اهتمت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية، على الخصوص بتبرئة الرئيس الحالي لجهاز المخابرات الأرجنتيني، غوستافو أريباس، من تهم تلقي رشاوي من قبل شركة أودربريشت البرازيلية العملاقة للبناء، والتي تورطت في فضائح رشاوى بعدد من البلدان مقابل الحصول على صفقات مشاريع بهذه الأخيرة، وكذا بتوقعات نمو الاقتصاد الأرجنتيني، وبالأزمة الفنزويلية. فبالأرجنتين، أبرزت صحيفة "أمبيتو فينانسييرو" أن الادعاء العام الفيدرالي قرر الحفظ النهائي لملف التحقيق الذي كان فتحه القضاء ضد رئيس الوكالة الفيدرالية للاستخبارات، غوستافو أريباس، على إثر الشكوى التي رفعتها ضده إحدى النائبات البرلمانيات حول احتمال تلقيه رشاوي عبارة عن مبالغ مالية تم تحويلها لحساب يعود له في سويسرا من قبل شركة "أودربريشت" البرازيلية العملاقة للبناء، وذلك بعدما أثبت التحقيق براءة المسؤول من الاتهامات الموجهة إليه. وأشارت اليومية إلى أن التحقيق أكد أن الأمر يتعلق بالفعل بتحويل مبلغ بقيمة 70 ألف دولار كمقابل لبيع أريباس عقارا للشرطة البرازيلية، مثلما كان صرح هذا الأخير خلال مثوله في فبراير الماضي أمام البرلمان على إثر الاتهامات الموجهة إليه، حيث أكد حينها أن الاتهامات الموجهة إليه تدخل في إطار "مناورة للمس بشخصه". وفي موضوع آخر، ذكرت يومية ''إنفوباي" أن وكالة التصنيف الائتماني "موديز" توقعت أن يحقق الاقتصاد الأرجنتيني، الثالث في أمريكا اللاتينية نموا بواقع 3 في المائة خلال السنة الجارية و5ر3 في المائة العام المقبل، وحذرت، في المقابل، من تراجع الدولار بشكل ملحوظ خلال السنة الجارية ومن "المخاطر العالية" بالنسبة لسيولة الشركات في ظل التعرض لارتفاع المديونية بالعملة الأجنبية. وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أن وكالة التصنيف الائتماني أكدت، على لسان نائبة رئيسها، فيرونيكا أميندولا، أن مخاطر السيولة لدى الشركات الأرجنتينية ستبقى مرتفعة على الأقل حتى منتصف السنة المقبلة، نتيجة الولوج المحدود إلى أسواق السندات وغياب التمويل المحلي على المدى الطويل. وبالبرازيل، تطرقت الصحف المحلية، على الخصوص، للأحكام القاسية التي صدرت في حق ثمانية برازيليين أدينوا بتشجيع الإرهاب والتخطيط لهجمات خلال دورة الألعاب الأولمبية ريو 2016، وبتطورات الوضع في فنزويلا. فقد أوردت صحيفة "أو غلوبو'' أن القضاء البرازيلي أصدر أحكاما بالسجن لمدد تتراوح بين خمسة أعوام و15 عاما في حق ثمانية أشخاص أدينوا "بتشجيع أعمال إرهابية" لتنظيم "داعش" الإرهابي والتخطيط لهجمات خلال دورة الألعاب الأولمبية التي احتضنتها مدينة ريو دي جانيرو في غشت 2016. وأشارت الصحيفة إلى أن الأحكام، التي صدرت عن إحدى محاكم مدينة كوريتيبا وطالت المشتبه فيهم الذين تم توقيفهم خلال أولمبياد ريو 2016، هي الأولى التي تصدر في إطار القانون الجديد لمكافحة الإرهاب الذي وقعته في مارس 2016 الرئيسة السابقة ديلما روسيف تمهيدا للتظاهرة الرياضية العالمية. من جهتها، ذكرت صحيفة "فوليا دي ساو باولو" أن البرازيل وسبعة دول أمريكية لاتينية أخرى أدانت في بلاغ مشترك العنف ضد المدنيين في فنزويلا، التي تشهد احتجاجات ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو للأسبوع الخامس على التوالي، والتي خلفت حتى الآن نحو 40 قتيلا. وأشارت الصحيفة إلى أن البرازيل والأرجنتين وكولومبيا وكوستاريكا وغواتيمالا والهندوراس والمكسيك والباراغواي أدانت، في بلاغ مشترك، "الاستخدام المفرط للقوة" من قبل سلطات فنزويلا ضد المحتجين المدنيين، وتصاعد العنف في هذا البلد وحثت الحكومة الفنزويلية على احترام حقوق الإنسان. وفي الشيلي، توقفت يومية "لا تيرسيرا" عند الأحداث التي شهدتها فنزويلا بين الشرطة وطلبة الجامعات الذين كانوا يحتجون ضد الرئيس مادورو، وكذا عند السياسة الخارجية الأمريكية. وذكرت اليومية أن طالبا قتل خلال تجمع عام في جامعته شمال البلاد، وفق ما ذكرت النيابة العامة التي تحدثت عن إصابة ثلاثة طلبة آخرين بجروح، مشيرة إلى أن الضحية (33 عاما) كان يشارك في تجمع للطلاب، وفي نهاية التجمع، اقترب منه أحد المشاركين وأطلق عليه النار مرارا، ثم فر على متن دراجة نارية". وأشارت إلى أن مقتل الشاب رفع عدد قتلى الاحتجاجات التي يشهدها البلد الأمريكي الجنوبي في ظل الأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية الحادة التي يعيشها، إلى ما لا يقل عن 35 قتيلا و717 مصابا منذ اندلاع الاحتجاجات في الأول من أبريل المنصرم. من جانبها، اهتمت صحيفة "إل ميركوريو" بالسياسة الخارجية الأمريكية، حيث كتبت، تحت عنوان "السياسة الخارجية لترامب تتبدى مع الإعلان عن جولته الأولى"، أن دونالد ترامب سيزور، في أول سفر له خارج البلاد بصفته رئيسا للولايات المتحدة، كلا من المملكة العربية السعودية وإسرائيل والفاتيكان، حيث سيستقبل يوم 24 ماي الجاري من قبل البابا فرانسيس. وأشارت إلى أن ساكن البيت الأبيض أبدى تفاؤله خلال استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مضيفة أن هذه التنقلات الثلاث تنضاف إلى حضوره الذي سبق الإعلان عنه، في قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل في 25 ماي وفي قمة صقلية يومي 26 و27 من هذا الشهر.