تَستَمِر لُعبة الشدِّ والجذب بين الحسين الوردي الذي استهل ولايته الحكومية الثانية على رأس وزارة الصحة، وحركة الممرضات والممرضين من أجل المُعادلة، الذين يقاطعون العمل بجميع مصالح مستشفيات المملكة على مدى يومين مُتتاليين، باستثناء أقسام الإنعاش والمستعجلات. وسجل المجلس الوطني لحركة الممرضين من أجل المعادلة استياءه الكبير بسبب ما اعتبره "التعاطي السلبي لوزير الصحة القديم/الجديد مع ملف الممرضين المجازين المقصيين تعسفا من حقهم المشروع في المعادلتين الإدارية والعلمية لدبلوماتهم"، متهما الوزير ب "محاولته تلميع صورته أمام الرأي العام، في استهتار تام بحقوق الأسرة التمريضية". عبد المالك أولاد الشيخ، المسؤول الإعلامي بحركة المُمرضين من أجل المُعادلة، أبرز، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المُمرضين يعيشون حالة من الفَخر بمستوى وعي الإطار التمريضي المغربي وإلمامه بحُقوقه، بالإضافة إلى تَموقُعِه نقابيا وحزبيا وداخل المؤسسة الصحية، إلى حين إثبات وزنه الحقيقي بالمنظومة. وعن أجواء الإضراب الوطني الممتد على مدى يومين، أبرز المُتحدث أن الموعد النضالي يتزامن وتنظيم اعتصامات ومسيرات جهوية تعرف مشاركة كبيرة، موضحا أن الشباب المنتسبين للحركة استَطاعوا إيصال رسالة إلى المسؤولين مفادُها أنهم مُستعدون للبقاء في الشارع مَدعومين بالإعلام والنقابات والأحزاب السياسية والبرلمانيين إلى حين تَحقيق مطالبهم، لافتا إلى أن الممرضين "اعتمدوا على حماسهم الشبابي وحكمة الممرضين من قدماء المناضلين"، على حد قوله. ولفت المتحدث إلى أن المسيرة الوطنية الاحتجاجية تأتي تزامنا مع اليوم العالمي للممرضين، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يحتفي خلاله المنتظم الدولي بالممرضين عبر العالم، يعيش الممرض المغربي على وقع الاحتجاج والإضراب وهدر الحقوق. وشدد على أن المعادلة العلمية لن تكون إلا عبر "قرار وزاري يصدر بالجريدة الرسمية، فضلا عن عقد اتفاقية شراكة بين وزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية والتَّكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، تخول لخريجي المعاهد الترشح للماستر كما هو معمول به بالنسبة إلى خريجي النظام الجديد". وأفاد بيان للحركة بأن وزير الصحة "لم يُكلِّف نفسه ولو دقيقة للاجتماع مع الحركة منذ خروجها للاحتجاج في يوليوز 2015"، مفندا ما قال إنه "ادعاءات الوزير بأن الحركة تطلب فتح المجال لما يقرب 27 ألف ممرض للتسجيل دفعة واحدة بماستر العلوم التمريضية"، موضحا أن التسجيل بهذا السلك "لا يمكنه أن يختلف عن نُظرائه بالجامعات المغربية". ويخوض الممرضون إضرابا وطنيا في قطاع الصحة لمدة 48 ساعة، باستثناء المستعجلات والإنعاش، مصحوبا باعتصامات إقليمية أمام المندوبيات لمدة 12 ساعة خلال اليوم الأول، ومسيرة وطنية تنطلق من وزارة الصحة في اتجاه البرلمان في اليوم الثاني من الإضراب، الذي يأتي تزامنا مع اليوم العالمي للممرض الذي يخلده المنتظم الدولي في 12 من ماي.