اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم السبت، بعدة مواضيع أبرزها، العلاقات المصرية السودانية، والحرب على الإرهاب، والعملية الانسانية لدول التحالف العربي في اليمن، وتداعيات القرار الأمريكي بشأن القدس، فضلا عن عجز المجتمع الدولي عن ايجاد حل للأزمة السورية، والحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي. ففي مصر، ذكرت صحيفة (الأهرام) أن مصر والسودان، عبرتا عن عزمهما تحصين علاقاتهما الثنائية من كل الشوائب التي تعكر صفوها واتخاذ التدابير الكفيلة بإعادتها إلى مسارها الطبيعي. وأشارت الصحيفة، في مقال بهذا الخصوص، إلى أن مباحثات وزير الخارجية سامح شكري، أمس، مع نظيره السوداني إبراهيم غندور على هامش الاجتماعات التمهيدية للدورة العادية ال 30 للقمة الإفريقية بأديس ابابا، شكلت مناسبة للتأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، والتلاحم بين الشعبين، وحرصهما على تحصينها ضد الاهتزازات، واتخاذ الإجراءات العملية الكفيلة باستعادتها إلى مسارها الطبيعي، مبرزة أن شكري وغندور اتفقا على ضرورة الحفاظ على العلاقات الثنائية وعدم الانسياق خلف أي شائعات أو معلومات مغلوطة قد تسيء إليها"، وأكدا، على المسؤولية الوطنية التي تقع على عاتق وسائل الاعلام في البلدين من أجل تجنب أية مظاهر للإساءة إلى العلاقات الثنائية". من جهتها، قالت صحيفة (الأخبار) في عمود لأحد كتابها، إن المعركة ضد الإرهاب "صعبة وشرسة، يتحمل فيها أبناؤنا من رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية تضحيات جسام ستكتب لهم بحروف من نور في سجل النضال الوطني المصري"، مشددة على أن هذا النزال المحتدم ضد قوى الشر والارهاب "لن ينتهي الا بالعمل والاخلاص والتوحد". وعلى الجانب الآخر، تضيف الصحيفة، "يخوض الشعب، معركة أخرى لا تقل شراسة أو نبلا عن معركة مواجهة الإرهاب وهي معركة بناء المستقبل وزراعة الأمل وإرساء أساس سليم متين لمستقبل هذا الجيل والأجيال المقبلة ووضع حجر الأساس للمشروع الوطني الهادف لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة في وطن حر". أما يومية (الجمهورية) فتوقفت عند تأكيد مصر وفرنسا أمس أهمية تنسيق جهودهما لدعم الحل السياسي في سورية، وبما يحفظ كيان ووحدة الدولة السورية ومؤسساتها. وأضافت الصحيفة،أن هذا التأكيد يتناغم مع الجهود الرامية إلى تفعيل العملية السياسية في سوريا وفقا لمرجعية تصريح مجلس الأمن 2234 وفي مقدمتها جولات مباحثات جنيف تحت رعاية الاممالمتحدة، والدعوات المستمرة إلى جميع الأطراف السورية من أجل التحلي الموضوعية والمرونة وإعلاء المصلحة العليا للوطن. وفي الامارات، اهتمت الصحف بالعملية الانسانية التي أطلقتها دول التحالف العربي في اليمن، وقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن القدس وإطلاق وكالة الإمارات للفضاء (الياه سات) للقمر الصناعي (ياه 3). وكتبت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها بعنوان " التحالف الانساني في اليمن" أنه في الوقت الذي "تعيث فيه الميليشيات الحوثية الإيرانية في اليمن خرابا ودمارا وقتلا وإرهابا بحق أبناء الشعب اليمني"،تطلق دول التحالف العربي "عملية إنسانية شاملة جديدة" في اليمن، تتضمن مبادرات عدة تستهدف قطاعات مختلفة من البلاد، من بينها تدشين جسر جوي إلى مأرب لإيصال المساعدات الإنسانية، وتمديد فتح ميناء الحديدة 30 يوما إضافية، والتبرع ب1.5 مليار دولار لجهود المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في اليمن". واشارت في هذا السياق، الى ان دولة