كأس إفريقيا للأمم: المنتخب التونسي يفوز على نظيره الأوغندي بثلاثة أهداف لواحد    أمسية ثقافية تكرس التقاطعات الثمينة بين القفطان المغربي والساري الهندي    ليكسوس العرائش لكرة السلة بين تصفية الذمم المالية وربط المسؤولية بالمحاسبة... أسئلة جوهرية في قلب الأزمة    مديريتان تمددان "تعليق الدراسة"    ضبط مطلق للنار على أمن ورزازات    شخص ينهي حياته بطريقة مأساوية نواحي اقليم الحسيمة    مدير عام جديد لبورصة الدار البيضاء    تكريم الفنان عبد الكبير الركاكنة في حفل جائزة النجم المغربي لسنة 2025    دار الشعر بمراكش تواصل برنامج الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية    ريدوان يكشف تفاصيل الألبوم الغنائي المرتبط بأجواء كأس إفريقيا للأمم    بلاغ بحمّى الكلام    مدرب السنغال: من الجيد تحقيق الفوز في المباراة الأولى ولدينا مجموعة قوية تلعب بأساليب مختلفة    اتفاقية تجلب ميناء جديدا للصويرة    وهبي: الحكومة عجزت عن حماية حياة الناس.. وأكره نقاش الإثراء غير المشروع    كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم (الجولة 1/المجموعة 4).. منتخب السنغال يفوز على نظيره البوتسواني (3- 0)    فجيج في عيون وثائقها    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها بأداء قريب من التوازن    وزير العدل: "القانون لا يسعف دائما" لتنفيذ أحكام الأجراء ضد شركات في أزمة    منتخب الكونغو الديموقراطية يستهل مشواره بفوز على نظيره البينيني (1-0)    مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا    تساقطات ثلجية وأمطار قوية بعدد من المناطق    الهيئة الوطنية للمعلومات المالية.. تقديم التقرير السنوي برسم 2024 لرئيس الحكومة    تقتسم صدارة المجموعة الثانية رفقة جنوب إفريقيا .. مصر تنجو من كمين زيمبابوي بفضل خبرة صلاح    164 ألف صانع مسجلون بالسجل الوطني للصناعة التقليدية    إيطاليا تغر م شركة "آبل" أزيد من 98 مليون أورو لخرقها قواعد المنافسة    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    بالأحضان يا أهل الكان ..وعلى بركة الله        منصة رقمية للطلبات والسحب عند الرشد .. تفاصيل الإعانة الخاصة لليتامى    فتح تحقيق مع 8 أشخاص متورطين في المضاربة في تذاكر الكان    الأغنية الرسمية لكان المغرب-2025 "AFRICALLEZ" أنشودة الوحدة    الولايات المتحدة توافق على أول نسخة أقراص من علاج رائج لإنقاص الوزن    في عالم الخداع الشامل، يصبح قول الحقيقة فعلاً ثورياً    تشجيعات المغاربة لمنتخب "الفراعنة" تحظى بإشادة كبيرة في مصر    "أكديطال" تستحوذ على مجموعة تونسية    الصحافة الإسبانية تشيد ب"كان المغرب" وتبرز جاهزية المملكة لكأس العالم    وزارة العدل الأميركية تنشر 8 آلاف وثيقة جديدة في قضية "إبستين"    قناة كندية تصنّف المغرب ضمن "سبع وجهات الأحلام" للسياح الكنديين نهاية العام    "البيجيدي" ينبه إلى الأزمة الأخلاقية والتحكمية في قطاع الصحافة ويحذر من مخاطر الاختراق الصهيوني    اضطراب جوي قوي يهم عدداً من مناطق المغرب والأرصاد تدعو إلى الحذر    كأس إفريقيا .. برنامج مباريات الثلاثاء    اليوم العالميّ للغة الضّاد    بنسبة %52.. نمو قياسي في مرافق شحن السيارات الكهربائية بالصين    بستة أصوات مقابل خمسة.. مجلس المستشارين يمرّر مشروع قانون المجلس الوطني للصحافة وسط انتقادات لغياب البرلمانيين    ارتفاع أسعار الذهب إلى مستوى قياسي    النفط يتراجع مع تقييم الأسواق للمخاطر الجيوسياسية مقابل عوامل سلبية        تراجع مستمر في معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم ببلادنا    دراسة: ضوء النهار الطبيعي يساعد في ضبط مستويات الغلوكوز في الدم لدى مرضى السكري    دراسة صينية: تناول الجبن والقشدة يقلل من خطر الإصابة بالخرف    ترامب يوجه تحذيرا جديدا إلى مادورو    غضب دانماركي وأوروبي من تعيين موفد أمريكي في غرينلاند وترامب يعتبر الجزيرة "حاجة أمنية"    إسرائيل تقتل ثلاثة عناصر من حزب الله    ميسور: حملة واسعة لتوزيع المساعدات الإنسانية لفائدة الأسر بالمناطقة الأكثر هشاشة بجماعة سيدي بوطيب    خطر صحي في البيوت.. أجهزة في مطبخك تهاجم رئتيك    مشروبات الطاقة تحت المجهر الطبي: تحذير من مضاعفات دماغية خطيرة    من هم "الحشاشون" وما صحة الروايات التاريخية عنهم؟    استمرار إغلاق مسجد الحسن الثاني بالجديدة بقرار من المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية وسط دعوات الساكنة عامل الإقليم للتدخل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا سنية ولا سلفية ولا علمانية.. أنا مسلمة
نشر في هسبريس يوم 03 - 09 - 2011


https://www.facebook.com/elMayssa
http://www.elmayssa.com
قبل أن أدخل في الموضوع الطويل لي قول عارض سأتقدم به للقراء.
