قال المسؤولون بمركز التفكير "أتلانتيس" إن السبيل الوحيد لضمان استقرار السكان في وسطهم الأصلي يكمن في تحقيق تنمية الاقتصادية قوية وسريعة للقارة الإفريقية. وأوضح إدريس بنعمر، رئيس مركز الأبحاث والدراسات الجيو-استراتيجية (أتلانتيس)، أنه يتوجب على إفريقيا توظيف التكنولوجيا الأكثر تقدما من أجل اكتساب التنافسية المطلوبة للتمكن من خلق فرص العمل الكفيلة بامتصاص البطالة الواسعة التي تعاني منها القارة". وأضاف بنعمر، خلال الندوة الصحافية التي نظمها بمدينة الدارالبيضاء للإعلان عن تنظيم المنتدى الدولي للتكنولوجيات الأمنية "فيتس" بالعاصمة الرباط، أن "توفير شروط نمو اقتصادي قوي مستقر ومنصف لا يمكن أن يتحقق بدون دعم مالي من جهة، وإرادة سياسية للهيكلة والتهدئة من جهة ثانية، كل ذلك مع الارتكاز على الموارد الذاتية وخبرة الأصدقاء والحلفاء الأكثر تقدما والمنظمات الدولية المختصة". وأشار المتحدث إلى أن هذا الملتقى سيشكل فرصة لتدارس الجوانب المتعلقة بالإرهاب الإلكتروني، وأفاد بأن ذلك يشكل مجالا خصبا لتنامي الأنشطة الإجرامية والإرهابية. وقال المتدخلون في هذه الندوة إن إشكاليات الإرهاب الإلكتروني والانحراف الإلكتروني تؤثر بشكل كبير على بلدان الجنوب وأنظمتها ومجالاتها الاستراتيجية، الاقتصادية والسياسية، وكذا على مقاولاتها الكبرى ورجالات الدولة، لأنهم غير مهيئين كما ينبغي لمواجهة هذا النوع من التهديدات؛ الشيء الذي يضاعف من آثارها. واعتبر المتحدثون أنه يتعين وضع تصورات جديدة للتعاون مع بلدان الشمال في هذا الإطار، كونها تمتلك جزء من الحل، على الخصوص فيما يتعلق بالخبرات المكتسبة في هذا المجال، وأيضا لكونها معرضة بدورها لهجمات من نوع جديد من خلال ما يطلق عليه الإرهاب الإلكتروني والانحراف الإلكتروني. وتشير المعطيات إلى أن النمو الديموغرافي لإفريقيا ليس فقط من بين أهم العوامل المسببة لتنامي البطالة، لكنه أيضا مصدر اختلالات سياسية كبرى بالنسبة للقارة في سياق التوسع السريع للمجال الحضري، وما يترتب عن ذلك من نتائج غير مباشرة، منها على الخصوص ارتفاع مخاطر تفشي النزاعات والإرهاب. ويرى الخبراء أنه أصبح من المستعجل التفكير في كيفية الحفاظ على المكتسبات وحماية القارة من التطرف الجديد، الناتج عن سوء معرفة الآخر والخوف منه، الذي تقوده أيضا رهانات السيطرة على السلطة. وقال المنظمون إن هذه المحاور ستتم مناقشتها في المنتدى الدولي للتكنولوجيات الأمنية "فيتس"، الذي يترأسه ألان جوييي، رئيس نادي مدراء الأمن في المقاولات، الذي سبق له أيضا أن اشتغل في الاستعلامات لدى الإدارة العامة للأمن الخارجي وكان مستشارا للوزير الأول الفرنسي في ميدان الذكاء الاقتصادي. ويصبو المنتدى الدولي للتكنولوجيات الأمنية إلى المساهمة في النقاش الدولي حول القضايا التكنولوجية والأمن والإجرام، وإلى التشجيع على تطوير الابتكارات التكنولوجية والخدمات المرتبطة بالأمن في إطار احترام المعايير الدولية. وهو كذلك صاحب مبادرة إطلاق منتدى "التكنولوجيا في مواجهة الإجرام"، الذي نظم خلال شهر يوليوز 2013 في مدينة ليون حيث المقر الدولي للإنتربول. ويشرف المنتدى الدولي للتكنولوجيات الأمنية أيضا على تنظيم العديد من المنتديات الدولية حول موضوع الأمن حيث يلتقي مسؤولو القضايا الأمنية، سواء على المستوى الاستراتيجي أو على المستوى العملياتي، بالإضافة إلى الصناعيين والخبراء متعددي التخصصات.