فشل الإستراتجية الأمنية بسبب تفاقم وباء الهشاشة الاجتماعية ونزوح جماعي ل"الشمكارة" بالشريط السياحي حيث ظلوا يسترزقون من السياح لساعات طويلة!! "" رصدت إدارات الوحدات الفندقية المتواجدة بالعاصمة السياحية للمملكة إمكانيات جد مهمة لإحياء سهرات متنوعة ضمن فعاليات الاحتفالات بليلة رأس السنة الميلادية. حيث تم التعاقد مع مجموعة من الفنانين من لبنان وسوريا وأوربا والبرازيل بمبالغ متفاوتة القيمة حسب وزن كل فنان على حدا. وتسابقات إدارات تلك الوحدات الفندقية والمطاعم العصرية المنتشرة على طول الشريط السياحي لمدينة أكادير إلى استقطاب فنانين مرموقين وعدة مجموعات غنائية ذات وزن وشهرة على الصعيد العالمي وذلك بهدف استقطاب أكبر قدر ممكن من الزبناء ليلة رأس السنة. وقد دشنت تلك المقاولات الفندقية حملة دعائية غير مسبوقة من خلال استغلال عدد من اللوحات الإشهارية التي وضعت خصيصا لهذا الغرض، بالإضافة إلى الاستعانة بمجموعة من المواقع الإلكترونية التي تقدم خدمات إعلانية مؤدى عنها، ولم يستثنى من عملية الترويج لتلك المؤسسات حتى العاهرات والشواذ الذين يقدمون خدمات خاصة في مجال الدعارة والبغاء بهدف استمالة الزبناء وتشجيعهم لحضور تلك الحفلات، وقد رصدت لهم إدارة تلك الوحدات الفندقية والمطاعم العصرية مجموعة من المكافأة المالية وأخرى عينية من قبيل الحصول على امتيازات مفتوحة بمختلف مرافق تلك المقاولات على مدار السنة. هذا ويتهافت مجموعة من الوسطاء على استقطاب مجموعة من الفتيات اللواتي ينشطن في مجال الدعارة للنزول بثقلهن ضمن فعاليات تلك الاحتفالات بهدف إرضاء الزبناء الذين اختاروا الاحتفال بليلة رأس السنة بها، ولم يتم استثناء مجموعة من الشواذ من هذه العملية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و27 سنة، والذين تم توجيه الدعوة إليهم خصيصا لتنشيط فعاليات تلك الاحتفالات. وقد علمت "هسبريس" أن أثمان التذاكر التي تم بيعها لعدد من الزبناء حتى يتمكنوا من حضور تلك الاحتفالات تم تحديدها من طرف إدارات تلك الوحدات ما بين 1200 و2000 درهم للشخص الواحد بينما لم تتجاوز 500 درهم بالنسبة لمجموعة من المطاعم العصرية. هذا وقد تمكنت تلك الوحدات الفندقية والمطاعم العصرية من استقطاب مجموعة من السياح الأوربيين والخليجين الذين قرروا الاحتفال بليلة رأس السنة بمدينة أكادير، بالإضافة إلى مجموعة من الشخصيات المدينة والعسكرية التي تلقت دعوات خاصة من طرف إدارات تلك الوحدات في إطار ما يعرف بسياسية تبادل المصالح، والتي أعطت ثمارها حيث علمت "هسبريس" أن دوريات الأمن سواء القارة منها أو المتحركة قد توصلت بتعليمات صريحة من طرف جهات نافذة بعدم ملاحقات العاهرات والشواذ أثناء إحياء تلك الاحتفالات والاكتفاء باعتقال المشتبه بهم في الانتماء إلى جماعات متطرفة وكذلك المتسولين الذين ينشطون بكثرة في الشريط السياحي لاستمالة السياح الأجانب واستخلاص مبالغ مالية مهمة منهم عن طريق الاستعانة بأطفال حديثي الولادة يتم استأجرهم لهذا الغرض. غير أن الإستراتجية الأمنية التي اتبعتها المصالح الأمنية بالمدينة السوسية كان مصيرها الفشل الذريع بسبب تفشي "وباء الهشاشة الاجتماعية" بعد أن تقاطر على الشريط السياحي عدد كبير من "الشمكارا" والذين كانوا متفرقين في إطار مجموعات صغيرة حيث لم يترددوا في محاصرة عدد من السياح الأجانب الذين ظلوا يعانون من قهر روائح "السلسيون" و"الماحيا" التي كانت تنبعث منهم بشكل متزايد. وقد اضطر عدد من رجال الأمن الخاص إلى التدخل في أكثر من مناسبة لطرد هؤلاء من أمام المطاعم ومداخل الوحدات الفندقية بعد استنجاد السياح بهم. هذا وقد أفاد مسؤول أمني رفيع المستوى بولاية أمن أكادير لموقع "هسبريس" على أن غالبية الاعتقالات التي قامت بها دوريات الأمن خلال ليلة رأس السنة كانت اعتقالات عادية ولم تسجل أية حالة فيما يتعلق بقضايا الإرهاب والتطرف بل كانت مجردة اعتقالات متعلقة بالسكر العلني وتبادل الضرب والجرح والتحقق من الهوية إلى غير ذلك من الحالات العادية التي تعودت عليها مصالح الأمن على مدار الأسبوع.