن الحكومة الألمانية تصر على أن مجموعة " فيات كرايسلر" للسيارات استخدمت جهازا لإخفاء أو خفض انبعاثات ملوثة على سياراتها ، مضيفة أن برلين من خلال المتحدث باسم وزارة النقل قالت ان ايطاليا " لا ترد على اعتراضاتنا ولا على تلك الصادرة عن الاتحاد الأوروبي". وقالت الصحيفة إن وزارة البيئة الألمانية طلبت من الاتحاد الأوروبي منع بعض نماذج فيات ، متهمة الصانع الإيطالي الأمريكي بأنه أخفى برنامج للتحكم في انبعاثات الغازات الملوثة. وتحت عنوان "مبارزة مع برلين بخصوص السيارات"، أوردت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) رد فعل وزير النقل الإيطالي ديلريو غرازيانو الذي أكد أن الاختبارات أظهرت أنه" لا يوجد أي جهاز غير مشروع "على سيارات فيات كرايسلر. وأشار الوزير إلى أنه "على سلطة الموافقة في كل بلد أن تقرر ما إذا كان أي جهاز شرعي أم لا". وفي بريطانيا اهتمت الصحف باستراتيجية خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. إذ كتبت (الديلي تلغراف) أن البريطانيين ينتظرون هذه الاستراتيجية، التي يتوقع أن تكشف عنها رئيسة الوزراء، ماي في، اليوم الثلاثاء، والتي تريد من خلالها "شراكة جديدة متساوية" وليس شيئا آخر. وبحسب (الغارديان)، فإن السيدة ماي قد تعلن الانسحاب المرتقب من السوق الموحدة والاتحاد الجمركي ومحكمة العدل الأوروبية لاستعادة مراقبة الهجرة الأوروبية، التي تشكل أولوية الأولويات بالنسبة للندن، لكن مع الإبقاء على المملكة المتحدة "منفتحة على العالم"، وتوقيع اتفاقيات التجارة الخاصة بها مع دول الكومنولث، وعمالقة آسيا والولاياتالمتحدة. يتبع. وفي سياق متصل أشارت (الديلي إكسبرس) للدعم الذي تلقته السيدة ماي من الرئيس الامريكي المنتخب، دونالد ترامب، الذي أعلن عزمه إبرام اتفاق تجاري مع المملكة المتحدة "في أقرب وقت ممكن"، وذلك بعد خروجها من الاتحاد الاوروبي. أما (الفاينانشال تايمز)، فعادت لتحذير وزير الاقتصاد البريطاني، فيليب هاموند، للاتحاد الأوروبي من أن المملكة المتحدة قد تلجأ لإغراق مالي ل"استعادة القدرة التنافسية" في حال لم تحصل بلاده على الولوج الذي تريده للسوق الأوروبية الموحدة، إلى جانب مراقبة الهجرة. وفي البرتغال، اهتمت الصحف، بدورها، بردود فعل القادة الاوروبيين على انتقادات الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، وموجة البرد التي تجتاح البلاد. وكتبت (دياريو دي نوتيسياس)، تحت عنوان "القادة يردون على ترامب بإن الاتحاد الأوروبي سيظل متحدا"، أن هناك توتر في الأجواء، وأن القادة الأوروبيين لا يخفون تذمرهم من تصريحات دونالد ترامب الأخيرة، مشيرة إلى تصريح وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، أمس الاثنين، الذي قال فيه "إن أفضل رد يمكن أن تقدمه أوروبا هي أن تستمر متحدة". أما صحيفة (بوبليكو) فذكرت أن درجات الحرارة القصوى، العالية جدا أو المنخفضة جدا، تقتل في المعدل 1500 شخص سنويا بالبرتغال، مشيرة إلى أنه لا توجد أرقام بالنسبة لهذه السنة، لكن المدير العام للصحة، فرانسيسكو جورج، صرح أمس الاثنين أن داء الأنفلونزا بلغ ذروته، وأن معدل الوفيات لن يكون أعلى مما كان عليه في السنوات السابقة. وفي فرنسا اهتمت صحيفة (لوموند) بالمؤتمر الدولي حول السلام بالشرق الاوسط الذي نظم الاحد بباريس بمشاركة ممثلي ازيد من سبعين بلدا ومنظمة دولية، مشيرة الى المخاطر التي تشكلها سياسة الرئيس الامريكي المنتخب ، دونالد ترامب على النزاع الفلسطيني الاسرائيلي وخاصة التأثير المدمر لنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس ، الذي ظل حبيس الاذهان ولم تتم الاشارة اليه في النص النهائي . واضافت الصحيفة ان البيان الذي تم اصداره عقب المؤتمر ،دعا الاسرائيليين والفلسطينيين الى اظهار التزامهم من اجل حل الدولتين، مبرزة انه على الرغم من ان المجموعة الدولية الممثلة في باريس جددت التأكيد على التزامها بهذا الحل فانها لم تشكل كتلة ذلك ان بعض البلدان لا ترغب في التفريط في الادارة الامريكية القادمة. من جهتها كتبت صحيفة (ليبراسيون) ان الرئيس دونالد ترامب بدا كأنه يقطع مع الاتحاد الاروبي وادارة اوباما في مجالات التجارة الخارجية والدفاع والدبلوماسية. وقالت الصحيفة ان الذين يأملون في تغير اسلوب دونالد ترامب خاصة في المجال الدبلوماسي يجب ان يجدوا الاسباب ، معتبرة انه سيعتمد في السياسة الخارجية الاسلوب نفسه الذي نهجه في الحملة الانتخابية.