الأميرة للا أسماء تترأس مأدبة غداء على شرف السيدة الأولى لجمهورية السلفادور    حموني: إصرار الأغلبية على قيادة الاستطلاع محاولة للتغطية على اختلالات دعم استيراد الأغنام    تصفيات كأس العالم 2026.. فيفا يحدد تاريخ مباراة الأسود وزامبيا    النيابة العامة تكذب مقاطع منسوبة للمسمى قيد حياته "هشام المنداري"    دراكانوف وقاسمي يختتمان المهرجان المتوسطي بالناظور    المكتب الوطني للمطارات يكشف عن هويته البصرية الجديدة    تحطم طائرة تدريب تابعة للقوات الملكية الجوية على مستوى مطار فاس-سايس    ترحيل محمد البقالي بعد احتجازه على متن سفينة «حنظلة» والنقابة الوطنية للصحافة تدين وشقيقه يكشف التفاصيل    الرئيس الأمريكي يعلن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي    الملك محمد السادس يرحب بتعزيز التعاون مع البيرو    المنتخب المغربي المحلي يصل نيروبي لخوض غمار الشان 2024    تشابي ألونسو يحسم مستقبل إبراهيم دياز مع ريال مدريد    السفير الصيني يختتم مهامه بلقاء وداعي مع رشيد الطالبي العلمي    درَكي و4 متهمين أمام ابتدائية إيمنتانوت في ملف تهريب دولي لأزيد من 4 أطنان من "الشيرا    المغرب يقترح إنشاء صندوق دولي لدعم الأمن الغذائي في إفريقيا    فيروز تودع ابنها زياد بصمت موجع… ولبنان يشيعه إلى مثواه الأخير وسط دموع الشارع    السيد يوسف بلقات يهنئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربعه عرش أسلافه الميامين    حركة التوحيد والإصلاح تعلن تضامنها مع نشطاء سفينة "حنظلة"    "OCP" يتمكن من إنتاج أزيد من 5 ملايين طن من سماد الفوسفاط سنويا ويتوقع ارتفاعا آخر نهاية 2025    بعد هجوم القاصرين.. السلطات المغربية تُحكم قبضتها على حدود سبتة    ولاية أمن مراكش تكشف حقيقة تصريحات شخص يحمل آثار اعتداء ادعى تقاعس الأمن عن تلقي شكايته    الحسيمة.. إدانة متهم بالنصب والاحتيال في قضايا "عقود العمل بالخارج"    منظمتان عبريتان: إسرائيل ترتكب إبادة بغزة وتستنسخها في الضفة    مسؤول في مجموعة هيونداي روتيم: المغرب يتموقع كقطب مهم لجذب الاستثمارات الصناعية الأجنبية    تايلاند وكمبوديا توقفان إطلاق النار    رياض محرز يمتدح ملاعب المغرب ويؤكد: سنقاتل من أجل اللقب    "كاف" يكشف تشكيلة "كان السيدات"    القوات المسلحة الملكية تنعى ضابطين        المنتظم ‬الدولي ‬مطالب ‬بالتدخل ‬الحازم ‬لوقف ‬خطر ‬نظام ‬الجزائر ‬على ‬جواره ‬المباشر‮ ‬:‬    احتفال بنهاية الموسم الدراسي بنكهة إفريقيا على شاطئ كابونيكر بمدينة المضيق.    "فانتاستك فور" يلقى الإقبال في أمريكا الشمالية    المصباحي يدعو إلى التنوير الرقمي    فرقة "ناس الغيوان" تمتع التونسيين    ما علاقة السكري من النوع الثاني بالكبد الدهني؟        انطلاق فعاليات الدورة ال13 لمهرجان "صيف الأوداية" بسهرات جماهيرية وإشادة بتجربة حياة الإدريسي    بورصة البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الانخفاض    الجيش الملكي يواصل تحضيراته بمباريات ودية استعدادا للموسم الجديد    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الاثنين    حقيقة احتراق غرفة كريستيانو في النمسا    توقعات أحوال الطقس لليوم الاثنين    انخفاض سعر الذهب إلى أدنى مستوى في نحو أسبوعين    فاس.. التأكيد على أهمية اعتماد استراتيجيات ومقاربات مبتكرة للاستفادة من الكفاءات المغربية والعربية المقيمة بالخارج (ندوة)    سليم كرافاطة يكشف عن أغنيته الجديدة"مادار فيا"    الإبادة مستمرة… إسرائيل تقتل 38 فلسطينيا في أنحاء غزة منذ فجر الاثنين    قتلى وجرحى في حادثة سير ضواحي ميدلت    هل الكاف تستهدف المغرب؟ زعامة كروية تُقلق صُنّاع القرار في القارة السمراء    أنفوغرافيك | بخصوص تكاليف المعيشة.. ماذا نعرف عن أغلى المدن المغربية؟    سخرية إيطالية من تبون: قرار تحت "تأثير الكأس" يعيد الحراكة إلى الجزائر    على ‬بعد ‬أمتار ‬من ‬المسجد ‬النبوي‮…‬ خيال ‬يشتغل ‬على ‬المدينة ‬الأولى‮!‬    الدكتور سعيد عفيف ل «الاتحاد الاشتراكي»: اليوم العالمي يجب أن يكون مناسبة للتحسيس وتعزيز الوقاية    صحة: اكتشاف "نظام عصبي" يربط الصحة النفسية بميكروبات الأمعاء لدى الإنسان    بعوض النمر ينتشر في مليلية ومخاوف من تسلله إلى الناظور    الوصول إلى مطار المدينة المنورة‮:‬‮ على متن طائر عملاق مثل منام ابن بطوطة!    اكتشافات أثرية غير مسبوقة بسجلماسة تكشف عن 10 قرون من تاريخ المغرب    الحج ‬إلى ‬أقاليم ‬الله ‬المباركة‮! .. منعطف المشاعر    زمن النص القرآني والخطاب النبوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



...أصنام في السياسة!