***
لن أكف عن الحديث عن الدين.
***
ولن يجبرني ابتزاز البعض لي بنواقصي وما قصرت في أمور ديني بأن أسكت وأصمت
أجد الساحة فارغة من علماء الدين بالمنطق، وأجد العلمانيين يغلبون الناس بالعقل، والفقهاء يعومون في الميتافيزيقا، ويمضغون الحديث عن العبادات وينسون الانتخابات!! لذلك سأتكلم بالنيابة ريثما يأتي من هو أهل وأكمل مني دينا فينفس عن قهري ويثلج صدري.
في هذا الموضوع قسمان: قسم إلى المسلمين. وقسم إلى العلمانيين
***
إلى المسلمين
كفانا تفريقا وتمزيقا لهذا الدين
أريد أن أسألكم سؤالا رغم أن الإجابة عنه بسيطة بديهية: هل حينما اخترع العلماء ما يسمى "بالرّوبو"، وهو مكنة على شكل الكائن البشري برأس وجسد يتحرك بالكهرباء أو ميكانيكيا، وأسموه: الإنسان الآلي. قام الإنسان، لكي يميز نفسه عن هذا المخلوق الجديد، وأسمى نفسه: الإنسان اللحمي، أو الإنسان الحقيقي.
مثال آخر: هناك البطاطس الحلوة، والبطاطس التي نسميها بالدارجة المغربية (البطاطس القصبية)، وهناك : البطاطس. هل حينما تذهب عند بائع الخضار لشراء البطاطس الغير الحلوة ولا القصبية: تقول له: أريد البطاطس العادية؟ أم أنك تقول: أريد البطاطس!
مثال آخر: هل إن تم تغيير جينات قط مثلا، وتم توليد نوع جديد من القطط لا تموء، وإنما صوتها مثلا كصوت الكلاب، هل سنطلق على القطط الأصلية، التي بقيت على حالها: القطط التي تموء، أو القطط الأصلية؟
لا أظن، ستبقى تسميتها كما هي: القطط، والبطاطس العادية هي البطاطس، والإنسان، وإن اخترعوا إنسانا آليا، يبقى إسمه الإنسان، والمسلمون: وإن انشقت عنهم شيع وطوائف تبقى تسميتهم: المسلمون.
لأن اللقب المضاف إلى الاسم دليل على الاستثناء. والمسلمون الذي يتبعون كتاب الله وسنة نبيه والخلفاء الراشدين المهديين من بعده ليسوا استثناء، بل هم الأصل: وإبراهيم عليه الصلاة والسلام سمانا: المسلمون. قال تعالى: "جاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس."
فلماذا إذن الألقاب إن كنا نحن الأصل ولسنا استثناء.
يجب أن نرفض لقب "سني" و"سنية"، فنحن لسنا مسيحيين حتى نتفرق بين "كاثوليك" و"بروتيستانت" وغيرهم، فنتفرق نحن أيضا بالألقاب، واتباعنا لسنة نبينا محمد عليه أفضل السلام لا تعنى أن نصنف أنفسنا بل تعني أن نكون نحن العامة بأن نبقي على ما سمانا به نبي الله ولا نزيد عليه ولا ننقص.
لا تدعوا الناس يسموكم "سُنيين". وإن قالوا وهل أنتم "شيعة"؟ قولوا لهم: بل نحن المسلمون.. فليسموا هم أنفسهم ما يشاؤون. إن كانوا هم شيعة فنحن المسلمون. إن أرادوا أن يسموا أنفسهم "وهابيين" فنحن المسلمون. إن أرادوا أن يسموا أنفسهم "سلفيين" فنحن المسلمون. إن أرادوا أن يسموا أنفسهم "ليبراليين" فنحن المسلمون. إن أرادوا أن يسموا أنفسهم "علمانيين" فنحن المسلمون.