الإمارات قدمت وحدها مساعدات للشعب اليمني في مختلف المجالات خلال أقل من عامين بلغت مليارين و570 مليون دولار، من جهتها، قالت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها إن الذين راهنوا على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمكن أن يتراجع عن قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، رد عليهم، أول أمس، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش مؤتمر دافوس في سويسرا، بموقف "يعبر عن مزيد من الاستفزاز والاستخفاف بكل المواقف، التي صدرت عن العرب والمسلمين والمجتمع الدولي الرافضة للقرار الأمريكي". وأضافت أن ترامب طرح "معادلة جديدة في مسار القضية الفلسطينية، وهي المساعدات مقابل التنازل عن الحقوق، بما يتعارض مع كل شرائع الأرض والسماء"، مضيفة أن طرح ترامب هذا "لعبة سياسية كريهة ومرفوضة وصفقة تتم فيها مبادلة الحق بالباطل مقابل المال". أما صحيفة ( الاتحاد) فتوقفت عند إطلاق وكالة الإمارات للفضاء الياه سات للقمر الصناعي"الياه 3" مبرزة انه مع الاستعدادات لإطلاق مسبار الأمل الإماراتي إلى المريخ عام 2021، فإن الإمارات "مصممة على أن تكون إحدى القوى الفاعلة في مجال الفضاء، هذا المجال الواعد والواسع الذي يعني للإنسانية الشيء الكثير". واضافت ان سلسلة الأقمار الصناعية التي تطلقها وكالة الإمارات للفضاء تعنى بالأبحاث العلمية والاتصالات والأحوال المناخية والمجالات العلمية الأخرى. وفي السعودية، كتبت يومية (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان "أزمة حل"، أنه "على الرغم من كل المآسي التي حصلت ولا تزال تحصل في سورية، إلا أننا نجد أنفسنا أمام موقف دولي عاجز سواء من الأممالمتحدة أو من المجتمع الدولي ممثلا في القوى العظمى التي لا تريد نهاية قريبة لتلك الأزمة". وأضافت الصحيفة أنه "حتى يومنا هذا لم تستطع المنظمة الدولية إيجاد أرضية مشتركة تجمع بين فرقاء الأزمة، فالبون بينهم ما زال شاسعا، والخلاف على نقاط رئيسة من الصعب تجاوزها ما لم تكن هناك إرادة دولية حقيقية تضغط وصولا إلى أرضية مشتركة يمكن البناء عليها، تلك الإرادة غير متوفرة، وكل الدلائل تشير إلى أن الأزمة السورية لن تجد طريق الحل قريبا". من جهتها، كتبت يومية (الوطن الآن) بشأن العمليات العسكرية التي تنفذها تركيا في منطقة عفرين السورية، أنه في الوقت الذي تواصل أنقرة التأكيد على أن العملية العسكرية في عفرين مستمرة حتى تحقيق أهدافها، بدأت العلاقات التركية الأميركية تعود إلى البرود والتوتر نوعا ما، وذلك في أعقاب عدم تجاوب واشنطن بشكل فعال مع هذه المعركة. ويعود عدم الاعتراض الشديد لواشنطن على الخطوة العسكرية التركية، بحسب الصحيفة، إلى تلويح أنقرة في وقت سابق بورقة القاعدتين (أنجرليك) و(كورجيك) أمام واشنطن، مما دفع الأخيرة إلى القبول بالتحرك العسكري التركي في عفرين وتخفيف حدة الاعتراض عليه. وفي موضوع آخر، شدد مقال في يومية (الجزيرة) تحت عنوان "إيران تقضم الهيكل العربي"، على أن إيران تواصل سياسة التغلغل داخل الجسم العربي لتنفيذ أجندتها التوسعية وتدمير الإنسان العربي من الداخل وبث العداوة بين الشعوب العربية، كما يتجلى ذلك في تداخلاتها في كل العراق وسوريا ولبنان واليمن. وأكد كاتب المقال أن "هذا السلوك الإيراني الممنهج في جميع الدول التي تدخلت فيها يسعى إلى إلى إضعاف الخلية العربية الأم وإيجاد جيل من العرب هجين ومهزوم من الداخل بسبب البنية الفاسدة التي أوجدته، شعب مشرد وهجين وممزق عائليا ومفكك قبليا وعشائريا، لاينتمي إلى عروبة أو تجذر تاريخي". وفي