خصّص سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، كلمته الافتتاحية في المجلس الحكومي، لمشاركة المغرب في أشغال قمة التعاون الصيني الإفريقي التي احتضنتها أخيرا العاصمة بكين، مؤكدا أنها مشاركة مهمة بالنظر إلى الدور الذي يضطلع به المغرب في القارة الإفريقية. الدورة الثالثة لقمة بكين، التي حضرها 40 رئيس دولة وحوالي 10 رؤساء حكومات من بلدان إفريقيا، والتي أسالت ملاييرها المرتقب استثمارها في القارة السمراء رئيس الحكومة، انبثقت عنها إعلانات مهمة في أفق تطوير العلاقات الاقتصادية الصينية الإفريقية، حسب العثماني. وفي هذا الصدد، قال العثماني إنه أعلن عن برنامج يمتد إلى ثلاث سنوات بمبلغ مالي قدره 60 مليار دولار للاستثمار والدعم في إفريقيا، مشددا على أن مشاركة المغرب كان لها دور بارز، إذ جرى عقد مجموعة من اللقاءات مع مسؤولين صينيين، وأيضا مع عدد من الشركات والمستثمرين الصينيين. وفي هذا السياق، أشار رئيس الحكومة، الذي مثل الملك محمد السادس في الحضور لقمة بكين، إلى المباحثات التي أجراها مع رئيس جمهورية الصين الشعبية، والتي أعرب فيها الرئيس الصيني عن تقديره لدور عاهل المملكة في إفريقيا، وعن استعداد بلاده للتعاون الثلاثي بين الصين والمغرب وإفريقيا. وأضاف رئيس الحكومة أن "الرئيس الصيني أبدى تقديره لجهود المغرب في تنفيذ مقتضيات الشراكة الاستراتيجية التي وقعت بين الملك وبينه سنة 2016، كما أعلن عزمه للاستمرار قدما في هذه الشراكة وتخصيص الدعم لجميع المستثمرين الصينيين الذين يريدون الاستثمار في المغرب، إضافة إلى دعم التعاون الثقافي والعلمي والتكنولوجي وإمكانية رفع عدد المنح للطلبة المغاربة في الصين". وعلى المستوى السياسي، أكد العثماني أن "الرئيس الصيني أعلن دعمه الشخصي والمباشر لقضية وحدتنا الترابية، ودعمه لجهود المغرب لحل هذا النزاع المفتعل بما يضمن حقوق المغرب ووحدته الترابية وسيادته الوطنية"، موردا أنه المبدأ نفسه الذي يتبناه المغرب بالنسبة إلى الصين. العثماني قال إن وجه دعوة إلى رئيس الصين لزيارة المغرب والذي أبدى استعداده لذلك، واصفا اللقاءات مع الشركات بالمهمة؛ لأن هناك شركات صينية تستثمر في المغرب، وبعضها سيقدم على ذلك في المستقبل، وضمنها عدد من الشركات العاملة في التكنولوجيات الحديثة وفي الطاقات المتجددة.