سموا أنفسكم ما تشاؤون فنحن الأصل، ومن أراد أن يميز نفسه بلقب فذلك شأنه، سيبعث مع طائفته.
وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يلقب نفسه ولم يسم نفسه سنيا ولا الخلفاء الراشدون من بعده. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تتفرق أمتي إلى بضع وسبعين شعبة كلها في النار إلا واحدة .. قال الصحابة ومن هي يا رسول الله؟ قال عليه أفضل الصلاة والسلام: "من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي."
وكل من أضاف إلى اسمه "المسلم" لقبا أو غيره إلى اسم آخر فليعلم أنه انتقص أو أضاف إلى دينه غير سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لأن الاختلاف في بعض التشريعات والشرحات والفتاوى ما لم يخالف مثن الكتاب وسنة النبي عليه أفضل السلام والخلفاء الراشدين فهو رحمة للعالمين. ولا داعي معه لزيادة الألقاب فالتفرقة وتمزيق أمة المسلمين.
بل وحتى المذاهب الأربعة لم تأتي للتسمية، بأن نقول أنا مالكي ويقول الآخر أنا حنبلي، وإنما جاءت لإظهار بعض من الاختلاف في الفقه والتشريع والاختلاف رحمة، وأما اتباع البلد لمذهب من المذاهب إنما هو عادة من التاريخ وليس عبادة، وعلى الفرد المسلم أن يتدارس كل المذاهب باختلافاتها، لأن التفقه في الدين واجب على كل مسلم، فيتبع المومن ما ارتاح إليه قلبه كما جاء في حديثه عليه أفضل السلام: عن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "جئت تسأل عن البر؟" قلت: نعم، قال: "استفت قلبك، البر ما طمأنت إليه نفسك، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك." حديث حسن روي في مسندي الإمامين؛ أحمد بن حنبل، والدارمي بإسناد حسن.
وأمور التسمية هاته محدثة جاءت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما زادت المسلمين إلا تفرقة، وبالتالي فهي بدعة ذميمة، وعن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا يا رسول الله، كأنها موعظة مودع، فأوصانا، قال: "أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمّر عليكم عبد، فإنه من سيعيش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة." رواه أبو داود والترميذي، وقال حديث حسن صحيح. وإن أردنا أن نعض بالنواجد على سنته علينا اتباعها وتسمية أنفسنا بما سمى به نفسه إذ كان عليه أفضلا السلام مسلما حنيفا.
ولما لم يكن الشيعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن ألقاب تفرق بين المسلمين، وكان مع رسول الله ممن خالفه أهل الكتاب، فقد نزلت الآية في قوله تعالى: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ"، والآن يجب أن نوجهها إلى كل من يلقب نفسه فيفرق بينه وبين أخيه المسلم ليتميز عنه، سواء سلفي أو وهابي أو شيعي أو غيرهم: "تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" صدق الله العظيم.
أي نعم، "اشهدوا بأنا مسلمون"، ليس علينا أن نسمي أنفسنا "سنيين" بل كما قال رب العالمين: "اشهدوا بأنا مسلمون"
ومن لم يقتنع بهذا فذلك شأنه، وشأني أني أرفض أمام الله والقراء شاهدين أي لقب جنب لقب "مسلمة" علي أحشر جنب المسلمين!
****
إلى العلمانيين
هنا، لن أتحدث مع علماني ملحد أو في دين غير دين الإسلام، فمفهوم ردة فعله إن هو شجع العلمانية وحارب الدين حتى لا يسود في العالمين، وإنما سأتحدث مع الجهال الذين يدعمون العلمانية ويدعون أنهم مسلمون، فهم إما جهال جاهلون بدينهم، وهذه فرصة إنهم مسلمون حقا ويؤمنون بالقرآن أن يتعلموا عن دينهم من القرآن، وإما أنهم منافقون يعلمون ويغالطون الناس.
كيف لكم، أيها العلمانيون يا من تدعون الإسلام ومعرفتكم بالقرآن، أن تحاولوا تفريق الإسلام عن الدولة. كيف لكم أيها الجاهلون بدينكم أن تقولوا لرجل أراد الخوض في السياسة، انسل من هويتك الإسلامية قبل أن تتحدث في السياسة. أولا تعلمون أن الإسلام هوية المرء تتأتى مع إنسانيته وذكورته أو أنوثته ووطنيته. أتريدون أن ينسلخ المرء عن ذكورته أيضا قبل أن يتحدث في السياسة رفقا بالشواذ من أتباعكم. كيف يا من تدعون الإسلام، أن تسلخوا من الإسلام ما جاء به في أمور الدنيا والمجتمع والبلد، وتقزموه وتختصروه وتحددوه في إيمانيات وعبادات.
