يتطلع سكان دوار تامسنيت بجماعة الرتبة في إقليمتاونات إلى السماء مترقبين، في أي لحظة، وصول جثمان ابن قريتهم الجندي عبد الجليل الزيتوني، من مواليد 1985، الذي ستحمله طائرة هليكوبتر تابعة للقوات المسلحة الملكية إلى مسقط رأسه، حيث سيوارى بمقبرتها الثرى؛ وهو الذي لبى نداء ربه، يوم السبت الأخير، في اعتداء استهدف التجريدة المغربية بمدينة "بانغاسو" بجمهورية إفريقيا الوسطى، العاملة ضمن بعثة الأممالمتحدة إلى هذا البلد الإفريقي المضطرب. ويخيم الحزن على قرية تامسنيت وعلى كل تراب جماعة الرتبة إثر هذا المصاب الجلل؛ فلا حديث بين سكان المنطقة إلا عن مناقب الراحل الذي كان، قيد حياته، معينا وعضدا لوالديه وزوجته الحبلى في شهرها الثالث، التي كان ينتظر منها مولوده الأول، ليؤنس وحدة شريكة حياته التي كانت ظروف العمل تفرض عليه الابتعاد عنها طويلا. ولازالت أفواج المعزين، كما عاينت هسبريس، تصل إلى منزل أسرة الراحل الذي تتواصل به التحضيرات، على قدم وساق، للإعداد لجنازة الراحل، حيث تم نصب عدة خيم بجوار بيت العزاء وصيانة المسلك الطرقي المؤدي إليه؛ فضلا عن تجهيز القبر الذي سيوارى فيه جثمان الراحل. وتشرف على ترتيب إجراءات الدفن الرسمية المسؤولة عن المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية بتازة، والتي حلت بالمنطقة رفقة عدد من مساعداتها، وذلك بالتنسيق المباشر مع قائد سرية الدرك الملكي بقرية ابا محمد، ورئيس دائرة بني زروال وقائد ملحقة ودكة؛ فيما تكلفت جماعة الرتبة بتوفير الوسائل المادية والبشرية لإنجاح هذه العملية، خاصة تعبئة أعوان الجماعة للقيام بمختلف الأشغال اللازمة للإعداد للجنازة. إلى ذلك، وصف عبد الحق أبو سالم، رئيس جماعة الرتبة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، عبد الجليل الزيتوني ب"فقيد المغاربة قاطبة"، "خاصة أنه كان في مهمة نبيلة، تتمثل في حفظ السلم بدولة إفريقيا الوسطى"، حسب تعبيره، مبرزا أن هناك تضامنا منقطع النظير من طرف سكان المنطقة مع عائلة الفقيد. ووصف رئيس جماعة الرتبة المنطقة التي ينتسب إليها الراحل بمشتل للقوات المسلحة الملكية وللمقاومة، ذاكرا أنها قدمت شهداء ولازالت في سبيل الوطن، مضيفا: "الخبر نزل على أسرة الضحية كالصاعقة، وخفف منه التضامن الكبير، الرسمي والشعبي، الذي لاقته الأسرة.. وكلما طال انتظار وصول جثمان الشهيد لازمنا الألم والترقب". ومنع قائد ملحقة ودكة جريدة هسبريس من لقاء عائلة الضحية، وذلك، حسب قوله، تطبيقا منه لتعليمات صادرة عن "جهات عليا" لم يذكرها بدقّة، وألح على والد الفقيد وأقاربه على عدم الحديث إلى الصحافة.