لم تفوت نقابة الاتحاد المغربي للشغل فرصة اجتماع قيادتها بالبيضاء دون انتقاد حالة "البلوكاج" الحكومي التي لازال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين، يتخبط فيها بسبب عجزه حتى حدود اليوم عن تشكيل السلطة التنفيذية. ونددت نقابة الميلودي موخاريق بحالة "الفراغ السياسي على المستوى الحكومي"، التي تزيد بحسبها "من تأزيم الوضع الاجتماعي، الذي مازال يعيش تأثيرات القرارات اللاشعبية للحكومة المنتهية صلاحيتها في ما يخص الهجوم على القدرة الشرائية لكل فئات الجماهير الشعبية والتراجع عن المكتسبات الاجتماعية، خاصة ملفات الزيادة العامة في الأجور، والتقاعد والتعاضد، وإجمالا تجميد الحوار الاجتماعي". وقال موخاريق، في تصريح لجريدة هسبريس: "الفراغ السياسي له تأثير جد سلبي على الاقتصاد الوطني؛ ذلك أن أرباب شركات ومستثمرين يشتكون خلال لقائنا بهم من أن وزراء حكومة تصريف الأعمال لا يتخذون أي قرار في صالحهم". وشدد الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل على أن غياب الحكومة إلى حد الساعة له تأثير أيضا على المستوى الاجتماعي، مضيفا: "هناك فوضى اجتماعية، إذ تتميز الأوضاع بالهجوم الشرس على حقوق ومكتسبات المأجورين في كل القطاعات، ولا أحد يتفاعل مع مراسلاتنا، وعلى رأسهم رئيس الحكومة". وأضاف موخاريق: "السلطة الحكومية غائبة، وهناك تسريح لمئات العمال بسبب ممارستهم حق تأسيس نقابة، مع انعدام محاور في قضايا كبرى تهم الطبقة العاملة؛ بينما الكل منهمك في المساومات السرية والحسابات السياسوية من أجل كسب المناصب الوزارية، ولا أحد يعير اهتماما للمصلحة العليا للبلاد". وأكدت النقابة المشار إليها، في بيان لها عقب اجتماعها بالدار البيضاء، على "استعجالية الاستجابة للمطالب الاجتماعية"، مؤكدة أن "أي حكومة منتظرة لا تلبي المطالب والمطامح المشروعة للطبقة العاملة، ولا تعيد للحوار الاجتماعي قيمته ومصداقيته، ولا توقف التدهور المستمر في القدرة الشرائية، ولا تحترم الحريات النقابية، لا يمكن أن تحظى بثقة الطبقة العاملة المغربية ومنظمتها النقابية الأصيلة الاتحاد المغربي للشغل". وثمنت النقابة ذاتها "عودة المغرب القوية إلى مكانته الطبيعية والتاريخية داخل هياكل منظمة الاتحاد الإفريقي"، مؤكدة مواصلة لعب أدوارها التاريخية وسط الحركة النقابية لإفريقيا ومجتمعها المدني، "خدمة لقضايانا الوطنية والمصالح المشتركة للطبقة العاملة الإفريقية".