نشر في هسبريس يوم 04 - 10 - 2018

تعتبر السلطة السياسية الهيئة التي تلتزم بحماية المواطنين والدفاع عن مصالحهم وحاجياتهم الاقتصادية والاجتماعية...فإذا حدث وغاب هذا التعاقد بين الطرفين وأصبح الفرد يطالب بحقه في التطبيب والتدريس والسكن والحرية الفردية إلى غيرها من المطالب اليومية التي يحتاجها داخل المجتمع، فلا غاية من وجود سلطة سياسية ومؤسسات تدعي الدفاع عن المواطن وهي تدافع عن مصالحها الخاصة والحزبية.
تسلسلت الأحداث وأصبحنا نتناساها واحدة تلوى الأخرى...نقاش "2 فرانك"، إضراب الأطباء والأساتذة والممرضين، صندوق التقاعد، استيراد النفايات من ايطاليا، المرحومة مي فاتحة، المرحوم محسن فكري، الحراك الذي عُرف ب"حراك الريف"... إلى غيرها من وقائع اهتز إثرها المجتمع المغربي قاطبة لكنه مضى قدما وأصبحت ماضٍ لا يتذكره إلا العشرات!.
وإن كنا اليوم نشهد بكل أسف موت الشابة حياة إثر إصابتها بطلقة نارية من طرف البحرية الملكية لحظة محاولتها الهجرة نحو الديار الإسبانية رُفقة العديد من الشباب والشابات الذين سئموا من مستوى عيشهم داخل هذا الوطن، وفكروا في الهرب بعيدا آملين بغدٍ أفضل، فهذا يستدعي منا الوقوف والتوقف لاستيعاب الأمر. رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته.
عادة ما كانت الهجرة تستدرج الأشخاص الذين لم يلجوا المدارس قط وغير الحاصلين على شواهد عليا ومن لا يملكون من التكوين والمعرفة شيئا للتضحية بحياتهم في أعالي البحار؛ أما اليوم فإننا نفقد شبابنا المثقف وخريجي المعاهد العليا والجامعات والنخبة التي نأمل منها تنوير الآخرين!..هنا يجب أن ندق ناقوس الخطر. ثروة الوطن تكمن في شبابه وشاباته وأطره العليا والمتمدرسين من أجل إحداث الإصلاح والتغيير وصناعة نخب الغد. طالب اليوم هو وزير ومسؤول المستقبل إذا سنحت له الفرصة لذلك. وهنا نستدعي دور المؤسسات الحزبية في تحقيق ما يتوجب عليها فعله من تأطير، تكوين ومواكبة. وتحقيق المقومات الأساسية التي يفترض أن يسعى إليها المجتمع، والتي تتمثل في أربع نقط أساسية وهي :
المساواة، أي أن تسود في المجتمع قواعد ونظم قانونية تتسم بالعمومية وتنطبق على جميع الأفراد على حد سواء، بغض النظر عن اختلافاتهم في العرق أو في الدين أو في المستوى الاجتماعي، وأن يكون تولي المناصب العامة قائما على الكفاية والتفوق والقدرة على الإنجاز وليس على اعتبارات ضيقة أخرى مثل القرابة والنسب والعلاقات الشخصية.
التمايز، بمعنى الفصل بين الأدوار الاجتماعية وكذلك بين المؤسسات وتقسيم العمل من أجل التكامل...
القدرة، أي ضرورة توافر القدرات ليس فقط على إزالة الانقسامات ومعالجة التوترات في المجتمع، وإنما أيضا على الاستجابة للمطالب الشعبية بالمشاركة والعدالة التوزيعية المرتبطة بالمساواة. وكذلك القدرة على الإبداع والتكيف في مواجهة التغيرات المستمرة التي يمر بها المغرب والسياق الدولي المرتبط به.
صناعة الأمل، بمعنى أن تفي الأحزاب بالوعود التي تعطيها للمواطنين أثناء حملاتها الانتخابية وتنزيل المشاريع التي توهم بها الأفراد على الواقع، فيصبح الوفاء بالوعد واجبا، لأنه سيعيد الثقة بين الطرفين وسيعطي المواطن أملا في الغد ويجعله متفائلا لا يعرف البؤس والتشاؤم.
لو أن الأحزاب السياسية فرزت نخبا قادرة على التغيير وتحسين مستوى عيش المواطن واشتغلت بضمير ونكران الذات عوض نكران الواجب لكنا تجنبنا العديد من الكوارث التي أصبحت وصمة عار في مسار التنمية والإصلاح. وفي وقت يطالب جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطاباته الأخيرة بتشبيب النخب وإعطاء الفرصة للشباب في مختلف الميادين نجد أمينا عاما يرشح نفسه للمرة الألف على رأس حزبه وهو يناهز 80 ربيعا، ومكاتب سياسية مكونة جلها من شيوخ ومنظمات شبابية يتصارع عليها ذوو الأربعين سنة؛ ما أدى إلى خلق أزمة المشاركة لدى الشباب والابتعاد عن الإسهام في الحياة العامة للبلاد. الأمر لم يعد بالسهل وأصبحنا نحس بالاحتقان والركود في جل الميادين وعلى جميع الأصعدة. فكما ذكر فريديريك نيشته في مقولته الشهيرة: "الإنسانية قد عاشت، حتى الآن، على عبادة الأصنام: أصنام في الأخلاق، أصنام في السياسة وأصنام في الفلسفة"، وهذا ما نعيشه اليوم مع أصنامنا السياسية، مع أحزابنا السياسية عفوا!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.