وإن كان فهمكم الجاهل، ووعيكم القاصر، وإدراككم الضيق، بين لكم الإسلام كعقيدة فقط، فلنا أن نقول أن العلمانية، بدفاعها عن اللادين في الدولة،هي عقيدة. وإن نبذتم عقيدتنا وأردتم إبعادها عن السياسة فإننا لعقيدتكم نابذون ولسياستكم كارهون.
وإن كنتم ترون أن رجلا مسلم الهوية مسلم الأفعال مسلم اللسان والأقوال يحث على الدين يجب أن يبتعد عن السياسة، فنحن نرى أن رجلا علماني الأقوال والأفعال يجب أن يبتعد بدينه الجديد عن السياسة.
فاللادين عقيدة، والعلمانية عقيدة، وكل ما آمن به الفرد وحتى وإن جعل إيمانيته في الماديات فهي عقيدة، وبالتالي فلكل فرد على وجه البسيطة وبالضرورة عقيدة، وأن يستخدم الفرد اللادين في السياسة فقد استخدم في السياسة عقيدة. وإن أقررتم أن كل ذي عقيدة يجب أن يبتعد عن السياسة فآتونا إذن بمخلوق من كوكب من الكواكب لا قلب له ولا روح ليحكم فينا دون عقيدة. وإن أصررتم على عقيدتكم العلمانية فنحن على ديننا الإسلام الكامل الشامل مصرون. فانظروا ما أنتم فاعلون.
أتدعون الإسلام وأنتم على جهل بما جاء به الإسلام:
الإسلام ليس فقط عقيدة: عقيدة توحيد أن لا إله إلا الله، وإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم رسول الله، وبكافة الكتب والرسل وبالبعث والنشور والقدر، وهذا موجب الدخول إلى الإسلام وبوابته العظيمة.
وليس فقط عبادات كالصلاة والصوم والزكاة والحج لمن استطاع إليه سبيلا يمكن أن ينفرد بها المسلم ويختصر فيها كلمة: الإسلام، فتقنعوننا أننا يمكن أن نعيش بإسلامنا في بيوتنا والمساجد..
وليس فقط سلوكيات، وهي الأخلاق التي لا طريق لها وإليها غير العبادات، حتى لا يأتينا ليبرالي ويدعي الصلاح دون صلاة والتقوى دون صوم والورع دون زكاة وحب الله دونما رغبة في حج. فطريق الخلق العبادة. وعبادة لا ترتقي إلى حد الخلق عبادة ناقصة، ينقصها الإخلاص.
وليس فقط شرائع، اجتماعية تحدد الزواج بأركان وشروط، والطلاق في آيات مفصلات، والإرث والختان وكل ما هو قوانين تشرعها مدونات الأسرة، بتفصيل وكمال وتمام مبينة في القرآن موضحة في السنة، تأتي للمرأة بأحسن مقام يقوم على المساواة بينها وبين الرجل في قيمة الحقوق، تحفظ لكل دوره المنوط به حسب بينته الڤيزيولوجية وطاقته.
ولا فقط معاملات اقتصادية مالية، تحدد طريقة القروض والبيع والشراء والأرباح والكفالة والرهن والحوالة وتصطفي للناس مشاريعهم وكيف تكون وتحرم أمر كل تعامل بنكي مؤسساتي لا يكيل الناس بمكيال الحق، وتعاقب كل تاجر يقرض بالربا ويطفف الميزان عند البيع وعند الشراء يبخس الناس أشياءهم.
وإنما: واسمعوني أيها العلمانيون جيدا، وافتحوا آذانكم واتركوا لدماغكم أن يتدبر فيما أنتم جاهلوه
الإسلام... هو.. نظام دولة.
نعم، الإسلام نظام دولة غالبيتها مسلمون. بقانونها الداخلي، ينظم فيها الإسلام دور الوالي وأمير المومنين الذي يأتي بالمبايعة، أمرنا الإسلام بطاعته، وأمر علماء الدولة بنصحه وإرشاده، وأمر المسلمين بعدم الخروج عليه بالسيف وإن ظلم إرشاده إلى ما فيه الحق. عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة"، قلنا: لمن يا رسول الله. قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم".
