على بُعد أسابيع قليلة فقط من انتخابه أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، خرج سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، ليشتكي ما وصفها بالنيران الصديقة التي تطال تدبيره للحزب والحكومة، والتي تنضاف إلى من وصفهم بالمشوشين عليه. العثماني، الذي كان يتحدث في لقاء داخلي من تنظيم شبيبة حزبه في الدارالبيضاء أمس السبت، أكد أن التشويش الذي يطاله هو نفسه الذي تعرض له عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق، من خلال استعمال خصومه لشتى الأساليب لعرقلة العمل الذي يقوم به الحزب وخصوصا بعد ترؤسه للحكومة السابقة. وفي هذا الصدد، قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية: "بعض المرات تكون نيران صديقة، بالإضافة إلى المشوشين؛ لكنها لن تضر الحزب"، مشددا على أن "العدالة والتنمية ليس حزبا ستالينيا، لكون المواقف التي يتم التعبير عنها بطريقة معقولة لا تضرنا كقيادة في الحزب؛ لكن يجب التعبير في ظل نوع من الاحترام المتبادل". من جهة ثانية، عاد العثماني إلى إعفاء الملك محمد السادس للأمين العام السابق للحزب من الحكومة وتعيينه مكانه بالقول، "إعفاء بنكيران كان قرارا صعبا على الحزب، ولكن تم التعامل معه بالاستشراف للمستقبل"، مشيدا بما اعتبره "النقاش القوي الذي شهده الحزب خلال هذه الفترة والذي كان غنيا"، على حد قوله. "هناك من لا يريد للحزب أن يبقى موحدا وأن يظل قويا، وهناك لوبيات تتضرر من تقدم حزب العدالة والتنمية"، يقول العثماني الذي نبه إلى أن المتضررين من الحزب يدافعون فقط عن "خبيزتهم" التي ستنزع منهم، لذلك يسلكون العديد من السبل للدفاع عن مصالحهم"، متهما في الوقت ذاته جهات سياسية بأنها تعادي تنظيمه الحزبي. الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عاد بأعضاء شبيبة حزبه إلى الفترات الأولى لتشكيل حزبه، من لدن الراحل عبد الكريم الخطيب، بالتأكيد على أن هذه الفترة كان خلالها "تزوير الانتخابات شيئا عاديا في المغرب"، مضيفا أن "مؤسس الحزب عانى من ذلك بعد مجيء وزير الداخلية السابق الراحل إدريس البصري، بسبب مواقفه الرافضة لحل البرلمان وإعلان حالة الاستثناء التي أعلنها الملك الراحل الحسن الثاني". وفي هذا الصدد، سجل العثماني أن المغرب الحالي يعرف "آليات للتأثير في الانتخابات والتي ما زالت قائمة"، منبها إلى أنه لا يمكن القول بأن جميع الانتخابات كانت نزيهة حيث يتم استعمال المال وبعض رجال السلطة لتغليب كفة طرف على طرف آخر. العثماني وهو يؤكد أن المغرب "لم يعد يسجل وجود تزوير مباشر للانتخابات"، قال إن حزبه يقوم بمقاومة كل الاختلالات التي يسجلها، مشيرا إلى "أن مناضلي الحزب ملزمون بذلك على مستوى القوانين وعلينا مواصلة ذلك؛ لأن المعركة المستمرة".