قطر، رحبت الصحف المحلية، في افتتاحياتها، بالحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي، الذي سيتم إطلاقه بواشنطن يوم الثلاثاء المقبل، مجمعة على أنه "يؤكد عمق الشراكة الاستراتيجية والعلاقة المتميزة بين البلدين، والدور الكبير المؤمل أن تؤديه هذه العلاقة والشراكة لصالح تعزيز وتوثيق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات (...) وكذا تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي". واعتبرت (الوطن) هذا الحوار "نجاحا دبلوماسيا جديدا"، بينما لفتت (الشرق) الى انه "يأتي في ظل أوضاع سياسية بالغة الدقة والتعقيد في المنطقة"، وهو ما سيجعل الأنظار، برأيها، "متجهة إلى ما سيخرج به من نتائج". وفي المحصلة، رأت فيه (الراية) ما يؤكد أن "قطر حليف استراتيجي للولايات المتحدة في مختلف الملفات والقضايا وعلى رأسها الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب والتطرف وإحلال السلام في العالم"، مسجلة أن هذا الحوار "يعبر بشكل واضح عن الزخم الذي أعطته الأزمة الخليجية للعلاقات القطرية الأمريكية، زخم تدرج من إبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم سياسية وعسكرية ودفاعية، إلى تنفيذ مناورات وتدريبات مشتركة، ثم زيارات متبادلة لمسؤولين سياسيين وعسكريين". وذكرت الصحيفة، في هذا الصدد، بأن "الموقف الأمريكي من الأزمة الخليجية كان على الدوام داعما لإيجاد حل سلمي عبر الحوار ذلك لأنه من مصالح واشنطن ألا تندلع أزمات في هذه المنطقة الاستراتيجية في العالم والتي يخرج منها 70 في المائة من إمدادات النفط إلى العالم". وفي الشأن الدولي، وتحت عنوان "عودة متأخرة لواشنطن لإفساد الطبخة الروسية"، نشرت صحيفة (الوطن) مقالا، اعتبر كاتبه أن التحرك الأمريكي الجديد في سورية، وإن "جاء متأخرا"، ودخل ضمن جملة "مقترحات أمريكية لتسوية الملف"، وصفها تيلرسون بأنها "قد لا تكون أمرا سهلا"، فإنه "يتعين التأكيد على أن واشنطن واثقة من حساباتها"، وأنها "قررت أن تضع أقدامها في الملف السوري بقوة هذه المرة مهما تكن خطورة التداعيات"، خاصة إذا "تم النظر الى ما يجري في ضوء ملامح استراتيجية الأمن القومي الأمريكي"، المفصح عنها مؤخرا، والتي تتضمن "التنافسية الشديدة مع القوى الكبرى الأخرى وفي مقدمتها روسيا". ولفت كاتب المقال أنه مهما يكن من قلق تركي، حول تداعيات نشر قوات كردية بالإقليم على أمنها القومي، لم تفلح تطمينات واشنطن في تهدئته، فإن واشنطن ماضية في تنفيذ استراتيجيتها الجديدة بالمنطقة تحت عناوين عريضة تضمنت "بقاء القوات الأمريكية تفاديا لأخطاء الانسحاب من العراق، و"تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا"، و"إقرار حل سياسي لا وجود فيه لبشار الأسد في السلطة". وفي البحرين، أفادت صحيفة (البلاد) بأن قوات الشرعية قتلت العشرات من ميليشيات الحوثي، وأسرت عددا كبيرا منهم، فيما تقدمت إلى وسط مدينة حيس في الحديدة وسيطرت على مزيد من المناطق في تعز. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن أكثر من 20 عنصرا في الميليشيات الموالية لإيران قتلوا خلال العمليات الأخيرة لقوات الشرعية، بينما تم تدمير مركبات عسكرية في غارات استهدفت تعزيزات شمال مديرية حيس في جبهة الساحل الغربي، مضيفة أن العملية العسكرية واسعة النطاق التي انطلقت في الساحل الغربي حققت تقدما جديدا من خلال سيطرة قوات الشرعية والمقاومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي على مناطق واسعة على خط الخوخة - حيس. من جهتها، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن