احتراق 50 هكتاراً من البلوط الفليني بإقليم تازة

أياماً قليلة بعد اندلاع حريق بغابات كاب سبارطيل والسلوقية ومديونة بطنجة، شهد إقليم تازة ابتداءً من الأربعاء الماضي حريقاً أتى على أكثر من 50 هكتاراً من غابات البلوط الفليني، في وقت يشهد الإقليم ارتفاعاً غير مسبوقاً لدرجات الحرارة، التي تجاوزت الأربعين.
وحسب ما عملت به هسبريس من المديرية الجهوية للمياه والغابات بتازة، فقد اندلع الحريق يوم الأربعاء حوالي الساعة الثالثة والنصف زوالاً بمنطقة غابوية تقع بين بني سراج وكوان، وهي منطقة معروفة بالبلوط الفليني.
وقال هشام الزاهيدي، المدير الجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر للجهة الشمالية الشرقية بتازة، في تصريح لهسبريس، إن الغابة تضم أيضاً بعض الأعشاب الثانوية التي كانت سبباً في سهولة انتشار الحريق، إضافة إلى نوعية تضاريس تجعل التدخل صعباً.
ومنذ اليوم الأول من اندلاع الحريق، سارعت مصالح الوقاية المدنية والمياه والغابات والقوات المساعدة والدرك الملكي والسلطات المحلية، وبعض الساكنة، إلى العمل على إخماده.
لكن سرعة انتشار الحريق جعل السلطات تنتقل إلى المرحلة الثانية عبر طلب دعم القوات المسلحة الملكية، التي ساهمت بطائرات مُخصصة لهذا الغرض، لتتبع ألسنة النيرات التي انتشرت في مختلف الاتجاهات بفعل الرياح.
التدخل الجوي بدأ الأربعاء ليلاً بطائرات مخصصة، واستمر طوال أمس الخميس، وصباح اليوم الجمعة، إذ أشار المسؤول إلى أن الوضعية حالياً تتجه إلى السيطرة على الحريق نهائياً.
وقدر الزاهيدي المساحة المؤقتة التي أتت عليها ألسنة النيران في حدود ما بين 50 و55 هكتاراً، وقال إن "هذه المساحة تضم مقاطع لم تصل إليها النيران، لكن المساحة الحقيقية سيتم التحقق منها بعد الانتهاء من الحريق عبر إعداد تصميم له".
وقال الزاهيدي إن أسباب الحريق غير معروفة إلى حد الساعة، مشيراً إلى أن ما يتم التركيز عليه حالياً هو إطفاؤه نهائياً من قبل فرق التدخل؛ فيما يقوم الدرك الملكي بالتحريات اللازمة في الموضوع.
وأشار المسؤول ذاته إلى أن اندلاع النار في الغابة تزامن مع ارتفاع في درجة الحرارة بإقليم تازة منذ يوم الأربعاء، وهو العامل، ضمن عوامل أخرى، الذي جعل التدخل صعباً وانتشار الحريق سهلاً.
وتوجد الغابة التي اندلع فيها الحريق في النفوذ الترابي لجماعة الصميعة، التابعة لدائرة تاهلة بإقليم تازة؛ أما بخصوص التقسيم الإداري الغابوي فهي تابعة لمركز المحافظة بتاهلة التابع للمديرية الإقليمية للمياه والغابات بتازة.
وتشهد غابات إقليم تازة سنوياً حرائق مختلفة من حيث درجاتها. ويرجع آخر حريق سجل في المنطقة إلى سنة 2013؛ فيما شهدت غياثة الغربية بالإقليم نفسه اندلاع حريق الأسبوع الماضي.
ويصل الغطاء الغابوي في إقليم تازة إلى 210 آلاف هكتار، ما يمثل 30 في المائة من مساحة الإقليم، وهو غطاء غابوي متنوع يضم جميع الأصناف من الحلفاء والأرز والبلوط الفليني.
وقال الزاهيدي إن مصالح المندوبية تقوم كل موسم صيف باتخاذ إجراءات أهمها التحسيس وإعداد برامج للتدخل الاستباقي، وتعيين حراس للمراقبة منتشرين في مجموع النقط الحساسة في الإقليم.
كما يعقد، قبيل كل موسم صيف، اجتماع إقليمي برئاسة عامل الإقليم من أجل وضع مخطط عمل والوقوف على الإمكانيات المتوفرة والمناطق الحساسة وكيفية التدخل.
جدير بالذكر أن حصيلة الحرائق التي شهدتها المملكة منذ بداية السنة الجارية بلغت 125 حريقاً اجتاحت مساحة 397 هكتاراً، حسب ما أعلنه المندوب السامي عبد العظيم الحافي في ندوة صحافية الاثنين الماضي.
وحسب المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، فإن معدل الحرائق بغابات المغرب عرف تراجعاً بنسبة 45 بالمائة عن المعدلات التي كان يتم تسجيلها منذ عشر سنوات، لكن لا يتم استبعاد أن تكون الفترة المقبلة أكثر احتراراً، ما يلزم بتوخي الحيطة والحذر.