بعد يومين من الاحتجاز القسري، أفرجت السلطات الإسرائيلية مساء الأحد 27 يوليوز 2025 عن الصحافي المغربي محمد البقالي، مراسل قناة الجزيرة، وذلك عقب اعتراض سفينة "حنظلة" التي كانت في طريقها نحو قطاع غزة في مهمة إنسانية تضامنية. الإفراج تم وفق ما وصفته مصادر إعلامية ب"الإجراء الشكلي"، بعد إلزام طاقم السفينة بالتوقيع على وثيقة بعدم تكرار الإبحار في اتجاه غزة، دون توجيه أي تهم رسمية. ووفق مصادر قريبة من الملف، لم يسمح للبقالي بمغادرة إسرائيل في اليوم نفسه نتيجة عدم توفر رحلات مباشرة، ومن المنتظر أن يكون الزميل محمد البقالي قد رحل إلى باريس يوم أمس الاثنين، وقد حاولنا التواصل معه عبر هاتفه، لكنه كان مغلقا. شقيقه يوسف البقالي، وفي تدوينة له على صفحته الرسمية، أكد خبر الترحيل، قائلا: "الأصدقاء الأعزاء، آخر الأخبار التي وصلتنا تفيد بأن السلطات الإسرائيلية أصدرت قرارا بترحيل الصحافي المغربي محمد البقالي، بعد أن احتجز من قبل جيش الاحتلال أثناء قيامه بواجبه الإنساني والمهني في تغطية رحلة سفينة "حنظلة" المتجهة نحو غزة. في انتظار عودة الغالي محمد، ليروي لنا التفاصيل… شكرا لكل من تابع وساند." سفينة "حنظلة" التي انطلقت من إيطاليا في 13 يوليوز الجاري، كانت تقل على متنها 21 ناشطا من جنسيات مختلفة، بينهم برلمانيون أوروبيون، وإعلاميون، وفنانون، وكان هدفها كسر الحصار المفروض على غزة، وتسليط الضوء على المأساة الإنسانية هناك. وقد تعرضت السفينة لاقتحام عنيف في عرض المياه الدولية من قبل البحرية الإسرائيلية، حيث جرى احتجاز جميع من كانوا على متنها لساعات طويلة، قبل الإفراج التدريجي عنهم. وفي أول رد نقابي، أدانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بشدة الاعتقال التعسفي الذي تعرض له محمد البقالي، واعتبرته خرقا سافرا للقانون الدولي الإنساني، وانتهاكا لحرية العمل الصحافي والإنساني، مشددة على أن مثل هذه السلوكات من جانب سلطات الاحتلال تمثل تهديدا خطيرا لسلامة الصحافيين، خاصة في مناطق النزاع. وطالبت النقابة في بلاغ رسمي بالإفراج الفوري واللامشروط عن البقالي وكافة أعضاء الطاقم، محملة سلطات الاحتلال مسؤولية سلامتهم، وداعية المنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان إلى التحرك العاجل للضغط على إسرائيل. وأوضحت النقابة أن احتجاز البقالي، الذي كان يؤدي مهمته الصحفية بمهنية وحيادية، ليس سوى حلقة جديدة من مسلسل التضييق على الصحافيين ومحاولة تكميم الأصوات المنحازة للعدالة الإنسانية. كما لقيت القضية تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت حملة تضامن كبيرة داخل المغرب وخارجه، شارك فيها إعلاميون وحقوقيون وسياسيون. وقبيل انطلاق الرحلة، كان البقالي قد وثق فيديو تحدث فيه عن أهداف السفينة .