مسؤولا عراقيا محليا أعلن ،أمس الجمعة، عن العثور على مقبرة جماعية تحتوي على رفات عشرات المدنيين وعناصر أمن أعدمهم على ما يبدو إرهابيون في محافظة كركوك شمال بغداد. ونقلت الصحيفة عن محافظ كركوك، راكان سعيد الجبوري، قوله إنه تم " العثور على مقبرة جماعية تضم رفات عشرات المغدورين من عناصر الأمن ومدنيين أعدمهم داعش خلال احتلاله للحويجة". وقال الجبوري، تضيف الصحيفة، إن سكانا محليين ورعاة أغنام أرشدوا عناصر الحشد الشعبي والقوات الأمنية إلى وجود مقبرة تضم رفات أكثر من 75 أمنيا ومدنيا أعدمهم تنظيم "داعش" الإرهابي بشكل وحشي خلال سيطرته على قضاء الحويجة ونواحيها، موضحا أن المقبرة التي عثر عليها قرب ناحية الرياض( 45 كلم غرب كركوك ) هي المقبرة ال 14 حتى الآن، والتي تضم بقايا عظام بشرية وملابس وأسلاكا تم تقييد المغدورين بواسطتها قبل نحرهم أو إطلاق النار عليهم. وفي موضوع آخر، أبرزت يومية (أخبار الخليج) أن مفاوضات فيينا بين المعارضة والنظام السوري توصلت، أمس الجمعة، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية بد ءا من الساعة 12 ليلا بتوقيت دمشق، مشيرة إلى أن النظام والمعارضة اتفقوا على إدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة، وإجراء عملية تبادل معتقلين. ونقلا عن تقارير إعلامية، أفادت الصحيفة بأن اجتماع مبعوث الأممالمتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا والخارجية الروسية بشأن مؤتمر سوتشي "لم يكن إيجابيا على الإطلاق،" مشيرة إلى أن النظام السوري خفض أيضا من تمثيليته في هذا المؤتمر ، وهي خطوة قد تفسر بأنها "إطاحة" بالمؤتمر من أساسه. وفي لبنان، توقفت الصحف عند تطور الخلاف حول مرسوم ترقية ضباط الجيش، وظهور وقائع جديدة متصلة بمحاولة اغتيال القيادي في (حماس) بصيدا. وفي هذا الصدد، قالت صحيفة (الأخبار) إن الأزمة بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، باتت تتطور يوما عن يوم حتى صار الخلاف حول مرسوم ترقية الضباط محتدما وانتقل إلى نقاشات سياسية تتعلق باتفاق الطائف والدستور والمناصفة. وأضافت اليومية أن الأزمة بين الرئيسين، دخلت منعطفا جديدا حافل بالتصعيد السياسي والدستوري، بعد "حرب المؤتمرات" التي أشعلها الوزيران جبران باسيل وعلي حسن خليل. من جهتها، كشفت صحيفة (المستقبل) عن وقائع جديدة متصلة بالعملية الأمنية النوعية التي تمكنت من خلالها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من كشف خيوط جريمة محاولة اغتيال القيادي في (حماس)، محمد حمدان في صيدا وتحديد المتهمين فيها بسرعة قياسية وحرفية عالية أدت إلى توقيف أحدهم إثر فراره إلى تركيا. وأضافت الصحيفة أن الشخص الموقوف اعترف بالاتهام الموجه إليه، وأنه يعمل لصالح الاستخبارات الإسرائيلية، لافتة الانتباه إلى أن شخصا آخر (م.ب) هو الرأس المدبر لتنفيذ عملية تفجير صيدا بإيعاز من مشغليه الإسرائيليين، وسط تقديرات ومعطيات متوافرة تفيد بأنه لا يزال متواريا في أمستردام. من جهة أخرى، نقلت (الجمهورية) عن المندوب السعودي الدائم لدى الأممالمتحدة، عبد الله المعلمي، قوله في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي أمس، أن إيران هي الداعم الأول ل(حزب الله) الإرهابي الذي مازال يمارس سطوته وتسلطه في لبنان، ويشعل فتيل الحرب في سوريا، ويرتكب فيها أسوأ ممارسات القتل والحصار والتطهير العرقي"، مشيرا إلى أن إيران "مازالت تدعم قوى التمرد والانقلاب من ميلشيات الحوثي في اليمن وتزودها بالأسلحة ومنها الصواريخ التي تتعرض لها مدن سعودية بين حين وآخر".