قال الإمام النووي: وأما النصيحة لأئمة المومنين فمعاونتهم على الحق، وطاعتهم فيه، وأمرهم ونهيهم، وتذكيرهم برفق، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين، وترك الخروج بالسيف عليهم، وتأليف قلوب المسلمين لطاعتهم.
وقال الخطابي: ومن النصيحة لهم الصلاة خلفهم، والجهاد معهم، وأداء الصدقات إليهم، وترك الخروج بالسيف عليهم إذا ظهر منهم حيف أو سوء عشرة، وأن لا يغروا بالثناء الكاذب عليهم، وأن يدعوا لهم بالصلاح.
نظام عدلي وقضائي، عدله قائم على المشرع في القرآن من قوانين قصاص: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"، وحدود تسمى حدود الله. ميزان عدل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. عن ابن عَبَّاسٍ رضي اللُه عنهما: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: " لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودمائهم، لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر". حديث حسن، رواه البيهقي وغيره هكذا، وبعضه في الصحيحين. ومعناه: أنه لا تصح الدعوى حتى تظهر الحجة، وعليه وكما في القانون الوضعي: المتهم بريء حتى تثبت إدانته.
نظام أمة تقوم على المساواة بين الرجل والمرأة، ومساواة العربي والعجمي والأبيض والأسود في التقوى والصلاح، وعلى قوانين تبطل الإدعاء دون شهادة، وتوثر العفو بعد التوبة. وتحدد الجرم في الحرام، وكل ما حرمه الإسلام إنما أثبتت تجربة البشرية فساده ومفسدته، بين قتل نفس حرمها الله إلا بالحق، وبين زنا وسرقة وخيانة للأمانة وغيرها من المفاسد التي حددها الشرع وهي ظاهرة بالفطرة...
قانون ديبلوماسي وسياسة خارجية، حيث جاءت القوانين المستحدثة بمصطلحات اللجوء السياسي والحماية، بينما هو عقد إسلامي بين الأمين والمستأمن، بدأه الصحابة الكرام حين لجؤوا عند الملك النجاشي المسيحي طالبين الأمان، فرحب بهم وأمنهم وأعطاهم حق العيش والعبادة حسب دينهم، وهم في المقابل احترموا دين البلد وأغلبيته المسيحية، ولم يطالبوه بالعلمانية!!! فالدولة كانت دولة مسيحية يعيش فيها الآخر بحرية، كدولة الإسلام التي يعيش فيها الآخر ويتوجب عليها فرضا احترام دين الأغلبية إذ هو يتعبد بينهم في سلام.
وديبلوماسية ولدت عن أخلاق سيد البرية محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، بها راسل صلى الله عليه وسلم ملوك البلدان داعيهم إلى الإسلام رسائل كان بلغاتهم، كان يأمر الصحابة بتعلمها إذ هو الرسول الأمي مبلغ الرسالة في معجزة من الله وحكمة لا يعلمها إلا قليل، فيتعلمها الصحابة ويملي عليهم سيد الخلق الرسالة ويختمها بختمه ويبعثها، فتوافق مع بعض، وأدى السلم إلى بعض، وآذن بالحرب على من لم يأمن معهم حرماته من البعض الآخر.
وقانون سلم وحرب، تأسست وقامت عليه الحضارة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، السلم والأمن لمن لم يمسوا المسلمين بسوء حيث قال تعالى وهو يخاطب دولة المسلمين: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، وإنما النهي عمن أخرج المسلمين من ديارهم وآذاهم في مالهم وعرضهم أن يؤذنوا عليهم الحرب والقتال. قال تعالى: "ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون".
***
أيها العلمانيون، الإسلام دين دولة، ونحن لسنا إسلاميين بل نحن مسلمون. نعم نحن أغلبية مسلمة تعيش تحت لواء أمير المومنين. في دولة دينها الإسلام. سنجاهد فيها أنفسنا لنبعدها عما أمرنا الله الابتعاد عنه، وسنجتهد فيها ليسود فيها الإسلام، ونبعد عنها كل مظاهر الليبرالية والتقليد الأعمى للغرب الفاسد المفسد.
وما كتبت إلا بتوفيق من الله. ولي عن الانتخابات القادمة مقالات قادمة بحول الله. حتى نفهم أن حزبا أناسه مسلمون إنما هو حزب أنساه مسلمون. والتكرار توكيد. هو حزب قادته مسلمون وشبيبته مسلمون في دولة مسلمة، ليس علينا تسميته حزبا إسلاميا ولا تسمية قادته بالإسلاميين. إنما هو حزب مسلمين في دولة الإسلام. وغيرهم من العلمانيين فهم غير.
والسلام
مايسة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.