في حادثة خطيرة، تعرض الشاب بديع محمد المهدي، من مدينة فاس، لكسور بالجمجمة وأعضاء مختلفة من جسده، أجرى إثرها عملية جراحية لوقف نزيف حاد أصابه على مستوى الرأس، ليخرج من غرفة العمليات بنصف جمجمة دون النصف الثاني مخلفا صدمة كبيرة وسط عائلته. وحول تفاصيل الحادث الذي وقع في فبراير الماضي وحوّل حياة الشباب البالغ 18 عاما إلى جحيم لا يُطاق، قالت خالته نادية في اتصال بهسبريس: "توفيت والدته السنة الماضية متأثرة بسرطان الثدي الذي انتشر بجسدها ونخر أعضاءها الداخلية، فدخل الشاب في أزمة نفسية". وأضافت الخالة: "في يوم ماطر، دخل الشاب في نقاش حاد مع والده وطرده من البيت وتبرأ منه، فاتصل بصديقه وطلب منه أن يذهبا بدراجته النارية إلى مدينة صفرو، لكنهما تعرضا لحادث مميت في طريق العودة ودخلا في غيبوبة دامت طويلا". وبينما كانت الخالة في عملها، تلقت اتصالا هاتفيا يفيد بأن ابن أختها المتوفاة تعرض لحادثة سير خطيرة. "تلقيت ذلك الاتصال لكني لم أظن أن حالته خطيرة إلى تلك الدرجة وستتطلب عملية جراحية خطيرة دامت لساعات طوال"، تحكي نادية. تبتعد الخالة عن صوت أنين وبكاء الشاب وتسترسل في سرد تفاصيل المعاناة التي يكابدها وهو يرقد ببيت جدته بين الحياة والموت، وتقول: "دخل المهدي في غيبوبة؛ الأمر الذي استدعى إخضاعه لعملية جراحية مستعصية لوفق نزيف بدماغه، لكنه خرج بدون النصف الثاني من جمجمته؛ لأن الأطباء اضطروا لاستئصاله بحجة ذلك النزيف المميت". "بعد انتهائهم من العملية الجراحية، أخبرنا أطباء المستشفى الجامعي الحسن الثاني بأنه لا أمل في بقائه على قيد الحياة، لكن معجزة إلهية أبقته كل هذه المدة بيننا. وعلى الرغم من إصابته بتعفنات على مستوى أطرافه وانبعاث رائحة جد كريهة منها، لكنه ما زال يتنفس دون أن يصدر أي رد فعل أو أي حركة"، تقول المتصلة نفسها. ويعاني الشاب من شلل كلي بجسده الذي تحول من جسم مكتنز إلى هيكل عظمي نحيل بدون إحساس أو حركة، كما فقد الحواس جميعها وأصبح جثة هامدة منتظرا مستقبلا مجهولا قد يغير حياته قاتمة السواد. وأوضحت المتحدثة في الاتصال ذاته بالجريدة أن الشاب، الذي لم يمهله القدر لتحقيق أحلامه الصغيرة، "يحتاج إلى الكثير من الأدوية المسكنة لآلامه وللنوبات التي تزوره بين الفينة والأخرى، لكن ضيق ذات اليد يحول دون توفير كل متطلبات علاجه." للتواصل مع خالة بديع محمد المهدي: 0644779983